''قلق، توتر، خوف، صراخ، أهازيج، هتافات، إغماءات، دموع، تذمر، سخط، أمل، فرح، سعادة''·· تلك هي بعض الأحاسيس واللحظات التي عاشها طلبة الإقامة الجامعية للذكور ببوخالفة بولاية تيزي وزو، خلال متابعتهم للمقابلة الفاصلة والحاسمة التي جمعت المنتخب الجزائري بالمنتخب المصري، وهي المقابلة التي أبت ''الجزائرنيوز'' إلا أن تتابعها مع الطلبة لنقل لحظاتها التي كانت على الأعصاب· كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساء عندما وصلنا إلى الإقامة الجامعية للذكور ببوخالفة.. كان كل شيء يوحي بأن الطلبة على استعداد تام لمشاهدة المقابلة، أول ما شد انتباهنا ونحن ندخل الحي، هو تلك الأعلام والرايات الوطنية الكثيرة التي علقها الطلبة على نوافذ غرفهم، والتقينا كذلك بطلبة متوشحين العلم الوطني، فيما فضل آخرون ارتداء أقمصة المنتخب الوطني تحمل أسماء وصور اللاعبين على غرار زياني، مفني، مطمور، يبدة، غزال، عنتر يحيى، غيلاس، حليش·· وغيرهم، كما قام بعض الطلبة بتلوين وجوههم بالألوان الوطنية· وكانت أغاني المنتخب الوطني تتعالى من الغرف، والحديث بين الطلبة مركزا فقط عن هذه المقابلة المصيرية· متابعة المقابلة على شاشة Projection ·· وتقديم وجبات العشاء على الرابعة مساء تابع، طلبة الحي الجامعي بوخالفة، المقابلة الفاصلة بين الجزائر ومصر على جهاز الإسقاط بالأشعة (Projection)، تم وضعه في ساحة الحي، وبالضبط في الفضاء الموجود بين قاعة المطالعة والمطعم، حتى يتسنى لكل الطلبة مشاهدة المقابلة كون قاعة التلفاز صغيرة ولا تتسع لمئات الطلبة الذين يقطنون في هذا الحي، حيث قام الطلبة بتحضير هذه الشاشة منذ الساعة الثالثة بعد الزوال· كما قامت الإدارة بتقديم وجبات العشاء للطلبة على الساعة الرابعة مساء ليتسنى كذلك لعمال المطعم متابعة المقابلة، ورغم ذلك لم يتمكن العديد من الطلبة من تناول العشاء بسبب القلق الذي إنتابهم· إنتظار المقابلة بشغف وقلق·· وحجز الأماكن قبل الساعة الخامسة بدأ، الطلبة يتوافدون بكثرة إلى المكان المخصص لمتابعة المقابلة على الساعة الرابعة مساء، قصد حجز الأماكن الأمامية، وكل واحد منهم يأتي بكرسي من غرفته، ولم تصل بعد الساعة الخامسة عندما اكتظ المكان عن آخره.. ونظرا لطول الوقت الفاصل عن المقابلة، فضل الطلبة متابعة لقطات من المقابلات السابقة التي لعبها ''الخضر'' على وقع الأغاني الرياضية الخاصة بالفريق الوطني والتي رقص عليها الكثيرين منهم· كما تابعوا من حين لآخر وعلى المباشر لحظات من ملعب المريخ، وكان هذا الإنتظار صعبا جدا، فعلامات القلق كانت بادية على ملامح الجميع· دموع وإغماءات بعد تسجيل عنتر يحيى هدف التأهل مباشرة بعد دخول لاعبي ''الخضر'' إلى الميدان، إهتز الطلبة بالتصفيقات والأهازيج، وبعد إعلان الحكم عن انطلاق المقابلة بدأوا في تشجيع ''الخضر''، مرددين ''الله أكبر رابح سعدان''، ''وان تو ثري فيفا لالجيري''، ''الله أكبر فوزي شاوشي''.. وكانت رأسية غزال التي صدها عصام الحضري في الدقيقة الثانية بمثابة اللقطة التي جعلت الطلبة يشعرون بثقة أكبر، لكن المستوى الذي ظهر به الحارس فوزي شاوشي زاد من ثقتهم بعد صده للعديد من الكرات، وتابع الطلبة، الشوط الأول على الأعصاب، مقتنعين بالأداء الجيد للمنتخب الوطني، وكان هدف عنتر يحيى في الدقيقة ال 41 الذي هز به شباك الحضري بمثابة الشرارة التي ألهبت الطلبة وفجرت حناجرهم، فالعديد من الطلبة أذرفوا الدموع من شدة الفرح، وأغمي على خمسة منهم، تم تحويل أحدهم إلى المستشفى لتلقي العلاج· الطلبة عاشوا الشوط الثاني على جمر عاش، طلبة الإقامة الجامعية بوخالفة، الشوط الثاني من المقابلة على الجمر حيث سادتها حالات قلق وتوتر وتذمر وسخط، وغضب·· بسبب تراجع اللاعبين الجزائريين إلى الوراء في الشوط الثاني من جهة، ومن جهة إحتجاجا على البطاقات الصفراء التي منحها حكم المباراة للاعبين الجزائريين· الكل عاش على الأعصاب والفرح يخرج الطلبة إلى شوارع تيزي وزو مباشرة بعد إعلان صفارة الحكم عن انتهاء المقابلة وتأهل المنتخب الجزائري إلى المونديال، شهدت الإقامة الجامعية ببوخالفة، فرحة عارمة سادتها الهتافات والأهازيج، وشعارات ''وان تو ثري فيفا لالجيري'' و''الله أكبر رابح سعدان'' و''ابكي يا المصري لالجيري كاليفيي''.. حيث صنع الطلبة أجواء رائعة من خلال الرقص والغناء، بطريقة عفوية، ليقرروا فيما بعد الخروج في مسيرة باتجاه مدينة تيزي وزو والسير على طول مسافة 5 كلم على الأقدام، حيث واصلوا الإحتفالات هناك وقضوا ليلة بيضاء·