تحاشى الأمين العام للتجمّع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، التعليق على التصريحات الأخيرة للأمين العام لجبهة التحرير الوطني، لكنه حرص على توجيه رسائل يفُهم أنها ردّ غير مباشر على عمّار سعيداني، حيث دعا التشكيلات السياسية إلى "التحلّي بالحكمة، والتزام التعقّل وضبط النفس والابتعاد عن خطاب الإثارة والاستفزاز"، خاصّة أن الانتخابات الرئاسية القادمة تجري في أجواء حسّاسة، وفق تعبيره. شدّد بن صالح، خلال افتتاح لقائه بالأمناء الولائيين والمكلفين بالاتصال في الولايات الثمانية والأربعين بمقرّ الحزب في العاصمة أمس، على ضرورة إجراء الحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة "ضمن أخلاقيات العمل السياسي المتعارف عليها، والتنافس الشريف ومواجهة البرامج والأفكار، بعيدًا عن العنف اللفظي وإثارة النعرات وتصفية الحسابات الشخصية". وقال الأمين العام ل"الأرندي" إن الرهان الانتخابي القادم يجري في أجواء "حسّاسة" لا تتحمّل مزيدًا من التصعيد والاستفزاز، في إشارة غير مباشرة إلى التصريحات غير المسبوقة لعمّار سعيداني ضدّ جهاز الاستخبارات ورئيسه الجنرال توفيق. ويأتي لقاء الأمين العام للتجمّع الوطني الديمقراطي بالأمناء الولائيين والمكلفين بالإعلام، حسب بن صالح، لوضعهم في صورة الخطّة التي وضعها الحزب تحسّبًا للحملة الانتخابية القادمة لصالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ووضع الترتيبات النهائية للحملة التي سنطلق منتصف الشهر القادم. وفي هذا السياق، جدّد بن صالح دعم حزبه اللامشروط لبوتفليقة في رئاسيات 17 أفريل القادم، داعيًا مناضلي حزبه إلى الوقوف مع "الرجل الذي حقّق الإنجازات وأخرج البلاد من أزماتها وأعاد إليها الأمن والاستقرار وجنبها الهزّات"، والعمل على إقناع الشعب به كمرشّح للرئاسيات القادمة. ورفض بن صالح أن يكون بوتفليقة، الذي لم يؤكّد أو ينفي بعد رغبته في الترشح لعهدة رابعة، مرشّحًا لحزب معيّن، في إشارة لعمّار سعداني الذي أعلن ترشيحه بوتفليقة، معتبرا أن الأخير "أكبر من أن يكون مرشّح حزب واحد، بل هو مرشّح كل الجزائريين". ووصف بن صالح الانتخابات القادمة بأنها تشكّل "فرصة لتعزيز الاستقرار وتفويت الفرصة على المتربصين بالجزائر"، مضيفًا أنه كلما كانت المشاركة الشعبية أكبر كانت الرسالة أكثر قوّة ولا تحمل أي تأويل أو مساومة وفق تعبيره. وتكون القوّة السياسية الثانية، بهذه الخطوة، قد أعطت الضوء رسميًّا للبدء في عملية جمع التوقيعات لصالح بوتفليقة والتحضير الفعلي لحملته الانتخابية التي يتوقّع أن يكون الغائب الأبرز فيها هو الرئيس نفسه، وهو ما يعزّز بشكل أكبر فرضية مضيّ الرئيس نحو الترشّح لعهدة رابعة، قبل أيّام من انتهاء آجال إيداع ملفّات الترشّح لمنصب رئيس الجمهورية لدى المجلس الدستوري. في سياق آخر، قلّلت المكلّفة بالإعلام والناطقة الرسمية للتجمع، نوارة جعفر، من شأن الخلافات التي يشهدها البيت الداخلي للحزب، معتبرة في تصريح ل"الجزائر نيوز" أنه لا توجد أزمة انشقاقات في الأرندي، وأن الأمر يتعلّق باستقالة "عدد محدود جدّا" من الأعضاء الذين اعترضوا على اسم الأمين العام، مضيفة أن الحزب تجاوز مرحلة الخلافات ووجّه كلّ جهوده ليكون فاعلاً ومؤثّرا في الساحة السياسية وموجّها للأحداث.