يرى الصحفي والمحلل الرياضي، ياسين معلومي، أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم واعية بالرهانات المقبلة للمنتخب الوطني، ولا أحد بإمكانه ''التخلاط'' على الطريقة القديمة· مباشرة بعد تأهل المنتخب الوطني إلى مونديال 2010, ألا ترى أن الكثير من ''الخلاطين'' يريدون التدخل في شؤون الفريق؟ بالفعل هذا ما يحدث للأسف، وهنا أريد أن أذكّر بأن المنتخب الوطني عندما انهزم بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل صفر منذ سنين ضد الغابون، ساعتها التزموا الصمت وتركوا المنتخب يغرق أكثر وأكثر، لكن مع عودة محمد روراوة من جديد على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وتحقيق حلم التأهل إلى كأس إفريقيا وكأس العالم والتغلب على أكبر المنتخبات الإفريقية، يحاول الجميع تبني هذا النجاح رغم أنهم لم يساهموا فيه· ومن يحق له التدخل في شؤون المنتخب الوطني؟ لا يحق لأي كان التدخل في شؤون المنتخب الوطني، وأرى أن هناك ثلاثة أشخاص فقط لهم الحق في ذلك، أولهم رئيس الجمهورية الذي يعمل على توفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية لإنجاح مهمة المنتخب الوطني في المناسبات المقبلة، ثم رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة الذي ساهم في عودة المنتخب الوطني بقوة إلى الساحة الدولية، وأخيرا المدرب الوطني رابح سعدان الذي ينبغي عليه العمل بعيدا عن أي ضغط من أجل إتمام مهمته بنجاح، أما من يريدون تبني نجاح المنتخب الوطني ويعملون على ''التخلاط''، فعلى كل واحد منهم الاهتمام بالفريق الذي يدربه، فأين كان هؤلاء عندما كان الفريق الوطني ينهزم أمام أضعف الفرق الإفريقية؟ لقد أصبحنا الآن نسمع من يقول، لماذا لا يعتمد المنتخب الوطني على لاعبين محليين عوض الاستعانة بالمغتربين؟ لقد نجحت الاتحادية الوطنية لكرة القدم في استقطاب أكبر اللاعبين في كبرى البطولات الأوروبية وهذا الأمر ليس هينا على الإطلاق· سنة 1982 تم تغيير الطاقم الفني قبيل المونديال، وسنة 1986 حوصر المدرب بمجموعة كبيرة من ''المستشارين''، ألا ترى أن التاريخ سيعيد نفسه هذه المرة؟ في هذه المسألة بالذات، لن يعيد التاريخ نفسه، فالأمر مختلف جذريا، هم يتحدثون عن اللاعب مهدي لحسن، ونسوا أنه لاعب له مستوى عالمي وينشط في أقوى بطولة أوروبية على الإطلاق، والاتحادية الجزائرية نجحت لحد الآن في استقطاب أي عصفور نادر يمكن أن يقدم إضافة للمنتخب الوطني، فلا أحد بإمكانه التدخل في سياسة المنتخب الوطني وسياسة الفاف، وهم واعون جدا بالتحديات المقبلة·