أكدت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أن قيمة شهادة البكالوريا انخفضت في الفترة ما بين "2008، و2014" وهذا بسبب عتبة الدروس التي تعهدت بإلغائها خلال السنوات المقبلة، وكشفت عن خطة الطريق التي ستنتهجها من أجل إعادة تقييم الإصلاحات، وإعادة النظر في الامتحانات الرسمية وفتح الحوار مع الشركاء، داعية النقابات إلى عدم الدخول في إضرابات من أجل التفرغ لخدمة القطاع. أوضحت وزير التربية الوطنية الجديدة نورية بن غبريط، أنه تم اعتماد فكرة العتبة في 2008 في سياق عام استثنائي طبعته إضرابات مطولة نظمت ضمن المؤسسات التربوية، إضافة إلى اختلالات أخرى، إلا أنها أكدت أن تحديد عتبة البرامج يسيء لسمعة الامتحان، مشيرة إلى أن 7 سنوات من اعتماد العتبة أي من "2008 الى غاية 2014" أدى الى التقليل والتقزيم من قيمة شهادة البكالوريا التي تعتبر أهم الشهادات في الجزائر. وأكدت بن غبريط أنه لا يمكن الحديث عن البكالوريا على مدار السبع سنوات الأخيرة لأن قيمتها منخفضة بسبب العتبة، مؤكدة أنها ستعمل على استرجاع قيمة البكالوريا من خلال إلغاء العمل بالعتبة ابتداء من العام المقبل، وجاء طعن الوزيرة بن غبريط في مستوى شهادة البكالوريا خلال عهدتي الوزيرين السابقين أبو بكر بن بوزيد وعبد اللطيف بابا أحمد في أول خرجة إعلامية لها منذ تنصيبها على رأس القطاع، وهذا خلال إشرافها على الندوة الوطنية لمديري التربية تحضيرا للدخول المدرسي المقبل وكذا تحضيرا للامتحانات الرسمية المقبلة. وبخصوص ما حدث خلال بكالوريا دورة جوان 2013 وتسجيل حالات غش جماعية التي سجلت في بعض مراكز الامتحانات، تأسفت الوزيرة على مثل هذه السلوكات التي تشهدها المدرسة الجزائرية، واعتبرت أن هذا النوع من السلوكات يعتبر كمؤشر قوي على وجود عجز على مستوى السلطة ينبغي أن يؤخذ جديا بعين الاعتبار. وتعهدت في السياق ذاته على ضرورة إعادة النظر في عملية تنظيم الامتحانات المدرسية. وفيما تعلق بسير امتحانات نهاية السنة بغرداية التي عرفت موجة من أعمال العنف والتي تعطلت بها الدروس، أكدت بن غبريط أن منطقة الجنوب الجزائري لا تمثل أي مشكلة، مؤكدة أن جميع الدروس التي توجد في العتبة تم تلقينها فعلا للتلاميذ. أما فيما يتعلق بخطة عملها خلال الأيام المقبلة سواء من الناحية البيداغوجية أو الاجتماعية، كشفت الوزيرة، أنه بخصوص إصلاحات المنظومة التربوية ستواصل وتعزز ما تم إنجازه منذ إطلاق المسار في 2003، مركزة على أهمية مباشرة تفكير مع كافة الشركاء "نقابات وجمعيات أولياء التلاميذ وبيداغوجيين" حول كيفيات وآفاق عمل جديدة بغية تصحيح النقائص المسجلة، مشيرة الى أن الوقت ملائم للشروع في تقييم مراحل تطبيق إصلاح النظام التربوي، الذي أطلق حسب ما وصفته بطريقة غير منسقة، مؤكدة على أهمية تحضير التلاميذ للتحكم في أدوات التفكير وإعادة فرض الانضباط وذلك من خلال نقاش بناء. كما عرضت المسؤولة الأولى على قطاع التربية مشروع مخطط عمل متعلق بالإصلاح البيداغوجي والمورد البشري والحكامة على الحكومة، موضحة أن مضمونه الأخذ بعين الاعتبار التعديلات والمراجعات التي يفرضها الميدان وتطورات المجتمع، وفي هذا الإطار، أعلنت وزيرة التربية عن تنظيم ملتقى شهر جويلية المقبل لتسوية كافة المشاكل من خلال نقاش جماعي مع كافة الشركاء مع التركيز على أهمية إعداد مدونة أخلاق لإصلاح مهنة الأستاذ. من جانب آخر، وحول محور العلاقة مع الشركاء الاجتماعيين، خاصة النقابات الفاعلة في القطاع، أكدت نورية بن غبريط، أن أبواب الحوار والنقاش سيكون مفتوحا معهم، كاشفة عن أول لقاء رسمي لها معهم هو نهاية الأسبوع المقبل. ودعت النقابات الى مراعاة مصلحة التلاميذ، وعدم الدخول في إضرابات واحتجاجات قطاع التربية هي في غنى عنها، قائلة "لا تلهونا بالإضرابات ولا تشعلوا النار، نريد أن نرفع من مستوى المدرسة الجزائرية، وبالإضرابات لن نستطيع ذلك". وشددت عل? أن مصلحة التلاميذ لن تساوم، ويجب على كل الأطراف تحمّل المسؤولية. تزويد مراكز إجراء الامتحانات بأجهزة تشويش لمنع الغش بالبلوتوث من جانب آخر، وحول موضوع الغش في البكالوريا خاصة في ظل الأجهزة المتطورة التي يتداولها بعض المترشحين، كشفت مصادر من وزارة التربية الوطنية أنه تقرر تزويد مراكز إجراء امتحانات البكالوريا عبر مختلف ولايات الوطن بأجهزة تشويش لمنع أي محاولة غش عن طريق أجهزة البلوتوث التي تم الترويج لها في السوق مؤخرا، وأضافت مصادرنا الى أنه علاوة على إجراءات الحراسة التي تم فرضها قررت الوزارة اللجوء الى هذا الإجراء لمنع أي محاولات غش من شأنها التأثير سلبا على صيرورة الامتحانات خاصة بعد الفضيحة التي شهدتها البكالوريا في دورة جوان من السنة الماضية.