أخي بلعياط.. أكتب لك هذه الرسالة الأخيرة، وأنا اعتبرها وصيتي لك باعتبارنا قدمنا كثيرا للدياراس، وكتبنا التقارير في بعضنا كثيرا، وشاركنا في النميمة ضد بعضنا كثيرا، ورقصنا في مرقص الدياراس كثيرا.. طبعا لم نكن وحدنا الذي قمنا بهذه الأعمال المشينة في سبيل الوطن والحزب وفي سبيل الشعب الجزائري الذي ظل يعطي ويعطي لنا أصواته حتى وإن كان في غالب الوقت يمتنع عن إعطائنا أصواته لكن بفضل الدياراس والرجال وأهل البلاد كنا نأخذها برغم أنف الشعب، لكن الشعب بارك الله في الشعب لم يصبه الجنون إلا مرة في حياته عندما اختار الفيس ولم يخترنا.. على كل حال أنت يا بلعياط، يا صديقي وشريكي في الخدمة، أعرف أنني خلاص، وأني سأنتهي آجلا أم عاجلا ولقد قلتها صراحة بالفم المليان إن أصابتني مصيبة فهي من الدياراس وأعترف أنني أذنبت وأنا أقول مثل هذا الكلام فلا مصيبة تصيبنا إلا من الله عندما يريد أن يبتلينا وأظن أنني أصبحت في هذا البلاء الكبير بلوة كبرى واعذرني إن كتبت بلوة بالتاء المربوطة وليس بالألف المقصورة لأنني أحب التاء المربوطة حتى وإن أصبحت أحب كذلك الألف المقصورة.. ثم ماذا أقول لك.. أنا أصبحت مربوطا ومقصورا وأنت كذلك إلا أنني استطعت أن أحرر لساني المربوط أما أنت فلازلت مربوطا ومربوطا وأنا أتفهمك جيدا يا شريكي وأخي في الخدمة، أعرف أنني أصبحت أهذي وأقول هذيانا، إلا أنني أوصيك إذا ما قدر الله وانتحرت كأن أرمي نفسي من مبنى الدياراس أو أحرق إذا ما قدر الله نفسي مثلما حرق البوعزيزي نفسه وتحول حريقي إلى حريق كبير لا تدع أحدا يؤبنني سواك لأنني تعلمت على يديك وتبقى لي الأب والأخ الكبير، أقول وصيتي هذه واستغفر الله لي ولك... آمين..