تضارب المواقف حول نتائج الرئاسيات نتائج الرئاسيات كان لها تردّدها لدى الملاحظين السياسيين والإعلاميين، حيث عبّر البعض منهم عن عدم تفاجئه بالحصيلة النهائية. * * * فيما قال آخرون بأن ما حصل كان درسا في الديمقراطية بالنظر لنسبة المشاركة العالية بالمقارنة مع دعوات المقاطعة التي سبقت الرئاسيات، وذهب آخرون إلى القول بأن الدكتاتورية قد كشّرت عن أنيابها في هذه الرئاسيات. * * عبد العالي رزاقي أستاذ بمعهد الإعلام والاتصال: "النتائج تناسبت مع التوقيعات التي جمعها كل مرشح" * يرى الأستاذ عبد العالي رزاقي بأن الانتخابات الرئاسية سجلت ظاهرة جديدة لم تحدث من قبل، وهو الوفاء الذي أظهره الأشخاص للمرشحين الذين منحوهم توقيعاتهم، لأنهم كانوا نفسهم الذين صوتوا لصالح هؤلاء المرشحين. * والدليل في تقديره هي عدد الأصوات التي حصل عليها المرشحون الخمسة للرئاسيات، التي عكست حجم تواجد كل واحد منهم على أرض الميدان، مؤكدا بأن نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلن عنها أمس وزير الدولة ووزير الداخلية يزيد زرهوني تناسبت تماما مع حجم التوقعات التي كانت لدى المواطنين، ولم تحدث المفاجأة، باستثناء نسبة المشاركة التي فاقت بقليل ال 74 في المائة، مما يعني بأن خطاب تخوين المقاطعة قد أدى غرضه، ودفع بأزيد من مليون ناخب إلى التعبير عن المقاطعة وعن معارضة للسلطة بواسطة أوراق ملغاة، التي فاق عددها مليون ورقة، أي 8 في المائة من العدد الإجمال للهيئة الناخبة، وبحسب رزاقي فإن هؤلاء جميعا قصدوا المراكز الانتخابية خوفا من تداعيات عدم المشاركة، كحرمانهم مثلا من الحصول على بعض الوثائق وهو الاعتقاد السائد لدى الكثيرين. * ويعتقد الأستاذ رزاقي بأنه من الصعب الحديث عن التزوير، طالما أن الدولة هي التي تسهر على تنظيم وتأطير المكاتب الانتخابية، ففي ظل انعدام أدلة ملموسة لا يمكن بأي حال من الأحوال إثارة هذه القضية. * * محمد بوعزارة (نائب بالمجلس الشعبي الوطني عن الأفلان): "الشعب أعطى درسا لدعاة المقاطعة" * يشدد النائب الحالي في المجلس الشعبي الوطني عن كتلة حزب جبهة التحرير الوطني محمد بوعزارة، على أن نتائج الانتخابات الرئاسية لم تكن أبدا مضخمة، وبأن الشعب فاجأ دعاة المقاطعة، ودليله في ذلك النجاح الكبير الذي حققته مختلف التجمعات التي نشطها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عبر مختلف ولايات الوطن، والتي حضر كثيرا منها. * ويؤكد المصدر ذاته بأن الشعب لا تغريه أبدا الوعود البراقة، وقد أظهر نضجا كبيرا في هذه الاستحقاقات، "وأنا لا أقصد من خلال كلامي هذا التشكيك في وطنية مرشحين آخرين الذي عرفتهم جديا، وبعضهم نواب معي في المجلس الشعبي الوطني"، مضيفا بأن الشعب نظر إلى آفاق الرجل، الذي وعد بمحو آثار مأساة الماضي، "كما أن الحماقات التي ارتكبها حزب سياسي، من خلال إقدامه على رفع خرقة سوداء بدل العلم الوطني، دفعت بالشعب إلى المشاركة بقوة، وهو ما حدث في منطقة القبائل التي أعطت درسا لهؤلاء". * ويقول بوعزارة بأن النتيجة كانت متوقعة، إلى جانب نسبة المشاركة، بسبب التجنيد الكبير لفئتي الشباب والنساء. * * عبد العزيز رحابي (وزير الاتصال سابقا): "ابتعدنا عن الديمقراطية ودخلنا في ديكتاتورية إفريقيا والعالم العربي" * وصف عبد العزيز رحابي (وزير الإعلام السابق) نتائج الانتخابات الرئاسية بأنها مجرد أرقام إدارية، وهي لا تحمل أي غرابة أو مفاجأة مادام ان مدير الحملة الانتخابية للرئيس وكذا وزير الداخلية تحدثا منذ شهر عن نسبة المشاركة وكذا الفوز. * كما أن رئيس الجمهورية غير الدستور من أجل أن يبقى مدى الحياة رئيسا للبلاد، لذلك فإنه كان مرتقبا أن يحصل على نسبة 90 في المائة من أصوات الناخبين، "غير أن هذا الرقم أبعدنا كثيرا عن الديمقراطية وأدخلنا في دكتاتورية إفريقيا والعالم العربي". * واستطرد: "فهنيئا للجزائر، لأنها دخلت في حلقة مفرغة، وأنا شخصيا اعتبر نتائج الانتخابات اعتداء على ذكاء الجزائريين، لأنها تمس بسمعتنا كشعب وكأشخاص"، ويضيف رحابي بأنه كان يتوقع نتائج الانتخابات، لأن رئيس الجمهورية لا يقبل أبدا بأن يعطي لنفسه أقل مما حصل عليه في انتخابات 2004، "وهو من حقه أن يعطي لنفسه ما يشاء، لكن لا يحق له أن يعطي للجزائريين صورة الأغبياء وعديمي الذكاء".