لم يعد أحد يتكلم عن الجنرال توفيق أو جهاز الدياراس وكأن العاصفة التي أثيرت منذ مدة صمتت منذ أن أدلى بدلوه سعيداني، يعني بيني وبينكم لو عاد الزمن سنة واحدة للوراء سنة واحدة فقط، هل كان هذا السعداني يقدر أن يتكلم عن بوسيجار؟ جملة بوسيجار التصقت بهذا الرجل الغامض الذي أدار جهاز المخابرات على مدى سنوات بكثير من الاحترافية التي دوخت العدو قبل الصديق وحتى بعض الوزراء والمسؤولين الذين رأيتهم بأم عيني حين يتكلمون عنه يشيرون لاسمه بإشارة السيجار في الفم خوفا من ذكر اسمه المرعب جدا. يا خاوتي لا أفهم كيف لهاوٍ في السياسة بدأ حياته العملية في فرقة المناعي للفن الشعبي أن يقدر على الدربكة في رأس المخابرات ويسخن البندير بعبارات جاهزة للاستعمال لُقنت له تلقينا واضحا. لا أدري إن كان بوسيجار أخذ كلام سعيداني على محمل الجد أم لا ولكن أنا لو كنت مكانه والله "ما يغيضني الحال" لأن الأداة لم تعد صالحة للاستعمال ولا تساوي حتى رماد السيجار الذي حيّر الكثير. لا تفهموني خطأ أنا لا أشيت للتوفيق وليس عندي نية في ذلك ولكن ياكلني قلبي عندما أسمع النباح من بعيد وبعدها يختفي العويل. ترى من يقف وراء سعداني ومن حرضه على ضرب جهاز المخابرات ومن قال له "دربك" في رأس التوفيق ومن أين جاء بهذه القوة التي جعلته "يخلطلها جد باباها" ثم يختفي إلى باريس و"كي تنفحلو" يعود. آه يا رأس المحنة واش راك رافد.. من هو يا ترى رأس المحنة هل هو بوتفليقة أم هو التوفيق... لا تنتظروا أن أضع رأسا آخرا مع هذين الرأسين لأن الميزان فيه كفتين فقط وكل ما يضاف عليهما يعتبر زيادة وزن.... يبدو أني دخت وبدأت "نخلط" وتجاوزت حدودي ربما بعد هذا المقال سيطردني الزميل احميدة عياشي إلا إذا كان هو أيضا "دايخ" مثلي ويتحمل حماقاتي ويتركني أقرفكم بمزيد من العجب عن عالم الجن والملائكة الذي يدار في ظلام دامس مرة يكون أبطاله حقيقيين ومرة يكونون من ورق.