انتظرنا الاعتذار، اعتذار حق وحقاني، لكن هولاند لم يعتذر، هو قال فقط كلمات زئبقية، كلمات مواربة، كلما لا تضع أي اعتبار للجزائريات والجزائريين، ولا إلى الدولة الجزائرية.. هو قال فقط عبر مستشاريه، إن مزحته الثقيلة الدم تم تأويلها بشكل غير صحيح.. أي أن المشكلة في المؤولين وليس فيه هو... هذا اسمه بالعربي الفصيح الكبرياء، أو إن شئتم الإستكبار، أو إن شئتم الإحتقار.. ومن نكون في نظر هولاند حتى يعتذر لنا. إننا مجرد برابرة ومتوحشين وإرهابيين.. على كل حال، ذلك لا يحيرني، بل الذي يحير هو أننا في الجزائر الرسمية قبلنا كلماته التي لا معنى لها إلا احتقارنا وأبدينا سعادتنا، وهذا في حد ذاته مؤسف ومحزن، فإلى متى يظل المسؤول الجزائري مصابا بعقدة الرومي.. لكن أقول لكم شيئا، إن الجيل القديم، وهو الذي يدعي أنه جيل ينتمي إلى الثورة ما زال لم يتخلص من عقدة المستعمر، أو كما يقول واحد من الفلاسفة الكبار، عقدة العبد والتاج.. أما نحن الجيل المولود بعد الإستقلال فلم نشعر بعقدة أسلافنا مع الفرنسيين.. ولا يهمنا أن نصادق الفرنسيين من أمثال هولاند، لأنهم ببساطة غير مستعدين لقبول صداقة من هم ينظرون إليه على أنه أدنى منهم... ثم أريد أن أقول لكم شيئا آخر.. تصوروا، لو قال هولاند في مجمع يشكله المنتمون إلى العبادة الاسلامية، نفس السخرية الفجة عن إسرائيل، ما الذي كان سيحدث؟! هل كان هولاند يرد بنفس الاستخفاف؟! طبعا، لا.. بل كان يقدم وبسرعة اعتذاره الرسمي لدولة إسرائيل، ولطار إلى تل أبيب وهو مطأطئ الرأس ليقدم اعتذاره إلى كل الإسرائليين.. لكن، واش اتحبو، إن الذي لا يكرم ولا يحترم نفسه، لا يحترمه الناس ولا يخشونه الناس والفاهم يفهم وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم... آمين..