تبدأ اليوم الحملة الانتخابية، وسيحاول كل مترشح من المترشحين الستة طيلة 19 يوما، إقناع المواطنين وبخاصة 5,20 مليون ناخب ببرنامجه الانتخابي. كما سيرمون بكل ثقلهم لدعوة المواطنين إلى المشاركة القوية في الانتخابات الرئاسية، لتفادي سيناريو المقاطعة الذي لا يخدم على الإطلاق المترشحين. في غياب أوزان ثقيلة من الشخصيات السياسية في الجزائر أمثال أحمد طالب الإبراهيمي، مولود حمروش، أحمد بن بيتور وآخرون، سيكون المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، صاحب العهدتين (1999) و 2004)، مرتاحا للغاية، كونه سيلتقي مع المواطنين لتقديم حصيلة 10 سنوات من تقلده منصب القاضي الأول في البلاد، والأكيد أن بوتفليقة سيقابل الناخبين بالإنجازات الضخمة التي تحققت على مدار سنوات حكمه للبلاد في مختلف القطاعات الحساسة، ولا ينكر إلا جاحد أهمية ما تحقق خلال عشرية كاملة، كما أن المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة لن يخوض الحملة الانتخابية لوحده، خاصة مع وجود ترسانة من المؤيدين لبرنامجه الانتخابي كأحزاب التحالف وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني المختلفة، الذين سيعتمدون على العمل الجواري لتنشيط الحملة الانتخابية للمترشح بوتفليقة، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأصوات لصالح مرشحهم وتحقيق أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات الرئاسية. ويجمع المتتبعون أنه لا يوجد من بين المترشحين الخمسة من يملك ثقلا سياسيا باستطاعته أن ينافس بوتفليقة، الذي جمع أكثر من 4 ملايين توقيع وأكثر من 5000 توقيع خاصة بالمنتخبين. كما أن البعض الآخر حسم النتيجة مبكرا لصالح المترشح المستقل وصاحب العهدتين، في حين شاع وصف المترشحين الخمسة ب فالأرانبف ليس إلا. من جهتم يرفض المترشحون الخمسة موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية ولويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال وجهيد يونسي الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني وعلي فوزي رباعين رئيس عهد 54 ومحند أوسعيد أوبلعيد المدعو محمد السعيد المرشح الحر، أن تطلق عليهم تسمية الأرانب. وبالنسبة لموسى تواتي الذي وعد بتحقيق المفاجأة في الانتخابات الرئاسية، سبق وأن ترشح على رأس القائمة في الانتخابات التشريعية لعام 2002 في ولاية المدية، إلا أن الرجل لم يحظ بثقة أبناء ولايته، وكرر المحاولة في ولاية العاصمة في تشريعيات 2007 وباءت المحاولة بالفشل، ورغم كون الرجل طموحا لتقلد المناصب العليا في البلاد، إلا أنه ما زال في أول الطريق برأي المتتبعين الذين يعرفون خبايا السياسة في الجزائر. ويرى موسى تواتي أنه المرشح الوحيد الذي باستطاعته أن ينافس المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة. ويملك المترشح الحر محمد السعيد، حظوظا لا بأس بها لتحقيق نتائج مشجعة، رغم أن الرجل لا يملك خبرة سياسية، اللهم إلا تلك التي اكتسبها من إدارته للحملة الانتخابية لأحمد طالب الإبراهيمي في 1999 و2004 ، كما أن محمد السعيد سيحاول استغلال الوعاء الانتخابي الذي حققه طالب الإبراهيمي في الانتخابات الرئاسية عام .1999 وبالرغم من أن الرجل انسحب من السباق في آخر لحظة، إلا أنه فاز بأكثر من مليون صوت، محتلا بذلك المرتبة الثانية بعد عبد العزيز بوتفليقة الذي احتل المرتبة الأولى وفاز بأغلبية ساحقة. الحديث عن لويزة حنون أو المرأة الحديدية زعيمة حزب العمال، أو الدكتور جهيد يونسي الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني لا يختلف عمن سبقهما من المترشحين الآخرين، يسعون لتحقيق نتائج مشجعة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أما علي فوزي رباعين رئيس عهد ,54 الذي لا يظهر له أثر إلا في المواعيد الانتخابية، فحظوظه في رئاسة الجزائر سيحددها الناخبون في التاسع أفريل المقبل. للإشارة، أن ستة مترشحين استطاعوا الوصول إلى المرحلة ما قبل الأخيرة من أصل 13 قدموا ملفاتهم إلى المجلس الدستوري. وكان وزير الداخلية قد صرّح في وقت سابق، أن عدد المترشحين الذين أثبتوا حسن نيتهم للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وصل إلى 18 شخصا، قبل أيام من انتهاء المهلة القانونية التي حددها المجلس الدستوري في 23 فيفري، كآخر أجل لإيداع ملفات الترشح.