جلس سعيداني لوحده وقرر أن يفكر في كل ما يقوله ويفعله، وهل أصاب في كل هذه التخليطة التي قام بها ولكن خلوته لم تدم بمجرد أن جاءه صوت من داخل أعماقه... أخزي الشيطان هذه وسوسة لا أكثر أنت على صواب وكل ما تفعله صحيح وزد على ذلك أنت تخدم ولي نعمتك بوتفليقة وخدمة الحاكم من الإيمان. هزّ سعيداني رأسه وقال صحيح خدمة بوتفليقة واجبة، وزيد كيف سوّلت لي نفسي أن أشكك في ذلك، هذا لا يجوز شرعا ولا أخلاقا. جاءه صوت آخر وهل تعرف الأخلاق حتى تتكلم عنها؟ ياخي السياسة عدوة الأخلاق والمبادئ وكل الأشياء النقية والتقية؟ هزّ سعيداني بطنه هذه المرة وضرب فيها كما كان يضرب الدربوكة في سابق عهده وقال كي تشبع الكرش الرأس يغني فالبولتيك، صحيح أنا بديت نغني ببنت العرجون ومن تحت الشباك يغمزلي وغيرها من الرومنسيات البدوية ولكن الآن لا ينفع الغناء إلا للسي بوتفليقة وليّ النعمة والحاكم المبجل. جاءه صوت آخر من أعماق الأعماق ...أرجع لعقلك بوتفليقة رايح يبدلك ببلخادم في الأيام القادمة ورايح تندم على كل ما تفعل عندما تجد نفسك مهمشا وقد صرت أضحوكة العالم وتجابه لوحدك كل ما يقال عنك من كلام سيء؟ قهقه هذه المرة عاليا وقال ...أواه على بالي كلش مخيط ومحسوب أنا كنت علابالي بالقدرات تاعي في الشطيح والرديح والدربوكة، ولكن أن أصبح ممثلا بارعا هكذا في المسرح السياسي هذه ماكنتش نعرفها. جاءه صوت آخر.... رفض أن يسمع هذه المرة ومسك البندير وضعه على نار هادئة وصار يطبل ... يا سعيد داويني راني مريض راني مريض ومرضي ما يبراشي... هز بطنه وأردافه وكل شيء يمكن أن يهز في جثته الضخمة وفجأة رمى البندير وصرخ عاليا راني وخذت روحي يا يما لوكان ما يترشحش بوتفليقة واش يصرا فيا ؟؟؟