حمّل ممثلو أساتذة جامعة الجزائر 2، ببوزريعة، إدارة كلية الآداب واللغات، مسؤولية التزوير الممارس في محاضر المداولات الخاصة بالطلبة، إلى جانب الخرق الفاضح للقوانين المتعلقة بانتخاب المجالس واللجان العلمية. ويأتي تصريح ممثلي الأساتذة على النحو في الوقت الذي بلغ فيه عدد إطارات الكلية الذين قدموا استقالتهم، أمس، 12 إطارا، حسب تأكيد العميدة المقالة. أكد الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، جمعي فؤاد، أن المسؤول عن التزوير في محاضر المداولات هو الإدارة التي منحت أزيد من 60 طالبا بقسم اللغة الانجليزية شهادة ليسانس بعد التعديلات التي أدخلت على النقاط الأصلية الممنوحة من قبل الأساتذة المعنيين، مستدلا عن حديثه في ذلك بمحضر المداولات الخاص بدورة سبتمبر لسنة 2010/ 2011، واتهم ذات المتحدث المديرة بالتحايل على القوانين المنظمة لسير مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي خاصة ما تعلق منها بسير المجالس العلمية واللجان المنتخبة، بعد أن قامت إدارة هذه الكلية بتنظيم انتخابات على أساس قانون خاص بالمدارس خارج لا علاقة له بالجامعة، بحيث تم تنظيم هذه الانتخابات استناد إلى المرسوم التنفيذي رقم 05/500 المؤرخ في 29 ديسمبر 2005 والمتعلق بالمدارس. ولم تكتف إدارة الكلية بذلك فحسب، بل قامت بتنصيب أستاذة ممثلة عن أساتذة قسم اللغة الانجليزية في المجلس العلمي لم تترشح أصلا لهذه الانتخابات ولا تتمتع بالعضوية في المجلس العلمي وهو ما أثار حفيظة أساتذة هذا القسم الذين طعنوا في شرعية هذه الانتخابات وطالبوا باعتماد القانون المطبق ببقية الجامعات. وكشف ذات المتحدث عن ممارسات خطيرة مرتكبة من قبل عميد الكلية المقالة أبرزها استفادتها من منحة تكوين في الخارج في الفترة الممتدة ما بين 2008/ 2009، قامت بموجب ذلك بالاستفادة من كل الامتيازات والتسهيلات الممنوحة في هذا الإطار لاسيما ما تعلق منها بمنحة التكوين، لكنها لم تلتحق بالتكوين فعلا وبقيت تمارس مهامها كأستاذة بالجامعة بشكل عادي، تتقاضى إلى جانب مرتبها الشهري منحة التربص بالخارج، حسب الأمين الوطني للمجلس. واستناد إلى نتائج التحقيق الذي باشرته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتأكدها من خلال التنسيق مع هيئات مختلفة حول وضعية هذه الأستاذ على غرار وزارة الشؤون الخارجية والمركز الثقافي الفرنسي وقسم اللغة الانجليزية والمشرفة على مذكرة تخرجها بالخارج، أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي قرارا يقضي بإلغاء استفادتها من منحة التكوين بالخارج ومطالبتها بتعويض كل الأموال التي تقاضتها خلال الفترة، حسب الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالمجلس، وجاء في نص مراسلة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الموجهة لرئيس جامعة الجزائر تحوز "الجزائر نيوز" على نسخة منها إقصاء الأساتذة من الاستفادة نهائيا من منح التكوين بالخارج. من جهته، تحدث ممثل أساتذة قسم الأدب العربي، بوزيدة عبد القادر، عن التجاوزات المرتكبة من قبل إدارة الجامعة لاسيما في فترة تولي عبد القادر هني رئاسة الجامعة وما ترتب عنها من تداعيات في الفترة الحالية، حيث أكد أن شهادات النجاح المؤقتة الممنوحة لطلبة الماجستير في تخصص الأدب الإفريقي لسنة 2012 / 2013 تم تحريرها في جويلية 2013، علما أن مجلس المداولات الذي يشرف عليه أساتذة عارضوا فكرة تنقلهم إلى تمنراست من أجل تأطير 06 طلبة في هذا التخصص عقب انفراد الجامعة بقرار الرفع من عدد المناصب عقد شهر أكتوبر الماضي. وأضاف أن إدارة الجامعة أرسلت أساتذة خارج التخصص لتأطير الطلبة بعد رفضهم التنقل إلى الولاية في السنة الموالية من انطلاق التكوين في هذا التخصص في دراسات ما بعد التدرج. من جهته، أودع رئيس لجنة السكن الخاصة بأساتذة جامعة الجزائر 2، بن يوسف جديد، شكوى لدى رئيس الجامعة بعد اقتحام عميدة الكلية المقالة فريال فيلالي مكتب هذه اللجنة وقامت على إثر ذلك بتغيير قفل المكتب الذي يضم أزيد من 400 ملف سكن ووثائق خاصة بالأساتذة دون إذن من رئيس الجامعة. ومن التجاوزات الممارسة من قبل العميدة المقالة حسب تأكيد الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، هو إقصاء الأساتذة من حق الطعن في النقاط الممنوحة لهم في إطار استفادتهم من منحة تحسين الأداء البيداغوجي والعلمي لاسيما أن نص المادة رقم 03 من هذا القانون يخول لهم حق الاطلاع على النقطة والطعن فيها ويتم على هذا الأساس تقييم الأستاذ من حيث المتابعة البيداغوجية، واحترام آجال تنفيذ البرنامج الدراسي، والمشاركة في المجالس العلمية، والمشاركة في النشاطات المتعلقة بتقييم الطلبة، واستعمال التكنولوجيات الحديثة والعملية في أداء النشاطات البيداغوجة. وأضاف ذات المتحدث، أن هذه المنحة لم تكن تصرف وفقا للإطار القانوني الذي خول للأساتذة الاستفادة منها حسب ذات المتحدث. من جهتها، أكدت عميدة كلية الآداب واللغات المقالة فيلالي فريال، أن عدد إطارات الكلية الذين استقالوا قدر ب 12 إطارا احتجاجا على الطريقة التي تمت بها إقالتها من هذا المنصب، بحيث أكدت أن رئيس الجامعة لم يوضح لها الأمر عند اتصاله وإنما أعلمها بمناقشة الموضوع المتعلق بقسم اللغة الانجليزية، وفجأها بتنصيب العميد الجديد شريف مريبعي بعد أن سلمها قرار الإقالة الممضى من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. أما فيما يتعلق بمنحة التكوين في الخارج، فقد قالت في هذا الشأن إنها استفادت من هذه المنحة خلال فترة توليها إدارة معهد الترجمة لأنها تحدثت عن قضايا فساد وبالتالي استفادت من هذه المنحة لمحاولة إبعادها عن هذا المعهد في تلك الفترة، واكتفت بهذا القدر من الحديث، رافضة بذلك الإدلاء بتصريح يتعلق بالتهم المنسوبة إليها لاسيما ما تعلق منها بانتخابات المجالس واللجان العلمية ...الخ.