رودي فولر أبرز هداف لمنتخب ألمانيا الغربية في الثمانينيات والمانيا الموحدة في بداية التسعينات، إنجازاته لا تحصى سواءً كلاعب أو مدرب لمنتخب ألمانيا، لأنه مثال للمهاجم النموذجي الذي يصل سريعاً لمرمى الخصوم سريع الحركة، ماهر في التحكم بالكرة يجيد اختراق المدافعين وسط الزحام فأطلق عليه (سيد منطقة الجزاء). ولد رودي في مدينة هاناو الألمانية، وكان الهداف رقم واحد في منتخب ألمانيا الغربية في فترة الثمانينات، وفاز بأوّل مباراة دولية رسمية أمام إيرلندا الشمالية عام 1982، وقد فاز بلقب أفضل لاعب في عام 1983، حيث كان أفضل هداف في البوندسليغا، وكان فولر يلعب في ذلك الوقت مع نادي فيردر بريمن، وكان فولر لاعباً تقليدياً لا يغيّر أسلوبه أبداً، وكان من النادر أن يسجّل فولر أهدافاً غريبة وغير تقليدية، لكنّه كان رائعاً في التعامل مع الكرة بين رجليه، وكان يستطيع الإطاحة بلاعب أو إثنين قبل مواجهة المرمى وإحراز الهدف، وقد كان أستاذاً في منطقة ضربة الجزاء (أمام المرمى). أورو 1984 كانت أوّل بطولة كبيرة يخوضها فولر في مسيرته الكروية الدولية، وقد أحرز هدفين في تلك البطولة، لكن منتخبه "ألمانيا الغربية" خرجت من الدور الأوّل، وبعد سنتين، أقيمت كأس العالم في المكسيك، وصلت ألمانيا في هذه البطولة إلى الدور النهائي، لكن أمضى فولر معظم وقته في هذه البطولة على مقاعد البدلاء، لأنّ مدرّب ألمانيا الغربية آنذاك "بيكنباور" كان يفضّل إشراك "كلاوس ألوفس" بالإضافة إلى "رومينيغي" في هجوم المنتخب، لكن أتت الفرصة ل فولر في الدور نصف النهائي، حيث أشركه المدرّب في منتصف المباراة كبديل أمام فرنسا، وقد أحرز فولر الهدف الثاني في مرمى فرنسا في تلك المباراة التي انتهت لصالح الألمان بنتيجة 2 - 0، ولعب فولر في النهائي أيضاً أمام الأرجنتين، وقد دخل كبديل ليعدّل النتيجة للألمان، لكن المنتخب الأرجنتيني سجّل في آخر المباراة ونال كأس العالم، وخرجت ألمانيا الغربية. خسرت ألمانيا الغربية في نصف نهائي "أورو 1988" أمام هولندا، وقد بقيت هذه الخسارة عالقة في أذهان الألمان وذهن فولر، حتّى تلاقى المنتخبان في الدور ال 16 من كأس العالم عام 1990 في إيطاليا، وفي تلك المباراة حدث اصطدام بين فولر وبين الهولندي "فرانك ريكارد"، ممّا أدّى فيما بعد إلى طرد اللاعبين من المباراة، وفازت ألمانيا الغربية على حساب هولندا وانتقلت إلى الدور ربع النهائي ثم تأهلّت إلى الدور نصف النهائي، وقد لعبت في ذلك الدور مباراة قويّة أمام إنجلترا، وقد عاد فولر إلى تشكيلة الألمان في تلك المباراة، ونجحت ألمانيا الغربية بالفوز على إنجلترا وتأهلّت إلى نهائي كأس العالم، ولعبت ضد الأرجنتين في النهائي، وقبل نهاية تلك المباراة ب 5 دقائق، كسب فولر ضربة جزاء لمصلحة منتخب بلاده، وقد نفّذها "أندرياس بريمي" بنجاح، وفازت ألمانيا الغربية بكأس العالم، وقد سجّل فولر 3 أهداف في تلك البطولة، وقد لعب المباراة النهائية أمام الأرجنتين في ملعب "الأولمبيكو" معقل فريقه آنذاك "روما". انتقل فولر للعب في فرنسا وتحديداً مع نادي "مارسيليا"، وفاز مع الفريق الفرنسي بدوري الأبطال، قبل أن يعود إلى دياره في عام 1994، حيث لعب مع فريق "باير ليفركوزن"، وقد لعب فولر آخر كأس عالم له في عام 1994، وقد أقيم كأس العالم آنذاك في الولايات المتّحدة الأمريكية، وكان فولر في قائمة منتخب ألمانيا لكنّه أمضى معظم الوقت على مقاعد البدلاء، لكنّه لعب في مباراة ألمانيا في الدور الربع النهائي أمام بلغاريا، وقد أحرز فولر هدفين في تلك المباراة، لكنّ هدفي فولر لم ينقذا ألمانيا فخرجت على أيدي البلغار، وقد اعتزل فولر اللعب دولياً بعد تلك المباراة، بعد أن قضى 12 سنة مع المنتخب الوطني، وكان فولر يملك 34 سنة من العمر آنذاك، وقد أعلن فولر اعتزاله للعب نهائياً في عام 1996، وحالياً يتولى فولر مهمّة التأطير في شؤون المنتخب الألماني الوطني.