أكدت النتائج المعلن عنها من طرف وزير الداخلية عن الانتخابات الرئاسية، أن السلطة في الجزائر مازالت محافظة على تقاليدها السابقة، وأن الانتخابات لا تقوم بأي دفع للحل، ولا تضيف أي شيء من أجل التغيير، وهكذا نعود إلى ما صرحنا به سابقا من أن هذه الرئاسيات أفرغت من محتواها التنافسي، بحيث أن الشعب كان غير راض على طريقة إدارة هذه الانتخابات، ويبقى موقف التصويت بالورقة البيضاء موجودا بين المواطنين، وننتظر إذا اعتبرنا أن هذه العهدة إشكالية، سيفتح حوار مع كل القوى السياسية للتحضير للمرحلة المقبلة من خلال تثبيت الديمقراطية وتكون هذه المرحلة الجديدة من أجل إيجاد حلول انتقالية حتى لا يتأزم الوضع أكثر. نحن عبّرنا عن موقفنا من الرئاسيات من أول يوم ونبقى مرتاحين لموقفنا السابق في المقاطعة. وفيما يتعلق بإعلان نتائج هذه الانتخابات، نعتبر الأرقام المعبر عنها مضخمة جدا ولا تتناسب تماما مع ما وصلتنا من أصداء طوال أيام الحملة الانتخابية، وهذا دليل آخر على أن مبدأ الحياد كان غائبا ونعتبر أن السلطة فوتت على الجزائر فرصة أخرى لإخراج البلاد من الأزمة المتعددة إلى بر الأمان. نعتبر أن الأرقام المقدمة من طرف وزير الداخلية كافية للتأكيد على التزوير المفضوح الذي بدأ منذ مدة والتحضير له عن طريق كل الوسائل الجهنمية من وسائل الإعلام وعبر المال الفاسد، بالإضافة إلى الترويج لخطاب ترويعي فإما الاستقرار وإما العودة إلى سنوات الجمر. في الحقيقة أن الانتخابات لم تتعد المشاركة فيها نسبة 30 بالمئة والرقم المضاف صب في حساب الرئيس المترشح. حقيقة لم تكن أية مفاجأة بمناسبة الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، بحيث كنا ننتظر التزويرالذي أصبح طبيعة ثانية في النظام الجزائري، ولذلك بررنا انسحابنا من المشاركة من قبل هذا من جهة، ومن جهة أخرى أثبتت اليوم وقاحة هذا النظام الجزائري الذي فقد الحياء تماما، لأنه من المستحيل على الجزائريين أن يؤمنوا بهذه الأرقام المقدمة لهم، وفي الحقيقة بقدر ما نحن متمسكين بسلامة موقفنا المقاطع للانتخابات، في نفس الوقت نقر بالهزيمة كمواطنين وكذلك نعترف بهزيمة الديمقراطية، ونطلب من ضمير النخبة الجزائرية التحرك لأنه حان الوقت للالتزام من طرف النخبة. نؤكد على أن النتائج التي عبّر عنها وزير الداخلية عن الانتخابات الرئاسية تستجيب لتقديرات كل شرائح المجتمع وما تحصل عليه رئيس الجمهورية هو ما منحه الشعب الجزائري الذي هب كرجل واحد من أجل الاستمرار والاستقرار، حقيقة النتائج كانت متوقعة وجاءت في ظرف جد حساس لأن المحيط الذي جرت فيه العملية الانتخابية كان متميزا باعتماد العنف اللفظي والتدخل الأجنبي والدعوة إلى المقاطعة، لكن الشعب اختار من سيواصل الإنجازات والإصلاحات السياسية.