برهن الجزائريون في الإنتخابات الرئاسية 2014 أن جزائرهم الآمنة لا مراهنة عليها، وأن خطط المتآمرين مهما تعددت واختلفت لن تجد طريقا لها، وبلغة الأرقام وعلى أرض الواقع، رفض الشارع الجزائري كل المساومات ولم يتم تسجيل أي انزلاقات، وفي وقت كانت بعض الجهات تنتظر فيه اضطربات وانزلاقات وفوضى كان السيناريو مغايرا تماما. بعد 17 أفريل 2014 ترك الجزائريون الأرقام والحقائق تتحدث وتأكدوا بدورهم أنهم عندما أوقفوا محاولات زرع الفتن واسقطوا أيادي البلدان الخارجية التي تحاول ضرب البلاد وذلك ما أكده أول أمس الطيب بلعيز وزير الداخلية والجماعات المحلية، تأكدوا أنهم أوقفوا عدوانا كان سيضرب البلاد، في وقت اختفت فيه كل الحركات مهما اختلفت تسمياتها، لأن الجزائريين وقفوا في وجهها، بصناديق الاقتراع ومن خلال الجنوح للاستقرار بعد أن مرت الإنتخابات الرئاسية في ظروف عادية وتنظيم محكم، حتى انه كان ردا واضحا على دعة المقاطعة وقد اختفت ابواق الفتنة والحركات الوهمية التي وجه لها الجزائريون صفعة قوية، وبرهن أنه لن يعود للوراء إلى سنوات التسعينات سنوات الجمر والموت، حيث يؤكد المحللون أن ذلك باعتبار أن هدفها الأول كان إفشال الإنتخابات الرئاسية وتحويل مسارها إلى مظاهر للعنف وخروج للشارع وهو ما لم يوافق عليه الشارع الجزائري، وكانت قد أفشلت الخطة الأمنية المتبعة في تجمعات واحتجاجات هذه الحركات كل محاولات الترويج لصور مضخمة بهدف تسويقها عبر القنوات الأجنبية، وكانت هذه بداية تراجع هذه الحركات التي أثبتت أنها تخدم أجندات أجنبية عندما رفضت إثبات شرعيتها باعتماد رسمي خوفا من اكتشاف ما كانت تحاول التخطيط له، ويشير المتتبعون أن قول الشعب كلمته الحاسمة كان بمثابة الرد الفاصل لكل الجهات الخارجية التي حاولت استعمال هذه الحركات، وزرع النعرات الجهوية، أو محاولة التحريض للخروج للشارع، وهو ما حاول أيضا بعض المترشحين التحريض عليه، غير أن صناديق الإقتراع قالت كلمتها الاخيرة، وجاء السيناريو مغايرا لجزائر آمنة، فبدل الفوضى كانت ليلة الخميس إلى الجمعة ليلة فرحة وعرس حقيقي صنع صورها جزائريون قالوا نعم لجزائرنا ولن نساوم على استقرارنا فلا تحاولوا وسنواصل المسيرة، أما عن دعاة المقاطعة فلا أحسن من ورقة بيضاء ولا مقاطعة وهو الشعار الذي رفع أكثر من مليون جزائري وبديمقراطية أدوا واجبهم الانتخابي حتى لا يترك باب لمن راهنوا على مكاتب اقتراع شاغرة، ولمن أراد أن يدخل في حداد بعد ان تلقى رد الشعب الجزائري، فان الجزائر دخلت في الاعراس بعد صفعة قوية وجهها الجزائريون لكل المتأمرين معلنين انهم لن يتخلوا عن جزائرهم الامنة . وبهذا الموقف وقفت الجزائر جيشا وشعبا وقفة رجل واحد ودحرت وهزمت المخططات الصهيوغربية التي ارادت ان تنقل حالة اللااستقرار التي زرعتها في العديد من الدول وهكذا تكون الجزائر هزمت المتأمرين عليها .