أنا لم أعد أفهم شيئا في السياسة الجزائرية، ولا في الشخصيات والمناضلات السياسية في الجزائر. مثلا تعلمت من التاريخ القريب الجزائري أن أهل اليسار من "الباكس" إلى اليسار المتطرف إلى الحركة النسوية، أصحاب مبادئ وأصحاب أخلاق وأصحاب مواقف رغم أنك تختلف معهم اختلافا كبيرا.. فمؤسس الباكس الله يذكره بخير، الصادق هجرس، ظل وفيا لمبادئه ولأفكاره الداعية إلى جبهة وطنية، والدليل على ذلك حتى بعد أن أصبح الفيس حزبا كبيرا وخطرا على استقرار البلاد كما يقولون، ظل ثابتا في مواقفه ولم ينقلب مع المنقلبين على المسار الإنتخابي واحتفظ بموقفه غير المؤيد للإنقلابيين، والبشير حاج علي الذي أدخله هواري بومدين السجن وذاق التعذيب لم يبع نفسه لأعداء الجزائر وظل محافظا على دعوته إلى جبهة وطنية ديمقراطية ودعم سياسة بومدين الإجتماعية. لكن بعد وقت ارتد هؤلاء اليساريون من يساريتهم إلى مواقف يمينية فاقتربوا من الحكم باسم محاربة الفاشية الإسلامية، وتحولت امرأة حديدية مثل لويزة حنون إلى صف بوتفليقة بعد أن كانت بالأمس قريبة من الفيس ومن جماعة سانت إيجيديو، وراحت تطبل لعهدات مفتوحة وهي تعلم أن رئيسنا مريض وغير قادر على مواصلة مهامه. وها هي اليوم الروجية خلودة، بعد أن كانت تقول ما تقول على بوتفليقة، تبيع كل شيء وترقص رقصتها الغريبة والعجيبة، وتزايد على البوتفليقيين الأصليين أنفسهم عندما تقول أنها تتوسل إلى بوتفليقة لأن يذهب إلى عهدة رابعة؟! ماذا نسمي هذا؟! الإنبطاح أم الإنتهازية أم الجنون بالكراسي على حساب الوطن وأبنائنا.. سامحك الله يا لويزة، سامحك الله يا خلودة، وسامح الله كل من هم وهنّ على شاكلتهم، ومن يقول هذا هو المنبوذ ولد البياع. وكما يقولون عش رجبا ترى عجبا، البارحة قلت يا خليدة أنك تتسولين من أجل ميزانية للثقافة وها أنت بعد التسول تتوسلين..