تمكنت مصالح الأمن للمرة الثانية على التوالي من قمع المسيرة التي دعت إليها تنسيقية التغيير والديمقراطية بساحة أول ماي بعد قرابة 4 ساعات من انطلاقها. وعكس الأسبوع الماضي، تحاشت مصالح الأمن أسلوب التوقيفات تطبيقا لتعليمات الداخلية لتفادي أي إحراج أو تضليل الشرطة تتفادى التوقيفات وتمنع مواجهات بين التنسيقية وأنصار بوتفليقة عرفت المسيرة، التي انطلقت في حدود التاسعة ونصف بعض المواجهات بين أنصار التنسيقية وأنصار الرئيس بوتفليقة الذين أخلطوا أوراق هذه الأخيرة، وهو ما أدى إلى تسجيل العديد من الجرحى في غياب أكبر دعاتها، مثل سعيد سعدي، وأحمد بن بيتور، فيما وقع بلعيد أبريكا شهادة وفاته السياسية بعدما استقبل بالطرد والشتم. فقد أعطى مجموعة من المتظاهرين في حدود 60 شخصا، أغلبهم من الشباب أمام مبنى وزارة الشبيبة والرياضة، إشارة انطلاق المسيرة غير المرخصة التي دعت إليها تنسيقية التغيير والديمقراطية، رافعين العديد من الشعارات منها المحلية، أبرزها “الآفالان إلى المتحف”، وأخرى مقتسبة عن الثورتين التونسية والمصرية على غرار لافتات “الشعب يريد إسقاط النظام”، “اسقاط الحكومة وحل البرلمان” ، “ البطاقة الحمراء “ وغيرها من الشعارات المناهضة للسلطة. وقد حال السد الأمني الذي تركز في ساحة أول ماي من تجاوز المتظاهرين الشارع المؤدي إلى حسيبة بن بوعلي، حيث تم توجيههم الى شارع عيسات إيدير، وهي الأثناء التي برزت فيها أولى المواجهات بين دعاة التنسيقية وشباب حي الأفواج الرافضيين للمسيرة، حيث قام هؤلاء بطردهم من المسيرة. وعرفت مسيرة أمس حضورا إعلاميا أجنبيا مكثفا، خاصة الإعلام الفرنسي، ومع مرور الوقت زاد الإقبال الشعبي عليها، لكن لم يتجاوز 250 شخص على أكثر تقدير، في غياب إطارات تنسيقية التغيير والديمقراطية، مثل رئيس حزب الأرسيدي، سعيد سعدي، وكذا عميد الحقوقيين، علي يحي عبد النور، ورئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مصطفى بوشاشي، الذي كان آخر الملتحقين في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا. وعمل الأمن على تفريق المتظاهرين على 3 أفواج، بكل من ساحة أول ماي، عيسات إيدير ومحمد بلوزداد، ولصد المتظاهرين عن علي يحي عبد النور وحمايته، لجأت عناصر الشرطة الى عزله بعمارة 18 المحاذية لوزارة الشبيبة والرياضة، حسبما رصدته “الفجر “ بعين المكان. وفي هذه الأثناء انضم إلى المتظاهرين المسؤول السابق لحركة العروش والمواطنة، بلعيد أبريكا، والذي استقبل بعبارات الشتم والاهانة وأصوات تناديه بالانسحاب وهو المشهد الذي كان بمثابة توقيع على شهادة وفاة بلعيد أبريكا. وفي حدود الحادية عشرة ونصف خرج المئات من الشباب ينددون بالمسيرة والقائمين عليها، متهمين إياهم بتنفيذ أجندة أجنبية مدروسة لتشتيت الجزائر والعودة بها إلى الوراء، وفي مقدمتهم رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، ورفع هؤلاء صور الرئيس بوتفليقة ولافتات تنادي بحياته، وأخرى تبرز الفرق بين الرئيس بوتفليقة ورئيسي كل من مصر وتونس المخلوعين، وقد أدى هذا الوضع إلى ظهور مواجهات بين هؤلاء وأنصار التنسيقية، ما أدى الى تسجيل بعض حالات الجرحى، منهم من نقل الى المستشفى على جناح السرعة بواسطة سيارات الإسعاف للحماية المدنية. وفي حدود منتصف النهار ونصف، تمكنت مصالح الشرطة من التحكم في الوضع بعد تفريق المتظاهرين وسط عودة مظاهر الحياة الاجتماعية التي لم تنقطع، بما فيها حركة السيارات، حيث استمرت حركة تنقل المسافرين بواسطة حافلات النقل الحضري، وسيارات الأجرة بساحة أول ماي، وهو الأمر نفسه بالنسبة للمتاجر المختلفة، دون أي توقيفات، وذلك امتثالا لتعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية تفاديا لأي إحراج إعلامي أجنبي أو تضخيم، كما حدث مع مسيرة السبت الماضي.