تساؤلات عديدة استشفيناها من الشارع الرياضي الجزائري خلال اليومين الأخيرين مع الأخبار غير المطمئنة التي أتت من داخل معسكر المنتخب الوطني الجزائري بمدينة تولون جنوبفرنسا، و"التخلاط" الحاصل على الرغم من خروج الإتحادية الجزائرية لكرة القدم عن صمتها وتفنيدها للأخبار التي تحدثت عن تفكير المدرب الوطني رابح سعدان في الإستقالة من منصبه بعد أمم إفريقيا بأنغولا، والحديث عن انشقاقات وسط اللاعبين بسبب الإعلانات وقضية الإشهار وما شابه ذلك، ليبقى السؤال الأكبر الذي يسيطر على مخيلة وتفكير الجماهير الجزائرية هو من يريد تحطيم المنتخب الوطني في وقت جد حساس قبل أقل من 5 أيام فقط من انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا 2010...؟ سؤال يريد الجزائريون معرفة إجابته خاصة وأن ما يصطلح عليه بالعامية "التخلاط" قد تكرر بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة على الرغم من الإنجاز المتميز الذي حققه "محاربو الصحراء" ببلوغهم نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا بعد غياب دام لأزيد من 24 سنة كاملة. الأكيد أنه لا يوجد دخان بلا نار، حتى وإن أطلت علينا الإتحادية ببيانها الذي فندت من خلاله كل الإشاعات التي تناولتها بعض الصحف، لكن بمقابل ذلك لا يمكن تغطية الشمس بالغربال كما يقال- ولا يمكن إنكار وجود أيادٍ خفية تحاول ضرب استقرار بيت المنتخب الوطني على اعتبار أن العديد من المعطيات التي وقفنا عليها ووقف عليها الجمهور الرياضي الجزائري منذ موقعة أم درمان السودانية تؤكد أن هنالك أطرافا خفية لم يعجبها، على ما يبدو، عودة الكرة الجزائرية إلى الواجهتين الإفريقية والعالمية وتحاول جاهدة استغلال أي ثغرة للتسلل عبرها لإحداث الإنشقاق، آخرها ما شاهدناه من لغط كبير خلال تربص "الخضر" بجنوبفرنسا، وقبل ذلك من تدخل سافر لهذه الأيادي الخفية التي لن يهنأ لها بال إلا بتحطيم المنتخب الوطني انتقاما من الشعب أو من سعدان أو من روراوة أو من النجاح في حد ذاته، هذا ما لا نعلمه إلى حد الآن. الأطراف الخفية تحاول الضرب من جديد بعد حادثتي بن يمينة ولحسن وبالعودة إلى بعض المعطيات التي تؤكد على وجود هذه الأيادي الخفية والتي تعمل على التأثير سلبا على استقرار المنتخب الوطني منذ ضمان تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، أبرزها على الإطلاق ما سبق وأن انفردنا به في "النهار" بعد أن تم سحب اسم مهاجم اتحاد برلين الألماني من القائمة الإحتياطية التي وضعها الناخب الوطني بعد ساعة فقط من وضعه فيها، وهو ما يؤكد أن هذه الأيادي الخفية تسعى جاهدة للتأثير سلبا على المنتخب الوطني، وإلا بماذا نفسر سحب اسم مهاجم من القائمة في حين أن منتخبنا الوطني بحاجة إلى خدمات نصف مهاجم حتى لا نقول مهاجما، ونفس هذه الأطراف الخفية التي تحاول الإصطياد في المياه العكرة حاولت اللعب على وتر لاعب سانتدار الإسباني مهدي لحسن مستغلة في ذلك تضارب المواقف والآراء حول استقدامه، أين راحت تنفخ في الرماد على أمل إحداث الفرقة داخل المنتخب الوطني الجزائري والتأثير سلبا على استقراره قبل موعد أنغولا بجعل اللاعبين يوجهون تركيزهم إلى الحديث عن هذه القضية والإنشغال بها ما بين مؤيد وآخر معارض على أمل الوصول إلى مبتغاهم الدنيء، وكادت الأمور أن تنجح لولا احتواء الوضع في الوقت المناسب. المؤامرة موجودة وأعداء الجزائر في الداخل والخارج كثر... والشيء الآخر الذي يبقى أكيدا، أن أعداء نجاح الجزائر على جميع الأصعدة وبدرجة خاصة على الصعيد الكروي ممثل في المنتخب الوطني الذي تمكن لوحده من إخراج شعب بأكمله إلى الشارع للاحتفال بتأهل أشبال المدرب رابح سعدان إلى المونديال من الداخل والخارج، كُثر، وهو ما يجب أن يتفطن له الجميع دون استثناء سواء الشارع الرياضي أو نحن كإعلام وحتى القائمين على المنتخب الوطني من طاقم إداري وفني، وهذا من خلال العمل على سدّ أي ثغرة قد يستغلها أعداء الجزائر للتسلل عبرها كما شاهدناه من خلال الأمثلة التي عرضناها في تقريرنا هذا، لأن المصاعب والتحديات المقبلة مازالت جد كبيرة خاصة قبل الموعد العالمي في مونديال جنوب إفريقيا 2010 فعلى الجميع توخي الحذر وتجنب الوقوع في الفخ. الهبة الشعبية ما بين الإيجاب والسلب.. المهم المناعة موجودة "للخضر" وما يثير الإعجاب ويبعث في النفوس الطمأنينة، أن المنتخب الوطني الجزائري وبعد نتائجه الباهرة الأخيرة، خلق مناعة لنفسه من أي هزات في الشارع الرياضي الجزائري الذي يهب في كل مرة للدفاع عنه وعن مدربه رابح سعدان بدرجة خاصة، على الرغم من وجود بعض السلبيات التي لا يمكن إنكارها وهو ما لم نسبق وأن رأيناه في سنوات سابقة، ليؤكد حجم الوعي الكبير الذي أضحى يتميز به الشارع الرياضي الجزائري بصفة خاصة والشعب الجزائري بصفة عامة بكل مستوياته.