وأخيرا هناك دق أكبر من دق سعيداني وهو دق بوتفليقة الذي بكلمة واحدة شقلب معايير اللعبة كلها وأصبحت الحسابات تخضع لمنطق جديد و رؤية جديدة وحتى صعاليك سياسية جديدة. نعم أن يزمجر بوتفليقة في وجه كل من تطاول على الجيش هذا سيجعل الكولسة تنتعش من جديد ومن كان يفكر بأن الجنرال توفيق كان ضد العهدة الرابعة سيعيد قراءاته بعد دفاع بوتفليقة عن رجالات الجيش وربما سيقول بأن هذا الجنرال هو من سيأخذ دور وزير الداخلية سرا حتى تنجح الرابعة بامتياز. وهناك من سيقرأ الفاتحة على طبل سعداني الذي طبل فيه بوتفليقة أخر طبلة وصرخ أن لا للمساس بالجيش وسيستعد لتملق بلخادم هذا الذئب الكبير الذي سيعود مثل الفاتح طارق بن زياد حتى يفتح اندلس الأفلان بغزواته ونزواته. اللعبة إذن تغيرت وحتى معالمها يبدو أنها ستنتقل بنا إلى تفاصيل جديدة ربما حان الوقت الذي يبرز فيه الأرنب السمينة جدا الذي تراهن عليه سلطة بوتفليقة وسلطة الجيش معا مادام قلة العسل تكسرت من جديد بين الرئيس وبين العسكر ونتمنى فقط أن لا نرى البوزنزل الكثير الذي سيدور حول القلة من العسل وما حولها. فهمنا عمو بوتفليقة لماذا تكلم لأن بالذات، كان يجب أن تسقط الطائرة وتخرب مالطة حتى نسمع دفاعك على مؤسسة أنت قائدها الأعلى؟ وهل دفاعك هذا تقصد به الطبال سعداني الذي يحسب على رجالك أم تقصد من يقف وراءه أم تقصد أطرافا أخرى حركته بعيدة عنك تماما؟ في الحقيقة لا يهمني مصير سعيداني ولا حتى مصير زبانية السياسة وصعاليكها الذي يدورون حولك مثل الذبان الأحول ولكن ما يهمني كمواطنة هو مصير بلدي الذي أراه على شفا حفرة من الدمار.