أنتظر مثل كل الجزائريين إجراء القرعة الخاصة بنهائيات كأس العالم يوم غد الجمعة، ولقد تتبعت بعض المقاربات التي أتمنى أن يتفادى المنتخب الجزائري واحدا من المنتخبات الأربعة "النارية والمرعبة" والمتمثلة في ألمانيا والأرجنتين والبرازيل وإسبانيا حتى يكون لفريقنا الوطني فرصة، ولو ضئيلة، في التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، ولما لا الذهاب بعدها إلى ما وراء ذلك؟. أدرك تخوف البعض من أن توقع القرعة اللاعبين الجزائريين تحت طائلة أساطين كرة القدم العالميين على غرار "ميسي" الأرجنتيني و«نايمار" البرازيلي، غير أني أؤمن بأن اللاعب الجزائري، مثل كل الجزائريين، لا يعرف في وقت الرخاء ولكنه يعرف فعلا وقت الشدة، كما أن الجزائري هو أشبه ما يكون بالذهب الذي كلما زدناه "نارا" فإنه يزداد بريقا وقوة ولمعانا. لذلك فأنا لست ممن ترعبهم المنتخبات الكبيرة التي تضم لاعبين يستطيعون "العبث" فوق الميدان بأي كان، وأنا أيضا أؤمن بأن الانتصارات الكبرى، في كرة القدم وفي غيرها من المجالات الأخرى، يصنعها المجهود الجماعي قبل المجهود الفردي فضلا عن سرعة البديهة وحسن استغلال الفرص والضغط على النفس بأقصى ما يمكن حتى يأتي الفرج. ولكل ذلك أنا مع الذين يعتقدون أنه بالنسبة لقرعة النهائيات الخاصة بكأس العالم في البرازيل وما ستفرزه من تواجد الفريق الوطني في هذه المجموعة أو تلك، فإن الأهم هو التركيز على الاستعداد والتحضير الجيد، وإذا استطاع لاعبونا المحترفون في الخارج تبديد المشاكل التي يجدونها مع فرقهم بخصوص نقص المنافسة، فسيكون الفريق الجزائري "كتيبة من الفرسان" التي سوف تقهر أي منتخب في العالم حتى ولو كان هذا المنتخب يضم "ميسي" أو "رونالدو" أو "نايمار".. وحتى في أسوأ الاحتمالات، فإن الخسارة عندما تكون بشرف وبعد أداء بطولي، فإنها تشكل فوزا كبيرا.