أصدرت حركة تأصيل وتقويم مسار حزب جبهة التحرير الوطني، أمس، بيانا، أكدت فيه أسفها مما وصفته ب«عدم إشراك المناضلين -الأفلانيين- في بلورة موقف موحد تجاه الانتخابات الرئاسية"، فيما أكد منسقها، عبد الكريم عبادة ل "الجزائر نيوز"، أن المناضلين أحرار في انتخاب من يُعبّر عن قناعاتهم ومبادئهم من بين المترشحين لرئاسيات أفريل 2014. أوضحت الحركة التقويمية للأفلان، أمس، في بيان لها، أنها ليست معنية بالمواقف التي أبدتها الكثير من الأطراف الأفلانية في الفترة الأخيرة، التي أعلنت دعمها للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، حيث أكد منسق الحركة عضو اللجنة المركزية للحزب "عبد الكريم عبادة" ل"الجزائر نيوز"، أنه على أهمية الرئاسيات "إلا أن الهيئة المخولة لاتخاذ القرار لم تقل كلمتها، وبالتالي فلا مرشح للأفلان"، واصفا ما يحدث ب "الفوضى"، ومن تبنوا دعم الرئيس الشرفي للأفلان بوتفليقة المترشح حرا ب "المهرولين والمزايدين"، قائلا "لسنا معنيين بالمهرولين لعهدة رابعة عن طريق لجان التنسيق والمساندة... وغيرها"، مؤكدا على -مضمون البيان- في أن "المناضلين أحرار وأن اختيار مرشحهم يكون قرارا شخصيا لا يلزم غير صاحبه، وفقا لمبادئه وقناعاته"، نظرا إلى حالة "الانسداد التي يعرفها الحزب". وأرجع البيان موقف التقويمية من رئاسيات أفريل المقبل، إلى "حالة الشتات" التي يعرفها مناضلو الأفلان في "رؤاهم وتباين مواقفهم بالنسبة للمترشحين"، إلى "استمرار عدم وجود قيادة شرعية يمكنها تمثيل المناضلين وتعكس طموحاتهم"، مذكرا ب "الأزمة التي تعصف بالحزب منذ المؤتمر الأخير"، والتي حسبه "ما تزال قائمة بكل أبعادها، بل ما فتئت تتجذر خاصة بعد شبه الدورة المركزية المزيفة القسرية والمزعومة المنعقدة بالأوراسي يوم 29 أوت 2013"، لذلك -يضيف البيان- أن "الممارسات المطبقة والمواقف المعلنة الصادرة عن قيادات مفروضة أو قيادات مزعومة لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تمثل وحدة حزب جبهة التحرير الوطني ولا أن تلزم مناضليه بها"، ولم يقف تبرؤ التقويمية من أفعال سعيداني ومن معه عند هذا الحد، وإنما أشارت في بيانها إلى أن الممارسات التي تحسب على الأفلان، اليوم، تتم في "غياب القيادة الشرعية والأطر الحزبية المخولة والمؤهلة قانونا لبلورة مثل هذه المواقف واتخاذ القرارات الملائمة والمناسبة". ولا يقتصر موقف التقويمية بالنسبة لمسألة المساندة لترشح الرئيس لعهدة رابعة، حول ما بدا من قيادة سعيداني -التي تصفها بعدم الشرعية-، وإنما أكد منسقها عبد الكريم عبادة ل"الجزائر نيوز" أن الأمر سيان بالنسبة إلى موقف "بلعياط" ومن معه الداعم لترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، خصوصا وأن بلعياط في آخر خرجة إعلامية له أكد على وجود انسجام قوي وتنسيق مع الحركة التقويمية، فيما قال عبادة، أمس، ل"الجزائر نيوز"، "لا نعترف به ولا بقرارته"، مضيفا أنه "لا علاقة لنا به، وهو حر في قرارته، ما يربطنا به في إطار تطبيق المادة 9 من القانون الداخلي للحزب، واستدعاء الدورة الاستثنائية للجنة المركزية، فحسب". هذا ونفى، عبد الكريم عبادة، ل "الجزائر نيوز"، أن تكون حركة التقويم وتأصيل مسار حزب جبهة التحرير الوطني، تأخرت في إبداء موقفها من الأزمة السياسية الأخيرة التي تعرفها البلاد، حيث أكد أن "الحركة لم تتوقف يوما عن العمل في الميدان، من خلال العمل على دمقرطة العمل الحزبي والسعي لتقويم الاختلالات التي يعرفها الأفلان"، لذلك هي عبارة ترفض اليوم "الانخراط في قرارات مفروضة أو مواقف مزعومة أو تحركات مشبوهة تتناقض مع المبادئ والأهداف التي تناضل من أجلها منذ المؤتمر التاسع"، وهذا حسبه ما يجعل الحركة تستنكر في بيانها "من كل المخططات المفضوحة التي تحاول أن تجعل من الحزب جهازا للترشح والمساندة وآلة انتخابية وغطاء للتزكية وفقط".