بلخضر محمد (مقاول 48 سنة): "هواري بومدين يمثل لنا كشعب جزائري رمز الحرية والثورة كونه كان جاهدا بمعنى الكلمة ولم يخن الشعب الجزائري، وفي ذكرى وفاته الشيء الذي يمكن أن أقوله إن الجزائر كانت تملك أحد أكبر الرجال في زمانه، رحم الله الرجل ولا يجب أن ننساه لأنه كافح وناضل من أجل البلد والشعب وفقط، وبالنسبة لي فإنه كان واحدا من أبناء البلد ويحس بما يحس به الشعب ولم يكن دكتاتوريا ولا خائنا". جيلالي حاج حاحوم (تاجر 35 سنة): "اليوم وفي ذكرى وفاة الرجل أقول كلمة واحدة هو يا حسراه على الرجل العظيم ورحم الله الفقيد الذي أفنى حياته بما فيها شبابه في خدمة الجزائر، فقط جاهد في سبيل الله لتحرير البلد وجاهد لوضع الجزائر على سكة، فالصورة التي أمتلكها عنه هي ذلك الرئيس الذي يحب بلده ويحب شعبه ويرحمه، وبومدين بالنسبة لكل الشعب الجزائري ولي شخصيا رمز القائد العربي سليل الكبار وسليل الأمير عبد القادر وغيرهم من أبطال الأمة وأتمنى أن يقتدى كل من يحكم البلد أو سيحكمه مهما كانت رتبه ومسؤوليته بهذا الشخص العظيم الذي أعطى أحسن مثال للتضحية". عمي علي (مجاهد 78 سنة): "الصورة التي ظهرت لي مجددا لما حدثتني عن الرجل هي الجنازة وكيف كان الشعب بمختلف شرائحه يبكي عنه، وبالرغم من الأخطاء التي ارتكبت في فترة حكمه إلا أنها كانت نتيجة عمل وليس بالشيء الآخر، فالرجل كان صادقا مع الشعب ومع البلد وحسب رأيي فإنه سيبقى أحد أحسن الرؤساء الذين مروا بالجزائر، وبومدين لم يكن لا جبارا ولا شيء آخر بل كان ابن الشعب الذي يحبه ويتمنى له الخير له". محمد دحمان (مرقي عقاري 36 سنة): "أنا أحب الرجل وأريد أن أقول إننا كشعب لن نجد مثله لأنه رمز من رموز الرعيل الأول الذي كان صادقا مع الأمة ومع الوطن، لم أعش زمانه كوني كنت صغيرا جدا غير أنني أعرف كل شيء عنه، في زمانه كان الجزائري يعرف معنى الكرامة ويعرف معنى النظام وغيرها من أسمى مكارم الأخلاق، كان صادقا ولم يكن خائنا ورفض بيع البلد لأي طرف أو لأي معسكر في ذلك الوقت". وهيب عبدي (صاحب مطعم 38 سنة): "بومدين كما عرفناه هو رجل الوقت المناسب لم يكن ضد الأمة ولا ضد الشباب ولا ضد طرف بل كان ضد كل من يريد السوء للوطن وهو من وضع الجزائر على السكة حتى أصبحت من بين أكبر الدول العربية والإفريقية ويكفينا فخرا أننا في وقته كنا نعيش في أمن ودون أي مشكل". حناشي العربي (حرفي 50 سنة): "آه على ذلك الزمن وآه على الرجل، في وقته درسنا وفي وقته عرفنا معنى الحياة - وفي وقته كان الخير يعم هذا البلد - كل يوم أتذكر ذلك الزمن الجميل وذلك الوقت الذي ذهب ولن يعود، جنازته في ذهني ويومها كنت شابا وأحسست أنني فقدت أبي أو أمي لأننا كنا نحبه كثيرا نحن الشباب كونه كان يحترم هذه الفئة كثيرا ولا يحب من لا يحترمها، الرجل كان الأب والأخ الكبير وكل شيء بالنسبة لكل الجزائريين". أحمد غزغازي (طالب دكتوراه 24 سنة): "بالنسبة لي بومدين هو فلسطين وهو الرجل الذي كان يدافع عن القضايا العادلة وكوني لم أعش فترة حياته لا يمكنني الكلام والشيء الذي أقوله هو إنه كان مخلصا ورجل أمة ورجل شعب ويجب على من يكون في القيادة أن يقتدى به لأنه رجل بمعنى الكلمة، كما يجب علينا أن نذكر محاسن الموتى وفقط". صالح نامي (بطال 22 سنة): "بومدين راجل ولا يجب أن ننكر ذلك ومن يقول إن جيلنا لا يعرفه فهو مخطئ فمنذ ولادتي وأنا أسمع عن خصال الرجل العظيم الذي وضع البلد على السكة، وبالنسبة لي يبقى الرقم 1 في المسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة شؤون الجزائر". فريد بوعزة (عامل 28 سنة): "بومدين رمز الرجولة، ورحم الله الرجل وما أقوله عنه إن والدي وجدي يحبانه كثيرا ما دفعني لحبه دون أن أعرفه، وما أعرفه أنه كان مخلصا مع الشعب ومع الفقراء، وهو رمز من رموز الثورة، وأنا كشاب يبقى قدوة لي في التضحية وفي غيرها من الأشياء الإيجابية التي يجب أن تكون في الإنسان". ح. عزيز موظف "32 سنة" "باعتبارنا نمثل الجيل الجديد للمجتمع الجزائري وربما لم نعايش فترة حكم الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين من أجل التعليق على أعماله ومواقفه السياسية المتعلقة بالقضايا الداخلية أو الخارجية، إلا أن القليل الذي عرفناه عنه من خلال بعض الدروس التي شملها البرنامج التربوي الجزائري، جعلني أكتسب فكرة عامة عنه وعن قراراته الحاسمة التي جعلت الجزائر كبلد ذي مكانة محترمة بين الدول رغم حداثة استقلالها، خصوصا بعد القرار الجريء بتأميم المحروقات سنة 1971، الذي كان بمثابة الخطوة التي فتحت الطريق لاسترجاع السيادة الوطنية كاملة وسمح للجزائر أن تبسط سلطتها على ثروتها الطاقوية من محروقات ومناجم طبيعية ومهّد لنهاية ما يسمى بتواجد بقايا الاستعمار الفرنسي بالبلاد. وكلمته المشهورة التي ألقاها في خطابه التي مفادها "بترول الجزائر أحمر لأنه ملطخ بدم الشهداء" كانت كافية لوضع حد لإشاعات فرنسا الهادفة إلى ترويج عدم صلاحية بترول الجزائر لدفع الدول الأخرى لعدم شرائه". عاشور علي صحفي "30 سنة" "أعتقد أن فترة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين، كانت حصيلتها سلبية أكثر مما هي إيجابية على كافة الأصعدة الاقتصادية منها والسياسية. فمن الأمور الإيجابية التي تحسب للرئيس هو أنه استطاع إلى حد بعيد استرجاع مكانة الجزائر على الصعيد الإقليمي والدبلوماسي وغيّر نظرة البلدان العربية والمغربية المجاورة إزاء الدولة الجزائرية السائدة خلال عهد الرئيس الراحل بن بلة، وذلك بمواقفه الصارمة إزاء قضية الصحراء الغربية، فضلا عن أنه تصدى لمحاولة المغرب اقتحام حدود البلاد. إضافة إلى بعض المواقف الأخرى المتخذة على الصعيد الإفريقي خدمة لعدة قضايا إنسانية كالمتعلقة بحق الدول في التحرر من كافة أشكال الاستعمار، إلا أن ما ميز أكثر فترة حكم الرئيس الراحل هو نظامه التسلطي، حيث كان ضد كل من يعارض سياسته التسييرية. كما أن الإصلاحات الاقتصادية التي أدرجها سواء المتعلقة بالصناعية منها أو الزراعية، كانت إصلاحات شعبوية تفتقد لنظرة المدى البعيد وسرعان ما ثبت فشلها، لأن الجزائر حاليا تفتقد إلى بنية تحتية ذات قاعدة صلبة. والدليل بأن السياسة المعتمدة حاليا تهدف في طياتها إلى إعادة هيكلة هذه البنية التحتية خاصة الصناعية منها المنجزة خلال حكم بومدين. أما في الشأن الزراعي كان لها نفس المصير من منطلق أن الجزائر لا تزال من أولى بلدان العالم المستوردة لمادة القمح ما يؤكد فشل ما يسمى بالثورة الزراعية". بوشدة سمير تاجر "28 سنة" "الواقع الذي نعيشه اليوم يجعلنا حقيقة نفتقد لفترة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين أين كانت الجزائر في عز قواها الاقتصادية والسياسية. كما استطاع بمواقفه الصارمة على الصعيدين الخارجي أو الداخلي، أن يحجز للجزائر مكانة ضمن الكبار بعدما كانت له الجرأة في مخاطبة أعضاء هيئة الأممالمتحدة باللغة العربية ليكون الرئيس العربي الأول الذي يقدم على ذلك. كما أن وقوف كافة أعضاء الهيئة لدى دخوله إلى القاعة دليل على الاحترام الذي يكنوه للجزائر، وهي الصورة التي فقدتها بعد رحيل الرئيس. كما أن لومي يصب على من تداولوا على سلطة الحكم بعده، الذين فشلوا في مواصلة مسار الإصلاحات الصناعية والزراعية التي أدرجها هواري بومدين، ما جعل مكانة الجزائر تتراجع على الصعيد الدولي وحتى الإقليمي وأفقدها هيبتها، وما حدث مؤخرا في المغرب وإنزال العلم الجزائري على قنصلية الجزائر بها والمواقف المحتشمة الصادرة من الحكومة الحالية بعد الحادثة دليل على ذلك، وهي الأمور التي أؤكد أنها لن تحدث أبدا في فترة حكم بومدين". م. محمد عامل "57 سنة" "الرئيس الراحل بومدين كانت سياسته التسييرية نابعة من حب الوطن وإرادته في بناء الجزائر كدولة ذات مكانة ضمن المجموعة الدولية. وكانت البلاد تسير في مسار صحيح نحو تحقيق ثورة شاملة على مستوى جميع الأصعدة. كما أنه استطاع بفضل خطابه المتواضع أن يغرس في قلوب الجزائريين روح حب الوطن. فالجزائري آنذاك كان مجبرا على خدمة البلاد بما أتيح له من إمكانيات، لأن ذلك قضية وطنية مشتركة يتقاسمها الجميع حتى أفراد الجيش والمسجونين في بناء الوطن. لأنه كان يؤمن بإمكانية بلوغ الجزائر إلى القمة رغم كل الصعوبات. وأتذكر جيدا بأن مواقفه الصارمة التي اتخذها حفاظا على حدود الوطن ومساندة الشعب له، يعد بمثابة العامل الذي يعكس رغبته في جعل الجزائر ذات هيبة وسمعة دوليا، كما أن التفاف الشعب حول قراراته يثبت أنه استطاع غرس حب الوطن في أوساطهم الذي جعله قاعدة لبناء البلاد". خ. أكلي متقاعد "55 سنة" "أظن أن إنجازات الرئيس بومدين التي حققها خلال توليه تسيير شؤون البلاد سواء السياسية منها أو الاقتصادية كانت ناقصة ولم تكتمل على الصعيد الداخلي، بسبب نظرته إلى منطقة القبائل، فإن حرمان سكان هذه المنطقة من حرية التعبير بالأمازيغية خصوصا في الأماكن العمومية، ولد نوعا من الانشقاقات داخل المجتمع الجزائري الذي كان آنذاك بأمس الحاجة إلى تكثيف الجهود من أجل إخراج الجزائر من مرحلة التقهقر إلى مرحلة البناء والتشييد. وربما كانت نظرته هذه كمحاولة منه تأسيس وحدة وطنية شاملة تحت مقومات مشتركة، إلا أنه ليس إلى حد اتخاذ مثل هذه القرارات إزاء هذه المنطقة التي كان سكانها يتميزون بحب الوطن وجد واعين بالدور الهام الذي تلعبه وحدة البلاد من أجل النهوض بها تنمويا". مقران. ح طالب "26 سنة" "صورة فترة حكم الرئيس الراحل بومدين لم تصلنا كجيل جديد بالشكل الكامل، إلا أن ما نعرفه عن فترة حكمه، يجعلنا نلمس فرقا شاسعا بين ما عرفته الجزائر آنذاك من حركة إصلاحية شاملة، وما شهدته مراحل الحكم التي تلته، رغم أن البلاد كانت خلال فترة حكمه تعاني من أزمة مالية خانقة ولم تمض إلا سنوات قليلة على استقلالها، إلا أن الرئيس بحنكته استطاع أن يخرج الجزائر من عزلتها بإرساء بنية تحتية صلبة، فأغلبية المصانع التي تتوفر عليها الجزائر حاليا شيدت خلال فترة حكمه، وأظن بأنه لو واصل من تداولوا على السلطة بنفس السياسة والإرادة التي كرسها بومدين، لكانت الجزائر حاليا ضمن الدول المتقدمة على جميع المستويات الصناعية منها والزراعية". ر. موح وعمر متقاعد "76 سنة" "من أكثر الصور العالقة في ذهني حول فترة حكم الرئيس بومدين، تتمثل في مواقفه المساندة للقضية الفلسطينية، وهي المواقف التي جلبت تضامنا من عدة دول عربية لأنها تخدم هذه القضية التي كان شعبها يبحث عن التخلص من هيمنة الاستعمار الإسرائيلي، خاصة وأن كافة الشعوب العربية تحررت في هذه الفترة من القيود الاستعمارية، كما أن القرارات الصارمة التي اتخذها حماية لحدود البلاد من كل خطر أجنبي جعلت منه شخصية قوية يلتف حولها كل الشعب الجزائري. وأستطيع القول بأن الفوضى العارمة التي تشهدها البلاد حاليا، تجعلنا نفتقد لفترة حكم بومدين التي ربما كنا في تلك الفترة نعارض بعض القرارات على سبيل المثال منعه التحدث بالأمازيغية، إلا أنه مع مرور الوقت أدركنا أن جزائر بومدين ليست جزائر ما بعد فترة حكمه. وأعتقد أن الفساد والاختلاسات التي تشهدها البلاد حاليا، لم تكن لتحدث خلال فترة حكمه الذي وضعه على أساس أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار". جمعها: وليد بوشنافة/ سمير لكريب