للمرة الثالثة على التوالي، بعد مونديالي 2006 و2010، يتواصل مسلسل نقل مباريات كأس العالم بمثابة "السوسبانس" بالنسبة للجزائريين. فبعد تشفير المباريات من طرف قناة "آرتي" السعودية - سابقا- في مونديال ألمانيا 2006، ثم "الجزيرة الرياضية" في جنوب إفريقيا 2010، ها هي هذه الأخيرة مرة أخرى، من خلال قنوات "بي إن سبورت"، تقرر نقل مباريات كأس العالم 2014 بالبرازيل "مشفرة"، عن طريق أجهزة إرسال خاصة بالمونديال غالية الثمن بالنسبة لعامة الجزائريين. تسود حالة من الترقب وسط الجزائريين، بعدما أشيع خبر بث القناة الألمانية zdf لمباريات كأس العالم وخلافها مع القناة القطرية bein sport المالكة لحقوق البث، حيث أكد لنا جل من تحدثنا إليهم من بائعي أجهزة التلفزيون والاستقبال والمواطنين، أمس، أنهم ينتظرون ما سيؤول إليه النزاع بين القناتين، حيث لم يخف علينا بعضهم أمله في أن تحسم المعركة لصالح القناة الألمانية، وبث المباريات على القمرين "أسترا" و«هوتبيرد"، الذين يسهل التقاطهما في الجزائر، على حد قول سمير، كان واقفا رفقة صديقه رضوان في محطة الحافلات بساحة أول ماي، سمعناهما يتحدثان عن مباراة أتليتيكو مدريد وتشيلسي، المقررة سهرة اليوم /أمس/ لحساب نصف نهائي رابطة أبطال أوربا، "أرجو أن يتم فعلا نقل مباريات المونديال على زاد دي أف على أسترا وهوتبيرد، حتى نتمكن من مشاهدة المونديال مجانا، فالقمرين يسهل التقاطهما في الجزائر، ولن نحتاج حينها إلى الاشتراك أو شراء جهاز استقبال بثمن غال"، وشاطره رضوان الرأي، مؤكدا أن التعليق باللغة الألمانية، دون العربية، لا يهم، "المهم بالنسبة لنا هو الصورة، لا يهم التعليق بأي لغة كانت، حتى وإن كان بالصينية"، على حد قوله. يشكل غلاء أسعار أجهزة استقبال "بي إن سبورت" عائقا أمام الكثير من الجزائريين، حيث تتراوح أسعارها بين 32 و34 ألف دج، حسبما أكده لنا مهدي، بائع أجهزة تلفزيون واستقبال، على مقربة من قاعة "حرشة"، حيث أكد أن "غلاء الأسعار جعل المنتوج لا يباع بكمية كبيرة، باستثناء بعض ما تم بيعه بمناسبة نهائي كأس الملك بين البارصا والريال، فدفع مبلغ 3 ملايين سنتيم لمدة شهر ليس بمتناول الجميع"، مضيفا "الأغلبية الساحقة تتريث إلى غاية الأيام الأخيرة قبل المونديال، حيث تخفض الأسعار"، كما أكد المتحدث أن اللجوء إلى "القرصنة" وارد، مع اقتراب الحدث المونديالي، قائلا "مع اقتراب المونديال، تكثر عمليات قرصنة القنوات، وهذا ما ينتظره معظم المشاهدين، حتى يتسنى لهم مشاهدة المباريات"، مقلّلا من شأن نظام التأمين، الذي طبقته قناة "بي إن سبورت" على بثها، "حتى في 2010 -يقول مهدي- كانت قنوات الجزيرة الرياضية مؤمنة، ولكنها لم تسلم من القرصنة، وهو ما اضطر المسؤولين يومها إلى تغيير التشفير باستمرار طوال المونديال"، مؤكدا "بطريقة أو بأخرى، ستتعرض قنواتها للتشفير، ولا أستبعد تكرار سيناريو مونديال 2010". وسار صالح، بائع بشارع "لابيرين" قرب المركب الرياضي "أحمد غرمول"، في نفس الاتجاه، حيث أكد أن الأسعار ستنخفض مع قرب المونديال، قائلا "اليوم (أمس) كنت في السوق، ورأيت أن المنتوج توقف، حيث لم يتم بيع إلا القليل، خلال نهائي كأس الملك، وبالتالي تبقى الحصيلة غير كافية، لأنهم استثمروا أموالا كثيرة، في هذا السياق، لذلك سيجدون أنفسهم مضطرين لتخفيض الأسعار". وفي سياق ذي صلة، أرجع صالح عدم الإقبال على شراء أجهزة الاستقبال، الخاصة ب«بي إن سبورت"، إلى كون عروض "الجزيرة الرياضية" "كاذبة واحتيالية"، على حد وصفه، حيث أوضح لنا قائلا "عندما يشتري زبون بطاقة اشتراك لمدة سنة، ويصل موعد مباراة هامة كنهائي كأس الملك، يتم إعلان صبيحة اللقاء أسفل الشاشة أن المباراة ستنقل على قناة HD9، التي ليست ضمن الاشتراك الذي يحتوي على قنوات من 1 إلى 8، ولأن الزبون تابعا الدوري والكأس منذ البداية، فإنه يجد نفسه ملحا على المتابعة حتى النهاية، مما يجعله مضطرا لأن يشتري جهاز استقبال جديدا، والذي لا يقل سعره عن 30 ألف دج"، مضيفا "فعندما تشتري جهازا جديدا، وفي المساء تجد المباراة منقولة على HD2، رغم أنه في الصباح تم إعلان أنها ستنقل على HD9، حتى يدفعك للشراء من جديد، ثم ترى أن من يمتلك بطاقة اشتراك مثلك ولم يشتر جهاز استقبال، يشاهد المباراة بصفة عادية، فحينها تجد نفسك قد وقعت في الفخ وضيعت أموالا إضافية هكذا، رغم أنك مشترك سلفا، وبطاقة اشتراكك ما زالت سارية، يعني أنها سرقة"، على حد تعبيره. وأكد صالح بأنه، رغم أنه يبيع هذا الجهاز، إلا أنه لم يركبه في بيته، "لأن الأمر سرقة -حسبه- فأن تشتري جهاز استقبال إضافيا ب34 ألف دينار جزائري، فهذا أمر لا معنى له"، كما أنه ينصح الزبائن بعدم شرائه، قائلا "أنا بائع، وبالتالي عندما أبيع ب3 ملايين سنتيم لدي نسبتي من الفائدة، ولكنني لا أنصح الزبائن بشرائه، فإذا أرادوا الشراء أحضر لهم الأجهزة، ولكني أؤكد لهم أنهم سيخسرون الأموال دون فائدة". من جهة أخرى، أكد لنا، بائع بالرويسو، أن أجهزة الاستقبال الخاصة بقناة "بي إن سبورت"، تشترى بصفة عادية، ولم يجد أي مشكل في بيعها، حيث أخبرنا "صحيح أن الزبائن يشتكون من غلاء الأسعار، ولكنهم رغم ذلك يشترون بصفة عادية"، وقلل محدثنا من شأن بث قناة "زاد دي أف"، مباريات المونديال مجانا، قائلا "لن يؤثر الأمر على مبيعات أجهزة بي إن سبورت لأنها - حسبه- تتيح للزبون الاختيار بين العربية، الفرنسية والانجليزية، أما قناة زاد دي أف فتبث المباريات بالألمانية فقط، ومعظم الجزائريين لا يفهمون الألمانية". وبين غلاء أسعار أجهزة استقبال "بي إن سبورت"، والحديث عن بث "زاد دي أف" لمباريات المونديال مجانا، يبقى التلفزيون الجزائري صامتا، حيث لم يفصح عن فحوى المفاوضات التي يقوم بها لشراء حقوق بث مباريات كأس العالم، وهو ما يجعل الجزائريين حائرين بخصوص القناة التي سيتابعون من خلالها الموعد الكروي.