الاقتراب من حالة الإنسان وهو يودع الحياة، تجربة لا يمكن معرفتها إلا إذا سعى الواحد منا إلى تخيل تلك اللحظات المميزة في حياة الفرد.. هي مغامرة أخرى يخوضها المرء قبل الرحيل الأخير، في غمرة فلسفة الحياة والوجود يتناول "سفيان عطية" في مسرحيته الجديدة بعنوان "ليلة إعدام"، موضوعا شائكا وعميقا، سيعرض مطلع فيفري المقبل بالمسرح الوطني الجزائري. يقول سفيان عطية، مخرج وكاتب "ليلة إعدام"، إن الانسان يعيش في حالة متواصلة من البحث عن منافذ للخروج من مأزق معين، أو من مكان مغلق إلى آخر أكثر فسحة وحرية: "الشعور بأني في سجن كبير لازمني دائما"، يردف المسرحي الشاب الذي يعرفه جمهور الفن الرابع في نوع المونولوغ. تتطرق المسرحية (ساعة ونصف) التي سيحتضنها المسرح الوطني الجزائري، محي الدين بشطارزي، يوم السبت 1 فيفري على السادسة مساء، إلى قصة رجل حكم عليه بالإعدام، وهو يعيش آخر لحظات الحياة، ويجرب معنى النهاية المريعة والمخيفة، وحسب ملخص العمل نقرأ أن "الموت قدر وقضاء ومحنة يمر بها الإنسان مهما عمر ومهما كانت منزلته الدنيوية والروحية. وحينما تدرك النهاية المرء، لا تبقى له الخيارات فكل الأوراق حينها قد لعبت وكل السبل التي سلكها تصبح بلا عودة، في تلك اللحظات الأخيرة قد تمر بآخر تجربة دنيوية بحياتك باستثناء الموت". يؤكد سفيان عطية، أن الدافع لتناول موضوع فلسفي بهذا العمق، إلى الجو العام للبشرية في أكثر من دولة، ليس فقط الجزائر أو مصر أو تنس أو ليبيا أو سوريا، بل هي حالة عامة، يتحول فيها الإنسان إلى الأسئلة الكبرى، بعيدا عن عالم الاستهلاك المادي. يرى عطية، أن علاقة السجين بالسجان، معقدة ومثيرة في آن واحد، جدلية فيها النفور تارة والانجذاب تارة أخرى، ويعد المتحدث المتفرج لعمله الجديد، المنتج عن تعاونية "كانفا" المسرحية، بمفاجأة، ويشدد على أن تناول هذا الموضوع لا يعني الابتعاد عن الواقع: "رغم ما يبدو عن الفكرة أنها سريالية أو تجريدية إلا أنها واقعية جدا، وتتحدث عن شخصيتين موجودتين في أي مكان". المسرحية التي ستعرض باللغة العربية الفصحى، تقول إن "الموت يقهر كل شيء في هذه الدنيا، كل شيء، حتى أغلى الأشياء التي نملكها تصبح حينها بلا فائدة". جدير بالذكر، أن التدريبات الأولى لأعضاء تعاونية "كانفا" المسرحية، تمت بالمركب الجواري الإخوة مجدوب ببرج بوعريريج، ثم تنتقل إلى المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري برج الكيفان. تمثيل: الثنائي إدريس بن شرنين وسليم العربي ساسي. سينوغرافيا: مراد بوشهير، موسيقى عباس بن طالب. ملابس: السيدة وردة. تقني الصوت والإضاءة: عبد المالك بن زواوي. ريجيسور: عبد الغني بعيبش.