يشهد مساء السبت المقبل ركح مسرح قسنطينة الجهوي، عرضا شرفيا لعمل مسرحي جديد، يحمل عنوان «سيمفونية من تراب»، وهو عمل إبداعي قام بإنتاجه مسرح قسنطينة احتفاء بالذكرى ال50 للاستقلال. ويعتبر هذا الإنتاج المسرحي الجديد عملا فنيا إبداعيا متميزا اقتبسه الممثل والمخرج «الطيب دهيمي» عن كتاب «مأساة غيفارا» للكاتب الفلسطيني القدير «معين بسيسو»، حيث قام «دهيمي» بإضفاء طابع هذه المأساة على ما عاشه الشعب الجزائري إبان الثورة التحرير من ظلم وجور، وعلى اعتبار أن المناضل الكبير «إرنستو شي غيفارا» كانت علاقته بالثورة الجزائرية علاقة وطيدة، وهو يمثل في نفس الوقت رمزا للتحرر والإنعتاق ليس في أمريكا اللاتينية فحسب بل في العالم أجمع . وإذا كان موضوع المسرحية يتطرق إلى الحرية ومكافحة المستعمر الذي استبد بالكثير من الشعوب، فإن عمليات التحرر التي تكبدها أبناء هذه الشعوب حملت بين طياتها هي الأخرى الكثير من التناقضات حتى طالت هذه الأخيرة أفراد العائلة الواحدة، حيث اتخذ الأبناء سبلا مختلفة في نظرتهم للتحرر فمنهم من قبل بالفكرة ونفذها على أرض الواقع ومنهم من تخاذل وخان القضية، مما جعل العائلة تتحمل مهانة الخزي والعار. ويشارك في هذه المسرحية 12 ممثلا، منهم «عنتر هلال، احسن بن عزيز، ايزام، فراد، دلوم، طارلي، رداف، مزواري، بوالمدايس، بوكرو، مرواني، بوالبراشم،» ، وقد عاد الدور الرئيسي إلى الممثل المسرحي القدير» حسن بن عزيز»، حيث تقمص شخصية «الشيخ الدراجي» الذي يمثل الأب الفلاح والمجاهد الذي شارك في الثورة التحريري، فهو يرمز من خلال هذا العمل إلى طبقة الفلاحين والعمال البسطاء الذين شاركوا في الثورة وكانوا يعيشون صراعات داخل عائلاتهم بسبب اختيارهم طريق الإنعتاق والتحرر، حيث يبرز هذا الصراع كل من نجلي «الشيخ الدراجي» الذي اختار أحدهما طريق الجهاد والتحرر، فكتبت له الشهادة، فيما اختار الابن الأخر طريق المستعمر ومن ثمة خيانة العهد والأمانة. والجدير بالذكر فان هذه المسرحية التي أخرجها ،الممثل المسرحي القدير «عنتر هلال» بمساعدة الممثل «احسن بن عزيز»، تحمل لونا مغايرا لعملية الإخراج المسرحي التقليدي، حيث تم إدخال طريقة جديدة يتزاوج فيها الإخراج المسرحي بالسينمائي، كما يتم من خلاله كسر الحاجز أو الجدار بين الممثلين والجمهور الذي يقحم في التمثيل لأول مرة، كما أن تقنيات الإخراج الأخرى من إضاءة وسينوغرافيا وغيرها تعرف لمسة فنية جديدة ومغايرة لما هو معروف على خشبة المسرح. للإشارة فإن هذه المسرحية التي بدأت العمل فيها منذ ما يقارب الأربعة أشهر، وكان من المنتظر عرضها في ال15 من شهر نوفمبر الماضي، بمناسبة الذكرى ال50 للاستقلال، ستعرض في وقت لاحق على خشبة العديد من مسارح الوطن.