حل ممثل حركة المواطنة "العروش" بلعيد أبريكا، أمس، ضيفا على فضاء "بلاصتي"، بمقر "الجزائر نيوز"، للنقاش حول أهم المستجدات التي تطرحها الساحة السياسية الجزائرية، والوضع السياسي الراهن، في ظل الأجواء المشحونة التي تسبق الانتخابات الرئاسية 17 أفريل المقبل. كذب أبريكا ما روجت له وسائل الإعلام، مؤخرا، حول دعمه للعهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واصفا ال 15 سنة الماضية من حكمه بأنها "كارثية"، مؤكدا أنه "رغم أنني كذبت الأمر عبر وسائل الإعلام، إلا أنني دعيت لإبداء موقفي"، الذي أكد أنه "يظل نابعا من موقف حركة المواطنة". انتقد بلعيد أبريكا طريقة تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة، نازعا منها صفة "انتخابات"، حيث قال "هذه ليست انتخابات، يمكن أن يطلق عليها أي لقب، ولكنها ليست انتخابات"، وذلك بسبب الظروف التي تنظم فيها، وأضاف أبريكا "اليوم، الإدارة وكل وسائل الدولة في خدمة هذا النظام البوتفليقي". وأكد المتحدث أنه لم ولن يدعم النظام القائم، وقال، في هذا السياق، "لم ولن نسير مع نظام صادر الجزائر، ونهب الثروات، وقيد الحريات، ورسخ الحقرة واللاعدل"، مضيفا "بديهي ألا ندعم هذه العهدة". وعاد منسق "العروش"، في السياق ذاته، إلى مسؤولية النظام والرئيس بوتفليقة في أحداث "الربيع الأسود"، سنة 2001، قائلا "لا نستطيع السكوت على هذه الظروف، لأنه خلال حكم بوتفليقة تم مقتل 126 شاب برصاص الدرك"، ونفى أن يكون الملف قد أغلق "إلى اليوم، ما زلنا نطالب بالعدل، لأن هناك من يقول أن الملف مغلق، لا ليس مغلقا"، محملا الرئيس بوتفليقة المسؤولية عن "التراجيديا" المتمثلة في "مجزرة 2001"، حيث أكد أن "منطقة القبائل وكل الجزائر لن تغفر له، لأنه لم يتحمل مسؤوليته". هذا وأوضح أبريكا أنه، خلال الحوار الذي تمخض عنه الاتفاق حول أرضية "القصر"، "كل الالتزامات لم تطبق، بدءا من ترسيخ الأمازيغية، ومحاكمة المجرمين". انتقد ضيف فضاء "بلاصتي" الحديث عن التدخل الأجنبي واليد الخارجية، بين الحين والآخر، معتبرا أن "اليد الخارجية هي هذا النظام، الذي نهب الثروات، والذي يطيع القطريين والقوى التي تقدم دعمها له"، ولخص الوضع في كوننا "نعيش منذ 15 سنة في تبعية متعددة في كل المجالات". واعتبر بلعيد أبريكا أن ما يحدث في غرداية "يجعلنا جميعا مدعوون كمواطنين للتدخل، لأنه ليس لدينا الحق للسكوت عن الوضع الراهن"، كما أكد أنه "حتى النظام عليه أن يتدخل لإيجاد الحل"، ووصف الوضع في غرداية بأنه "حالة حرب"، حيث "لمن لا يعلم، يتم، يوميا، تسجيل جرحى وتخريب ومواجهات"، منتقدا المسؤولين الذين يقولون "بعد الانتخابات سنحل المشكل"، مؤكدا أن الأزمة في البلاد "مستمرة منذ 1985"، وأنه "لحد اليوم، لا أحد قام بشيء لإقامة العدل وترسيخ الحريات"، مستشهدا بما يحدث في ورقلة من ممارسات من قبل رجال الأمن في حق الشباب . وتساءل أبريكا، بهذا الخصوص، "كيف لنا أن ندعم من سيعدوننا ثانية بالتغيير وإنهاء الحقرة ؟"، وأضاف أن "هذه الوضعية تدعونا جميعا، وتدعو كل القوى التي تنادي بالتغيير وإعادة تشكيل هذه الجمهورية"، مؤكدا أن "المهم هو أن التغيير سيأتي بعد 18 أفريل، خاصة ونحن عشية إحياء ذكرى حدثين هامين: أفريل 1980، والربيع الأسود"، وأرجع المسؤولية عن الوضعية المزرية التي تعيشها البلاد إلى النظام الذي وصفه ب "المافيوي والفاسد"، والذي حسبه- "كان دائما يطبق سياسة "فرق تسد" مضيفا، يجب أن نكون مع من يريد التغيير فعلا، نعلم أن الوضع حساس، ولكننا سنسجل أنفسنا دائما في صراع سلمي ضد النظام، الذي يستغل كل الإمكانيات للبقاء". اعتبر ممثل "العروش" أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "ليس رئيسا بالنسبة لنا"، مؤكدا أنه "مجرد قائد دولة يجسد الدور فقط"، وعبر عن رأيه بأن بوتفليقة "اليوم ليست لديه الإمكانيات، والبلاد في خطر، وهو من يزيد ذلك الخطر"، كما أكد أن الانتخابات المقبلة ستزور لا محالة "إذا كان البعض يشك في التزوير، فنحن نعلم أنها ستكون مزورة"، مضيفا "الرئيس منذ سنتين وهو يقول بأن كل الانتخابات كانت مزورة، فكيف هو لا يزور؟"، وأكد "زوّر في 1999، وفي 2004، وفي 2009، وسيزوّر في 2014". وردا عما إذا كان النزول إلى الشارع، في حالة التزوير، يشكل تهديدا لأمن البلاد، قال بلعيد أبريكا "اليوم، الوحيد الذي يهدد البلاد هو هذا النظام، الذي يشكل خطرا على الشعب"، موضحا أن "التغيير يأتي من خلال جمع القوى، حتى تشكل إطارا قادرا على إسقاط النظام"، وأكد أن "الوسيلة الوحيدة التي تؤدي إلى التغيير هي الشارع"، عن طريق "التعبئة في إطار سلمي". أكد بلعيد أبريكا أن الوضعية الحالية التي تعيشها البلاد هي من تبعات ما أسماها ب"مؤامرة طرابلس"، في إشارة إلى مؤتمر طرابلس، ما بين ماي جوان 1962، "والتي حسبه- جعلت العسكري هو الذي يحكم"، مشيرا إلى أن كل اتفاق يكون بين العسكر و"من يهدم البلاد"، على حد قوله، هو "على حساب الشعب"، مؤكدا "دائما ما كنا نسمع أن المؤسسة العسكرية هي التي تصنع الرؤساء، وبالتالي يقول أبريكا- من الآن فصاعدا، يجب أن نجعل صناديق الاقتراع هي التي تصنع الرئيس في الجمهورية الجديدة ". وأوضح أبريكا أن هذه الأخيرة التي تشكل "البديل الديمقراطي الذي نأمله" يجب أن تبنى "على عدة مبادئ أساسية: الحريات الفردية، الحريات الجماعية، حقوق الإنسان، فصل الدين عن السياسة، وأولوية المدني على العسكري"، وهي المبادئ التي قال أبريكا "نعلم أنها تتطلب تضحيات".