طرح، رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، العديد من مواقف حزبه في ما يخص مستجدات الوضع السياسي الوطني قبل أقل من شهرين من الرئاسيات، خاصة أن جبهة التغيير الوحيدة من العائلة الإسلامية التي بقيت لم تحدد إطار مشاركتها في الإستحقاق المقبل، متجها إلى الشخصيات الوطنية الكثيرة بالطلب التالي "أدعو شخصيات وطنية أن تدلوا بدلوها في موضوع الرئاسيات"، معرجا في هذا الحوار الذي جمعه ب "الجزائر نيوز" تفاصيل ما تطرحه جبهة التغيير من "خارطة طريق" التوافق السياسي لإيجاد شخصية سياسية وطنية معنية بمميزات التوافق، واصفا الوضع "هناك قضايا قابلة للنقاش، وهناك رأي عام منحاز للتوافق". وبخصوص نقطة "ترشيح" الرئيس عبد العزيز بزتفليقة لعهدة رابعة، يحذّر مناصرة هو "ترشيح" بالوكالة، لشخص غير قادر على الترشح، وإذا ذهب الرئيس لعهدة رابعة بوضعه الحالي ستكون كوارث". هو بيان من طرف شخصيات وطنية لديها وجاهة سياسية، وهذا من حق كل جزائري أن يتكلم في الإنتخابات، وأنا شخصيا دعوت الشخصيات الوطنية حتى تضيف رأيها في الموضوع، لأن الوضع الآن حساس وخطير، ولذلك أية مشاركة أو موقف مرحب به بغض النظر عن الاتفاق معه أو عدم الإتفاق، وكذا حتى الناس تقول كلمتها ونتجنب التأزم والإنسداد. أنتم تعلمون بأن السياسيين الجزائريين تابعون للسلطة، مثلا بوتفليقة سكت 20 سنة، علي بن فليس 10 سنوات، وحمروش يعتبر من السلطة، وكلهم ليسوا معارضين للنظام، وهذه من تربية النظام لهم، أما كلام مولود حمروش أعتبره مهما لأنه شخصية سياسية مهمة عندها رصيد، وأي كلام من عنده أو من غيره أرحب به بغض النظر عن الموقف، حتى لا يتركونا وحدنا مع السلطة، وحمروش كابن النظام قيّم الوضع وقطع خطوة الحديث بالبيان وهو في كل هذا يبحث عن مؤشرات، فإما أن يترشح أو يسحب ترشحه، وقضية الترشح تتعلق به شخصيا من عدمها. أدعو شخصيات وطنية أن تدلي بدلوها حول موضوع الرئاسيات خاصة مع الطريقة التي تجرى بها الإنتخابات، ولا أحد يستطيع القول إن الموضوع لا يهمه. هناك قضايا قابلة للنقاش، وهناك رأي عام منحاز للتوافق، وطرحنا فيه بعض البنود الرئيسية مثل الإصلاح الدستوري وباقي النقاط الأخرى تبقى محل نقاش، ونستطيع أن نقول إننا في رواق واسع نحو التوافق. نحن أي مرشح يحصل حوله جزء من التوافق ويكون حوله أكثر توافق سنختاره، ولا نفضل أي سبب من الأسباب الأخرى، وعندما نصل إلى الموضوع وينجح مجلس شورى الحزب بعد المواصلة في المبادرة والدخول في نقاش مع جميع الأطراف، عندئذ سنرجع إلى نتيجة مجلس الشورى، وأريد أن أرد على بعض الإعلام الذي يقول إن رئيس جبهة التغيير مناصرة من باتنة وبن فليس كذلك فإنه سيدعمه، أقول لهم إن هذه الثقافة الجهوية ليست من قيمنا، والقرارات عندنا لا ترجع لشخص معين وإنما مبنية على معايير، نحن في 2004 وقفنا مع عبد العزيز بوتفليقة ضد بن فليس، لأنه كانت هناك معايير أخرى، والإسلاميون ليس من ثقافتهم هذه التربية، "دعوها فإنها نتنة" كلها من الجهوية إلى العصبية، الرئيس إذا أراد النجاح لا بد أن يكون وطنيا ويتعامل مع كل الجهات بالتساوي. قد تكون تشبه إلى حد ما، ولكن العبرة تكون بالمضامين، نحن بعد ربع قرن ما زلنا في مرحلة انتقالية متبوعة باستمرار الأحادية في النظام السياسي، ولأجل ذلك وضعنا فكرة التوافق من أجل الإنتقال الديمقراطي، ثم إن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، ولا بد أن يكون رئيسا يقود عملية الإنتقال الناجحة مع القوى الأخرى، والإصلاح الدستوري يحتاج لإصلاح وجوهر الإصلاح يكون في طبيعة النظام، ومن مطالبنا الأساسية تحديث الدولة وتمدين النظام، بما فيها الجزئيات كنوعية النظام وبطبيعة الحال نحن نميل للنظام البرلماني، ولكن يبقى هذا تحت النقاش، ثم ندعو إلى إخراج العسكري من السياسة، ووضع وزير دفاع مدني، وعدم مشاركة الجيش في أية انتخابات، وطرحنا كذلك لامركزية التسيير والفصل التام بين السلطات، وليس الرئيس من يعيّن القضاة، والآن كل السلطات في يد الرئيس، وندعو إلى تكريس حق المعارضة وحمايته، لأن لحد الآن لا توجد المعارضة في الدستور، وكأن المعارضة السياسية تضر بالإستقرار، أو مساس بالدولة ورموزها، المعارضة حق ولابد أن تحمى دستوريا بدون مصادرة، ثم أن كل هذه التعديلات الأخيرة لا علاقة لها بالإصلاح الدستوري، نحن إصلاحنا يكون من خلال تحديد العهدات الرئاسية، تحديث الدولة، وتمدين النظام. إذا لم يتوفر لنا مرشح للتوافق، وتكون انتخابات بدون مرشح توافقي، قلنا سنشارك بالإنتخاب الأبيض، نحن لا نريد أن ندعم الناس في المقاطعة، وأي احتجاج منا سيكون بالتصويت الأبيض، وضمن المشاركة الإنتخابية نحن نعبّر عن موقفنا كما نراه مناسبا، والتصويت الأبيض أكثر شجاعة وأكثر حضارية في تقييمنا، ثم إن كل هؤلاء المقاطعين شاركوا في انتخابات مزورة، نحن لا نريد أن نكون منافقين وسنبقى متماسكين مهما كانت الأمور. أولا، الذي يدعو إلى التوافق لا بد أن ينسى نفسه، ونحن حريصون على أن يكون التوافق عند الآخرين، وعبّرنا كذلك عن تنازلات من أجل هذا التوافق السياسي المطروح. إذا حصل توافق لا بد أن نتحمل مسؤوليتنا، وسنتحمّل جزءا من المسؤولية ونعمل على إنجاحها، لدينا تنظيم مهيكل بإطارات ذات قوة وخبرة ومصداقية وسمعة، ونقول إننا إذا انحزنا لأي موقف سنكون إضافة كمية ونوعية حتى ولو كان التصويت منا أبيض. هذا من سوء أحوالنا، يقولون كل الكلام معقول ومجنون، نحن نقول للرئيس تكلم، فكيف يقوم بحملة انتخابية بهذا الوضع؟!، وكيف سينتخب؟!، أنا لا أتكلم عن الرئيس كشخص وأدعو له بالشفاء، والدليل أنني كنت ضد استخدام المادة 88 من الدستور أيام طرحها، لأنها كانت في حالة مرض قبل أشهر من الرئاسيات، لكن أن ننتظر 5 سنوات كثير، وإذا ذهب الرئيس لعهدة رابعة بوضعه الحالي ستكون كوارث منها: استخدام المادة 88، انقلاب على الرئيس، فوضى شعبية وقد تكون ثورة وفوضى تأكل الأخضر واليابس، ثم أليس الجزائريون في الشارع متخوفين؟!، الرئيس إذا أراد أن يترشح لا بد عليه أن يبرهن أمام الذين هم ضد العهدة الرابعة، ولو نتصور الجزائر بدون رئيس، من يتخذ القرار؟!، وأين هذا القرار؟!، يبقى كل الشك في القرار، لا بد أن يفكر في مستقبل الشعب الجزائري ويطمئن في منافسة سياسية، لكن أتساءل كيف سيقود حملة؟!، حتى أن طفلا صغيرا لا يقبل بها. نحن قلنا إن الإنتخابات فعل مستقبلي، ولكن ليس بالغموض والأبيض والأسود والصراع، ثم إذا تم الإصرار على العهدة الرابعة ستحدث كوارث لأن الترشح الحالي هو "ترشيح" بالوكالة، لشخص غير قادر على الترشح، وفي هذه العملية نجد حملة بالوكالة تفتح باب الغموض، سيتشتت مصدر القرار، والجرأة على الجيش ستستمر، وستتضاعف الفوضى في المجتمع من خلال الإضرابات وتتجه الأوضاع كما كان الحال في غرداية، حتى اجتماع "الثلاثية" بعد كل الكلام تمخض الجبل فولد فأرا، ولكن هذا الفأر سيكون في 2015، نرى عجزا كبير في السلطة وسيسد الأفق أمامها، بين تحرشات تحدث في محيطنا، حتى في الجانب الإقتصادي الحمد لله أن النمو هو الذي يتراجع وليست الأسعار، هو نمو بناقص 25% في ظرف ثماني سنوات مع استخدام المال الفاسد. هناك بعض من الإعلاميين من يتباكون على الأحزاب الإسلامية، أشفقوا عليها ربما!!، إن الأحزاب الإسلامية لم تتفق على موقف واحد طوال تاريخها الإنتخابي الرئاسي، ولا يعتبر هذا حالة مرضية، في 1995 دخل محفوظ نحناح مترشحا وقابله عبد الله جاب لله بمقولته "إن لم تكن حراما فإنها مكروهة"، في سنة 1999 شارك عبد الله جاب الله ومنع نحناح من الترشح، في حين حركة مجتمع السلم والنهضة تحالفتا مع المترشح عبد العزيز بوتفليقة، وفي 2004 دخل جاب الله باسم الإصلاح المعترك الرئاسي بينما أبقت النهضة وحمس على تحالفهما السابق، لكن في 2009 النهضة قاطعت، جاب الله قاطع، الإصلاح ترشح منها جهيد يونسي وحمس بقت إلى جنب بوتفليقة، الشيء الجديد في 2014 هو غياب مرشح إسلامي وهذا موقف سياسي وليس إيديولوجيا، ثم أن كل حزب لديه مؤسسات ولا يجب أن ننكر حزبا على آخر في موقفه، ثم إذا من يترشح للإنتخابات يقول عنها نزيهة وإذا لم يترشح يطعن فيها تصبح هذه أنانية، الإسلاميون لا يمكن وضعهم في سلة واحدة، ونحن نحتج إلا على من يدعو للفوضى ومصادرة حقوق الناس.