أكدت المجاهدة لويزة إغيل أحريز، أن مصالح المركز التاريخي للدفاع لمدينة فانسان الفرنسية، وضعت في المدة الأخيرة وثائق أرشيفية جديدة تخص زهرة ظريف، في يد باحثين في تاريخ حرب الجزائر، وأن الدافع لإخراج تلك المادة التي قد لا تخدم ظريف، هو صدور مذكراتها مؤخرا لدى الشهاب. تذكرت لويزة إغيل أحريز، في خضم حديثها مع "الجزائر نيوز" عن خلفيات ودوافع التصريح الأخير لياسف سعدي المتهم لرفيقي الكفاح بالوشاية بعلي لابوانت وحسيبة بن بوعلي، أنه خلال زياراتها المتكررة إلى فرنسا، وبالضبط في مصالح أرشيف فانسان، علمت أن دوائر معينة تسعى إلى الترويج لوثائق تخص ظريف في مرحلة 1957: "منذ فترة قليلة أخبرني أصدقاء باحثون في تاريخ حرب الجزائر، عن وجود أرشيف يخص زهرة ظريف وضع في متناولهم، وقد تمكن البعض من تصويره عن طريق هواتف نقالة وغيرها، ويريدون استعماله في إطار تسليط الضوء على مرحلة معركة الجزائر"، وتضيف موضحة: "قيل لي إن هذا الأرشيف ترك في المتناول عمدا مباشرة بعد عرض كتابها مؤخرا بالجزائر، حيث تسرد مذكراتها وتروي بعض المحطات الهامة في مسارها كمجاهدة في المنطقة الجزائر الحرة". ولم تشأ المتحدثة أن تعلق كثيرا على هذه الأخبار التي وصلتها مؤخرا، وإعطائها لتفسير سياسي أو إيديولوجي أو ثوري، إلا أنه قد يفيد في فهم توقيت ما اسمته "لويزات" ب "القنبلة التي يريد تفجيرها الآن". عبّرت المجاهدة عن اندهاشها واستغرابها من التصريح الناري الذي أطلقه ياسف سعدي على زميلته في النضال، ووصفت مشاعرها ب "الملتبسة" وتقول: "لا أعرف ما حدث بينهما، أنا لست صديقة أحد منهما، لا تجمعنا إيديولوجية واحدة"، لكن المجاهدة لا تخفي نوعا من الرضا على "عدالة السماء"، تضيف: "هرع الناس إلي هذا الصباح بعد قراءة الخبر، وأخبروني جميعا أن الله أنصفني". تتذكر "لويزات" أيضا لقاءها بزهرة ظريف في سجن بربروس، وكيف كانت المجاهدة الشابة جد معجبة بياسف سعدي: "كانت لا تتوقف عن مدح الاخ الأكبر، تردد العبارة في كل نقاش وحديث بيننا، في البدء لم أكن أعرف عن من تتحدث، ولم أخف استغرابي يوم عرفت أنها تمجد رجلا تحوم حوله أخبار غير جيدة، لكني لم أناقش معها الأمر". كما التزمت ظريف آنذاك "الصمت حيال علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي وبوحميدي ... لم ينطق اسمها شيئا إلا عن الأخ الأكبر"، تردف إغيل أحريز. كشف "لويزات" في حديثها ل "الجزائر نيوز" أيضا، عن البرقية التي كتبتها لياسف سعدي، بطلب من مسؤولها العسكري ياكر سعيد: "كنت في الشبلي أشرف على نقل مريض إلى بئر توتة في 20 سبتمبر 1957، عندما بلغنا خبر محاصرة المجموعة، حينها طلب مني مسؤولي كتابة برقية الى سعدي أطلب منه الصعود الى الجبل، تكفل بنقلها أحد المسبلين، إلا أننا لم نتلق منه ردا، لم نعرف هل وصلته أم لا، أصلا غاب المسبل عن الأنظار من يومها"، وتضيف مسترسلة: "عندما أوقف سعدي والمجموعة في 24 سبتمبر، واصلنا المهام قبل أن يلقى علينا القبض أربعة أيام بعد وقوف ياسف في أيدي الجيش الفرنسي، وقعت معركة الشبلي الشهيرة". واسترجعت لويزات في السياق ذاته، عبارة "غرازياني" وهو ينتفض لتكتمها أخبار رفقائها، قال: "على من تتكتمين والمسؤولون عنك اعترفوا بكل شيء وقالوا أكثر مما كنا نعلم".