إستمتع عشاق الركح بعد ظهر يوم أول أمس السبت، بقسنطينة، بالعرض الشرفي لمسرحية "سمفونية من تراب" من إنتاج المسرح الجهوي لقسنطينة. وتروي هذه المسرحية وهي من اقتباس الفنان الطيب دهيمي من "مأساة غيفارا" للكاتب الفلسطيني معين بسيسو ومن إخراج كل من عنتر هلال وأحسن بن عزيز، قصة شعوب مضطهدة ضحية الاحتلال والتي ترفض الخضوع وتتطلع إلى الحرية. تبدأ المسرحية مع أفحلول وهو شاب يحل بدوار ليغير تماما الحياة اليومية الكئيبة والحزينة للفلاحين. فهذا الشاب الثائر يدعو الفلاحين إلى مقاومة المضطهد والحلم بغد أفضل. وتتسلسل الأحداث والأفكار لدى أفحلول الذي يكثف من نشر منشورات تدعو إلى الثورة وهي الأمور التي وصل صداها إلى عقول ونفوس سكان القرية. وإدراكا منهم بأن المقاومة هي السبيل الوحيد الذي يمكن من تغيير مجرى حياتهم يعتنق سكان القرية أفكار أفحلول ويقومون بعمليات الكفاح ليصبح الثائر هدفا للمضطهدين الذين يبحثون عنه في كل منزل بالقرية. وبعد أن كان مختبئا لدى سكينة وهي امرأة شابة حامل تقطن بالدوار نفسه، يتم توقيف أفحلول ثم يعذب ويغتال على يد سليمان عميل المضطهدين وهو أخ الثائر الآخر الهاني الذي يقود إضراب عمال المناجم. وبما أن العميل لم يتقبل أن سكينة تلجأ هي الأخرى إلى المقاومة وتعتنق أفكار أفحلول يقوم باغتيالها هي أيضا. ويسدل الستار على صراخ مولود جديد رمز الأمل فيما تظهر خلف خشبة المسرح من خلال مزج المسرح بالسينما صور كل من أرنستو شي غيفارا ومارتين لوتار كينغ ونيلسون مانديلا والعربي بن مهيدي ومهاتما غندي. واعتبر عنتر هلال أن مسرحية "سمفونية من تراب" قصة ذات "بعد عالمي أو كوني" يتجاوز الحدود "لتحكي كفاح ومقاومة الشعوب". وأضاف بأن هذه المسرحية تعد أيضا بمثابة تكريم ل«الخالدين" ممن صنعوا تاريخ الإنسانية والمقاومين والثوريين وهي أيضا كما قال "رسالة" موجهة للأجيال التي لم تعرف هؤلاء الأبطال لكي ينهل الأجيال من تاريخ محرري الشعوب".