حذر أبو جرة سلطاني، مما أسماه ”الانزلاقات المحتملة قبل أن يقع الفأس في الرأس”، قبيل الانتخابات الرئاسية 17 أفريل وما بعدها، وقال إن ”صنّاع القرار في هذا الوطن ليس في نيتهم حتى الآن تسليم المشعل لا عن طريق الصندوق ولا من خلال رواقات الإصلاح السياسي والإعلامي والثقافي”. وقدم الرئيس السابق ل«حركة مجتمع السلم”، أربعة محاذير في بيان له أمس، قبل انطلاق الحملة الانتخابية، وسمه ب«لن يتوقف القطار في محطة 17 أفريل”، أول هذه المحاذير: ”أن قمع الحريات سوف ينقل الفعل المعزول للوقفات الاحتجاجية إلى تيار شعبي عارم”، ويقصد بذلك أن الحراك السياسي الرافض للعهدة الرابعة يمكن أن يتحول إلى حراك شعبي يصعب التحكم فيه، كما حذر ثانيا من: ”أن سقوط أول ضحية برصاص طائش، لا قدر الله، سوف يستدعي ما حصل في الجوار ويقفز بالجميع فوق كوابح المأساة الوطنية”، كما اعتبر، ثالثا: ”أن فرز المواطنين إداريا على أساس الولاء الانتخابي سوف يؤسس لسابقة خطيرة على الوحدة الوطنية وعلى مستقبل الأجيال”. ورابعا: ”حذر سلطاني من أن اتساع دائرة العزوف واليأس من الفعل الانتخابي يتحمل صناع القرار تبعاتها لأنهم مازالوا ممعنين في تفريغ صناديق الاقتراع من جميع محتوياتها التنافسية”. وجهر أبو جرة، مرة، بمخاوف بصريح قوله ”سقوط أول ضحية برصاص طائش”، ما يعني أنه يتوقع الأسوأ لاحقا، وقدم مرة أخرى إيحاءات عن انزلاقات خطيرة بقوله أن الانتخابات المقبلة ”مصيرية بدأت بالتجاذب والتقاذف والاستقطاب بانتظار انطلاق العد التنازلي ليوم يبدو أنه لن يكون شبيها بالأيام السوالف”، وعاد سلطاني إلى تشريعيات 2012 ، قائلا ”قبل صدور نتائجها بدأ الدوس على كل ما هو جميل وتقزيم كل ما كان كبيرا واختزال الوطنية في موعد انتخابي وتلوين الولاء بالأسود والأبيض (ضد من) و(مع من) واختصار نضالات ربع قرن في محطة 17 أفريل”. ويرى أبو جرة أن ”الرأي العام صار مشدودا إلى لحظة ميلاد أزمة جديدة يصر أنصار المساندة على براءتهم منها بالتخويف والتخوين والتحذير من التدخل الأجنبي، في حين يحاول دعاة المقاطعة تحاشيها بالدفع باتجاه الحريات وبعض الآخر مازال يدندن حول مرشح التوافق، بينما ثلاثة أرباع الشعب متفرجون”، ويرى رئيس ”حمس” سابقا، أن ”هذا الاستقطاب الحاد يعقد مهمة الجميع”، معتبرا أن هذا الوضع سيجعل من ”عدم الانحياز لطرف على آخر جريمة وطنية يدفع الجميع ثمنها”. بينما شخص الراهن المتعلق بمرحلة ما قبل الانتخابات في خمسة تيارات هي: ”تيار المساندة بذريعة الاستقرار والاستمرارية، وتيار المقاطعة بحجة أن اللعبة مغلقة وقواعدها غير محترمة، وتيار البدائل المحتملة لترجيح كفة مرجوحة ودعاة المرحلة الانتقالية لإطالة عمر الأزمة وأصحاب فكرة توقيف المسار الانتخابي لتوريط النظام”. وهوّن سلطاني، من أن يقوى كل من الأفالان والأرندي، أقوى أحزاب السلطة مساندة للرئيس، في أن يبنيان وطنا بحجم الجزائر، وإن لم يشخصهما، كما اعتبر أن ”تحالف المتناقضات إذا لم يكن وراءه إرادة سياسية عازمة على احترام إرادة الجماهير، لن يذهب بعيدا، لأن له نضالات مرتبطة فقط بمواعيد انتخابية ومحطات الهرولة السياسية”، كما سماها، وواضح أن سلطاني كان يقصد تحالف كل من عمار غول ”تاج” وعمارة بن يونس ”الحركة الشعبية” والأفالان والأرندي، على اختلاف إيديولوجياتهم. ويأمل سلطاني في ”أن تسارع السلطة القائمة بمد يدها لضمائر المجموعة الوطنية لتستدرك الفرص الضائعة”، على أن ”التحولات الكبرى لم تعد تسمح باحتكار السلطة واكتناز الثروة ولا بتدويرها على الحواشي ترديد أسطوانة قديمة لم تعد أغانيها تستدر أحدا”.