السيد الرجل التاريخي آيت أحمد المحترم.. اسمح لي أن أتوجه لك بهذا الخطاب المفتوح مجددا لأقول لك إني حزين، كئيب وغاضب في غاية الغضب، لصمتكم المخجل والمهين أولا لرمزيتك وتاريخك ورصيدك.. دائما وإن لم أكن يوما في صفوف حزبك، آمنت بالمبادئ والأفكار التي كانت تحرك سياسة حزبك.. وفي الحقيقة كنت اعتبره حزبي، ولهذا خرجت إلى الشارع كلما ناديت بالخروج إلى الشارع، ودافعت عن المصالحة التاريخية التي ناديت بها أيام سانت إيجيديو.. ونددت بالشرطة السياسية التي كانت تحكم البلاد والعباد. لكن بالله عليك، ما الذي حدث لك ولحزبك ولمبادئك.. أصدقك القول إني لم أعد أفهم جيدا ما تقوله، حتى وإن أصبح حالك مثل بوتفليقة مختفيا عن الأنظار.. لماذا صمت؟! لماذا رحت تقول كلاما لا يفهم.. أجل أنت تقول لا نشارك ولا نقاطع.. هذا أسميه سيدي باللاموقف.. والموقف في أسوأ أحواله خير من اللاموقف.. علمتني سيدي أن اللاموقف هو من صفات الجبناء، وما كنت أنت يوما جبانا.. وعلمتني سيدي أن اللاموقف هو من الصفات الذميمة للانتهازية السياسية وما كنت يوما سيدي من دعاة الانتهازية السياسية.. إذن ماذا يحدث؟! هل تعبت من النضال وأنت على أهبة مغادرة الحياة؟! هل تعبت من المقاومة والجزائر في حاجة إلى رموزها المقاومة؟! أكتب اليك هذه الرسالة لأقول لك شيئا واحدا إنني حزين على هذا المصير غير المشرف لحزب كان مثالا للمقاومة.. أكتب لك هذه الرسالة لأقول لك متسائلا "أين هو الافافاس الذي كان يقال عنه واعر ماتشي لاتشي تشي.. في الأخير..بمناسبة موت حزبك... تعازي الخالصة وإنا لله وإليه راجعون... وأقول لك قولي هذا وأستغفر الله لي ولك ..آمين.