تجمع المعطيات الميدانية والتحليلات السياسية على أن الصراع في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيكون محصورا بين الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، والمترشح الحر، رئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس.. وحسب ما أجمع عليه الخبراء والمواطنون فإن المرتبتين الأولى والثانية ستكونان محسومتين لصالح هذا الثنائي، خاصة في ظل ضعف بقية المترشحين، حيث يبقى "السوسبانس" بين الأربعة الآخرين حول هوية المتحصل على المرتبة الثالثة، الذي تجمع الآراء أنه سيكون محصورا بين مرشحة حزب العمال لويزة حنون بسبب رصيدها النضالي، إضافة لكون البعض يحسبها على النظام، ومرشح جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز الذي يرشحه البعض لإحداث المفاجأة والحلول ثالثا، لكونه المرة الأولى التي يترشح فيها، بالإضافة إلى كونه "من جيل الاستقلال"، كما يعتبره الكثيرون، إلى جانب تقهقر منافسته المباشرة الذي ظهر في الانتخابات التشريعية والبلدية الماضية، في حين يبقى كل من موسى تواتي وعلي فوزي رباعين الحلقة الأضعف، في نظر المراقبين، ومرشحان في ذيل الترتيب. وبين هذا وذاك، يبقى التكهن حول هوية صاحب المرتبة الثالثة صعبا، بسبب غياب مراكز سبر آراء ذات وزن ومصداقية، يمكن اتخاذها معيارا لتحديد صاحب المرتبة الثالثة. لهذا، يبقى "السوسبانس" متواصلا إلى غاية الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات. وليد.غ بعيون المخنصين أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور أحمد لشهب : "المرتبة الأولى محسومة وحنون باستطاعتها منافسة بن فليس" ذكر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور أحمد لشهب بأنه "لا مجال للمقارنة نهائيا" بين المترشحين الخمسة ومترشح السلطة، حيث عبر عن ذلك بقوله "لا يمكن أن نقارن بين المترشحين لأن من بينهم المترشح رقم واحد، وهو عبد العزيز بوتفليقة، بحيث أن الإدارة وكل إطارات الدولة مشتغلة لصالح حملته الانتخابية، وهذا منذ اليوم الأول "، وأضاف في السياق ذاته "هذه الانتخابات محسوم الأمر فيها، ولا تدع مجالا للشك، ويمكن القول أن النتائج ستكون فيها متباعدة بين الفائز بالمرتبة الأولى والبقية بنسبة ستكون أعلى من 60 بالمئة وهذا بفعل التزوير". اعتبر الدكتور أحمد لشهب أن مترشحة حزب العمال وزعيمته لويزة حنون "تحمل كامل الحظوظ لمنافسة المترشح الحر علي بن فليس على المرتبة الثانية"، مضيفا بأنه لو تكون الانتخابات جادة ستتحصل على "المرتبة الثانية بسهولة"، بالمقابل هون المتحدث من الفعالية السياسية لأصغر المترشحين للموعد الرئاسي المقبل رئيس جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز، حيث قال "بلعيد عبد العزيز مترشح بحزب جديد على الساحة السياسية، ورغم أنه معروف في الوسط الطلابي والشباني بالخصوص، إلا أنه لا يمكن أن نعطيه أكثر من الحدود التي سيشغلها في الانتخابات". وبخصوص المترشحين الذين اعتاد الناخب الجزائري على حضورهم في الاستحقاقات السابقة، قال أحمد لشهب "موسى تواتي وفوزي رباعين ترشحوا من قبل ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤثروا في نتائج الانتخابات، وترشحهم كان دائما لإعطاء الحملة الانتخابية صورة تعددية والحصول على منحة الترشح والدعم المادي فقط"، وعبر الدكتور أحمد لشهب عن عدم إيمانه بعنصر المفاجأة في هذه الانتخابات، قائلا "عنصر المفاجأة مستحيل تماما لأن مجرد قراءة سياسية لنوعية المترشحين تكشف الإجابة الواضحة على هذه النقطة". المحلل السياسي الدكتور أحمد عظيمي: "علي بن فليس سيكون رئيسا بأكثر من 60 بالمائة" أشار الدكتور أحمد عظيمي إلى أن الثنائية القطبية قد تحولت بمناسبة الحملة الانتخابية إلى "أحادية لصالح المترشح الحر علي بن فليس"، مرجعا هذه النتيجة حسبه- إلى "التجمعات الناجحة التي ينشطها علي بن فليس في مختلف الولايات، بالمقابل تأكد الفشل الذريع لأنصار العهدة الرابعة في حشد الجزائريين بما أن جدار الخوف قد سقط نهائيا من ذهن المواطنين"، وأفاد الدكتور أحمد عظيمي بأن المترشح علي بن فليس "سيفوز بالمرتبة الأولى بنسبة تفوق 60 بالمئة، في حين لن يتحصل بوتفليقة على نسبة أكثر من 10 بالمئة في هذه الرئاسيات". وبخصوص المرتبة الثالثة، أبقى الدكتور أحمد عظيمي تقييمه نسبيا على باقي المترشحين، حيث قال "تبقى لويزة حنون بعيدة كل البعد عن هذه المرتبة بما أنها فقدت كل مصداقيتها أمام الجزائريين، أما بلعيد عبد العزيز الذي قالوا بأنه سوف يؤثر على بن فليس بما أنهما من نفس المنطقة، شاهدنا جميعا التجمع الذي نشطه هذا الأخير بباتنة، بحيث لا أحد استطاع جمع ربعه فقط"، واعتبر المتحدث النسبة التي بالإمكان تحقيقها من طرف المترشحين الأربعة، ستتراوح ما بين "2 إلى 3 بالمائة لا أكثر"، مشددا على الحضور القوي ل "فئة غير المصوتين أو الرافضين أصلا للعملية الانتخابية والذين سيكون لهم تأثير كبير جدا". بالمقابل أفاد المتخصص في الشؤون السياسية أحمد عظيمي أن الدور الثاني مطروح في هذه الانتخابات، حيث قال بخصوص ذلك "السلطة قد تلجأ إلى الدور الثاني لامتصاص الغضب، خاصة أنها في حرج كبير بعدما شاهدت كيف يستقبل الجزائريون ممثلي المترشح بوتفليقة في مختلف الولايات"، وأضاف في السياق ذاته "أتصور أنها "السلطة" ستمنح أقل من 50 بالمئة لكل من بوتفليقة وعلي بن فليس للمرور إلى الدور الثاني، وسيحصل بعد ذلك تحالف بين بوتفليقة والثنائي لويزة حنون،موسى تواتي، ضد المترشح علي بن فليس، مختتما حديثه قائلا "لكن الأمور بدون تزوير ستنتهي في الدور الأول" أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عيسى بن عقون: "المرتبة الثالثة مفاجأة المترشح عبد العزيز بلعيد " قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 عيسى بن عقون أن الثنائية القطبية بين بوتفليقة وبن فليس في انتخابات 17 أفريل المقبل "أمر واقعي ومنطقي"، مرجعا ذلك إلى "الثقل السياسي الذي يحملانه باعتبار الأول رئيس جمهورية لايزال يحتل مكانه، والثاني كان رئيسا للحكومة وأمينا عاما للأفالان"، بالإضافة إلى كثرة "أنصارهما المتوزعين على كامل التراب الوطني، والضعف السياسي الذي ينتاب باقي المترشحين"، وحصر الأستاذ عيسى بن عقون باب المنافسة الانتخابية بينهما، قائلا "يبقى بن فليس المنافس الوحيد لبوتفليقة مثلما كان الحال مع انتخابات سنة 2004، رغم أن بوتفليقة لم يعد كما كان سابقا بصحته وعافيته، وبن فليس لم يعد أمينا عاما لأكبر حزب في البلاد". وبخصوص المرتبة الثالثة بين باقي المترشحين، اعترف عيسى بن عقون أنه "من الصعب التكهن بالنتائج بدقة لانعدام مراكز سبر الآراء المتخصصة في هذا الشأن"، مضيفا في السياق ذاته "ممكن أن يحقق بلعيد عبد العزيز المفاجأة ويتحصل على المرتبة الثالثة بما أن لويزة حنون لم تعد كما كانت خاصة مع النتائج المتقهقرة التي تحصلت عليها بمناسبة الانتخابات المحلية والتشريعية الأخيرة". في الأخير اعتبر بن عقون أن المترشح فوزي رباعين أثبت أنه الحلقة الأضعف وبالتالي الأخيرة في ترتيب المترشحين، حيث قال بخصوص ذلك "المرتبة الأخيرة ستكون من نصيب فوزي رباعين لأن حملته الانتخابية لم تكن ناجحة بالنظر للحملة السابقة، ويمكن القول أنها في هذه المرة كانت باردة تماما وتفتقر للحرارة المطلوبة".