عاد سعداني من باريس وترك زوجته الثالثة وحيدة، وهو يقول للنهار إنه لم يصمت لأنه خاف، أو قال له واحد أغلق فمك، فهو متين البنية وله نظرات ينطلق منها الشرر، أي أنه لا يخشى أحدا حتى لو كان هذا الأحد الجنرال توفيق أو جهاز الجنرال توفيق، وهو مصمم أن يكمل حربه المقدسة ضد الدياراس وضد كل من تشتم فيه رائحة الدياراس وعلى أية حال لا ليبين للأمة جمعاء أنه لا يخاف وأنه فرحان جدا بنفسه وبالخدمة التي يقوم بها، فلقد طار إلى مسقط رأسه ليزوج ابنته من الزوجة غير الثالثة وأقام عرسا ما شاء الله وهرع إليه الناس والمسؤولون من كل حدب وصوب، وأظن وفي بعض الظن إثم، أنه فكر جيدا في اختيار الفرقة الفنية التي أحيت له عرس ابنته الكريمة، فكانت فرقة دون مستوى الفرقة التي كان يدربك فيها ويشطح فيها، وهو لا يريد منافسة لا في الدربيك ولا في الشطيح، فشتان ما بين دربوكة الأمس ودربوكة اليوم، إن دربوكة الأمس دربوكة مباركة لأنها تجعل من صاحبها رجلا يحسب له ألف حساب، خاصة بعد أن يقرع طول الحرب على جنرال كان يخشاه من يخشاه وعلى جهاز قيل عليه ما قيل.. إن دربوكة سعداني هي دربوكة ثمينة ولها شأن كبير سوف تحفظ بعد زمن قريب في متحف المجاهدين الجدد وسوف يتنازع عليها المضاربون في المزاد العلني مثلما هم يزايدون على العهدة الرابعة المبجلة.. إذن يا جماعة الخير هل فهمتم لماذا كان الدرابكي الذي أحضره سعداني إلى عرس ابنته دون مستوى الدرابكي الأكبر؟! وهل فهمتم لماذا كان الرقاص دون مستوى الرقاص الأكبر؟! أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم..