حذر الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، الشيخ أبو جرة سلطاني، من حدوث انزلاقات محتملة جراء الوضع السياسي الراهن و«شحن الساحة الوطنية بجميع أنواع الذخائر القابلة للاشتعال"، إلى 4 سيناريوهات خطيرة، داعيا السلطة القائمة ل "مد يدها لضمائر المجموعة الوطنية وعناصر الوحدة الاساسية لتستدرك الفرص الضائعة وتجمع الطاقات المهدورة وتدفع باتجاه الخلاص الوطني". أصدر أبو جرة سلطاني، أمس، بيانا "قبل انطلاق الحملة الانتخابية"، بعد رسالته الاولى "الجزائر فوق الرئاسة والرؤساء"، التي توجه بها للرأي العام نهاية الشهر الماضي، وتحت عنوان "لن يتوقف قطار الوطن في محطة 17 أبريل"، قسم أبو جرة، هذه المرة، المشهد السياسي الراهن إلى 5 تيارات "تتجاذب الثوب الوطني المهدد بالتمزق"، وهي حسبه "تيار المساندة بذريعة الاستقرار والاستمرارية، وتيار المقاطعة بحجة أن اللعبة مغلقة وقواعدها غير محترمة، وتيار البدائل المحتملة لترجيح كفة مرجوحة، وتيار دعاة المرحلة الانتقالية لإطالة عمر الأزمة، وتيار أصحاب فكرة توقيف المسار الانتخابي لتوريط النظام"، هذه التيارات التي أفرزتها "البدايات الديمقراطية"، لا تقابل -حسبه- اليوم ب "إرادة سياسية عازمة على فتح اللعبة الديمقراطية بسلاسة، دون اللجوء إلى تكتيك لي الذراع"، مركزا في نتائج ذلك على "التداول السلمي على السلطة -على المدى المنظور-". ويؤكد سلطاني في بيانه، أن هذه الأزمة السياسية التي ترافق الانتخابات الرئاسية، بدأت إرهاصاتها منذ أكثر من عامين، حيث يذكر في موضعين مختلفين بخطاب 15 أفريل والإصلاحات "هناك إرادة خفية ولكنها فاعلة ومؤثرة تعمل دون هوادة على تمييع الإصلاحات وتحزيبها وتسطيحها لمقاومة التغيير"، أما الموضع الثاني فكان في الإشارة إلى نتائج تشريعيات 2012 والتي خلالها "بدأ الدوس على كل ما هو جميل، وتقديم كل ما كان كبيرا واختزال الوطنية في موعد انتخابي وتلوين الولاء بالأسود والأبيض (ضد من) و(مع من)، واختصار نضالات ربع قرن بين 88 - 2012 في محطة 17 أفريل". وفق هذا التحليل و"تسارع الأحداث وتعقبها، في أكثر من منطقة وعلى أكثر من صعيد، في مواجهة الإصرار على الاستخفاف بالطبقة السياسية وبالمجتمع المدني وبمن ساهموا في حماية الدولة من السقوط، بالتوازي مع اتساع دائرة الاحتجاجات وتعفنها"، أكد الشيخ أبو جرة سلطاني -عشية الذكرى 52 لعيد النصر- أنه يحذر من الانزلاقات التي قد تنتهي إليها الأمور وفق 4 سيناريوهات خطيرة حددها في:"1- قمع الحريات سوف ينقل -الفعل المعزول- للوقفات الاحتجاجية إلى تيار شعبي عارم. 2- سقوط أول ضحية برصاص طائش - لا قدر الله- سوف يستدعي ما حصل في الجوار ويقفز بالجميع فوق كوابح المأساة الوطنية. 3- فرز المواطنين إداريا على أساس "الولاء الانتخابي" سوف يؤسس لسابقة خطيرة على الوحدة الوطنية وعلى مستقبل الأجيال. 4- اتساع دائرة العزوف واليأس من الفعل الانتخابي يتحمل صناع القرار تبعاتها، لأنهم مازالوا ممعنين في تفريغ صناديق الاقتراع من جميع محتوياتها التنافسية". ولم يفوت الحليف القوي السابق في "التحالف الرئاسي"، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، فرصة البيان، لإطلاق النار على حليفي الماضي "ان حزبين متحالفين لا يبنيان وطنا بحجم الجزائر، مهما برع المادحون لأنفسهم والقادحون لخصومهم في تبييض هذا اللوح أو تسويد ذاك"، مبررا الماضي بأن "تحالف المتناقضات، اذا لم تكن وراءه إرادة سياسية عازمة على احترام إرادة الجماهير، لن يذهب بعيدا".