وجدت العادات الجديدة التي طبعت الأعراس الجزائرية في السنوات الأخيرة نفسها في مواجهة تقاليد راسخة لا يمكن أن تمحى وتستبدل بسهولة في مجتمع يقدس عاداته الموروثة من الأجداد، فكانت عاجزة ولو بشكل نسبي عن القضاء على بعض الأعراف المتجذرة والتي اكتسبتها الأعراس الجزائرية منذ سنين خلت وتوارثتها العائلات فيما بينها ووجدت فيها المنبع الذي ينبع أصالة وتميزا على غرار عادة الحناء التي عادت بقوة إلى الأعراس الجزائرية، إلى جانب فرقة الزرناجية التي تضفي بهجة مميزة على موكب العرس، إلى جانب عادات أخرى وجدت طريقها مؤخرا إلى أعراسنا مجددا .. أبت العائلات الجزائرية أن تنساق وراء بعض المظاهر الجديدة الدخيلة على أعراسنا، فكانت لها عودة قوية لبعض الأعراف الضاربة في العمق والتي تستمد منها الأعراس الجزائرية بهجتها ورونقها الخاصين بها، خاصة وأن بعض الأعراف الجديدة ترفضها الكثير من العائلات على غرار الاختلاط وقلب مراسيم العرس إلى أجواء تشبه بكثير الأجواء الممارسة في الملاهي على غرار الموسيقى الصاخبة التي لا تخلو كلمات أغانيها من المجون لذلك مالت بعض العائلات إلى الفرق الدينية التي تعتمد على المدائح الدينية، فيما راحت بعض العائلات إلى اشتراط الأغاني النظيفة عل الفرق الموسيقية، كما عادت بقوة بعض الأعراف الأخرى ك (التبق) بمعنى (الطبق) الذي عادة ما يمتلئ بألبسة للعروس، إلى جانب الحناء والشموع كشروط أساسية تدخل في الطبق إلى جانب عزف فرق (الزرناجية) الذي بات شرطا ضروريا في مواكب العروس، وتزيد تلك الألبسة المخصصة للفرقة والتي عادة ما يغلب عليها اللون الأحمر القاتم، بحيث تزيد هيأة عناصر تلك الفرقة وألبستهم الخاصة التي تميزها الطرابيش والسراويل المدورة الموكب بهاء، وتعد تلك العادات متوارثة فيما بين الأجيال وهي عادات وأعراف حميدة تزيد من بهجة الأعراس الجزائرية حافظت عليها العائلات وأعادت إحيائها في السنوات الأخيرة بشكل أكثر روعة.. "الزرناجية" تعود بقوة إلى أعراس العاصمة.. وأكدت لنا أغلب العائلات التي كانت لها تجربة في إقامة الأعراس أو حتى تلك التي تبرمج لزواج أبنائها وبناتها في هذه الصائفة منهم الحاجة (وردية) التي قالت إنها ستزوج ابنتها خلال الأيام المقبلة وبرمجت لعرس تقليدي محض فهي لن تتخلى عن أعراف الأجداد على حد قولها على غرار الحناء التي ستربط لابنتها ليلة قبل زفها إلى بيت عريسها وستتم من طرف أهل العريس ليلة الأربعاء، إلى جانب عادة ذهاب العروس إلى الحمام الذي سوف يكون يوم الثلاثاء دون أن ننسى عرف (التشوار) ببيت العريس الذي يكون بعد جلب الكبش للعروس بيوم، لتضيف أنها كلها أعراف تتميز بها الأعراس الجزائرية وجب عدم الخروج عنها خاصة وأنها إرث تركه الأجداد مما يضمن استمرار العرس لسبعة أيام كاملة على خلاف ما نراه اليوم لدى بعض العائلات التي لا تستغرق فيها أجواء العرس وبهجته إلا سويعات معدودة في قاعة الحفلات مما قد يفوت فرصة الوقوف على ذكرياته وساعاته الجميلة. هو نفس ما راحت إليه الآنسة (هدى) التي قالت إنها ستتزوج قريبا وبرمجت القيام بكل العادات والتقاليد التي كانت تطبع أعراس الأمس وكان طعمها خاصا على خلاف أعراس اليوم التي صارت تختزل في أمسية يقضيها المدعوون في قاعة الحفلات وبعد سويعات معدودة يفترق الجميع هو ما لا يعجبها لذلك أبت إلا معاودة إحياء بعض العادات من أجل الاستمتاع بعرس حقيقي تقاسم أجوائه البهيجة مع الأحباب والمدعويين.