قالت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، أمس، إن الحزب سيشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي وصفتها ب"المعركة الصعبة"، وبموجب ذلك تقرر استدعاء إطارت الحزب الجمعة المقبل للإعلان رسميا عن قرار اللجنة المركزية المتعلق بمرشح هذا الحزب الذي سيزكي ترشح لويزة حنون للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 17 أفريل المقبل، حسب رئيس الكتلة البرلمانية لهذا الحزب جلول جودي. أكدت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، في تقريرها الافتتاحي لأشغال اللجنة المركزية للحزب المكلفة بمناقشة مسألة الانتخابات الرئاسية، أن الحزب حسم في مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية من عدمه، وقرر بذلك خوض غمار هذه الانتخابات بعد أن تم الفصل في هذه المسألة في المؤتمر الوطني السابع للحزب. ووصفت الانتخابات الرئاسية بالمعركة التي ستكون صعبة نظرا للضبابية التي تكتنف المشهد السياسي والوعكة السياسية التي تميز البلاد وهو ما جعلها تصف الوضع بالمقلق. ولأن ظروف تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة غير واضحة، حذرت لويزة حنون من تنظيمها على النمط السابق الذي يكرّس عدم احترام إرادة الشعب في اختيار رئيسه وتزييف النتائج. وأضافت لويزة حنون أن الحزب سجل بارتياح استدعاء الهيئة الناخبة في آجالها القانونية ما من شأنه أن يضع حدا للتصريحات المغرضة المتعلقة بتمديد عهدة رئيس الجمهورية، وبالرغم من ذلك، ما يزال الوضع غامضا في ظل حديث بعض الأطراف عن خلافات في هرم السلطة ومسألة ترشح الرئيس من عدمه، هذا الوضع الذي يسمح ببلورة حالة اللاستقرار حسب الأمينة العامة لهذا الحزب التي أكدت "أن الانتخابات الرئاسية لهذه السنة تختلف عن الانتخابات الرئاسية لسنة 2004 التي كانت حمّالة لمخاطر تفكك الجزائر"، واتهمت بعض المترشحين للرئاسيات بخدمة الإمبريالية دون أن تخصهم بالذكر. ويأتي قرار مشاركة حزب العمال في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أن أرجات لويزة حنون الفصل في هذه المسألة عدة مرات لاسيما أن الفصل في ذلك يتم حسبها انطلاقا من الرهانات الكبرى للدولة الجزائرية وما يحيط بها من اضطرابات، إلى جانب التدخلات الأمريكية والفرنسية عبر منظمات لفرض عملاء يخدمون مصالح الشركات المتعددة الجنسيات. قالت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، إن التهاب أسعار المواد الاستهلاكية الأولية وندرة الحليب هما مسألتان سياسيتان وبمثابة استفزاز للجزائر يذكرنا بأحداث السكر والزيت التي عرفتها البلاد في جانفي 2011، عمل من خلالها موردو هذه المواد على التمهيد للفوضى من أجل تحقيق ما سمي بالربيع العربي. وأكدت لويزة حنون "أن هذه الأطراف تنوي الضغط على الدولة الجزائرية لتنبطح أمام أصحاب المال والأعمال والشركات الاحتكارية والأجنبية التي تسعى لغزو السوق الجزائرية". وتعد البطالة بمثابة قنبلة موقوتة بالرغم من تحسين ظروف التشغيل والعمل -حسب الأمينة العامة للحزب - التي أكدت أن تطبيق تعليمة الوزير الأول، عبد المالك سلال، المتعلقة بمنح أولوية التوظيف لشباب ولايات الجنوب أدى إلى تسجيل انحرافات وغذى عقلية الانطواء على الذات ما من شأنه أن يهدد النسيج والوحدة الوطنية. وطالبت بإعادة النظر في هذه التعليمة لاسيما أن الحزب سجل تراجع هيبة الدولة خاصة في الاحتجاجات الأخيرة سواء المتعلقة بالطلبة أو البطالين مما سمح بانشاء مؤسسات موازية للهيئات الرسمية. اتهمت لويزة حنون أطرافا داخلية وخارجية بمحاولة ضرب استقرار البلد بعد أن اختارت هذه الأطراف ولاية غرداية لتحقيق هذا الغرض، وفي هذا الصدد، قالت إن "فتيل الاحتجاجات اشتعل من جديد بولاية غرداية لأن الحلول المقترحة ليست في المستوى، نظرا لوجود أطراف داخلية وخارجية تتمثل في المنظمات غير الحكومية التابعة لجهاز الاستخبارات الأمريكي والحركة الانفصالية في منطقة القبائل المعروفة ب«الماك". إلى جانب ذلك، ضلوع الصحافة المغربية في حملة التحريض ضد النظام بهذه المنطقة من خلال الادعاء بأن الدول همشت سكان هذه الولاية، علما أن هذه الحملة لا تخدم الشعب المغربي وإنما تهدف إلى تجسيد المخطط الأمريكي الرامي إلى تفكيك المجتمعات العربية حسبها.