قامت "الجزائر نيوز" بجولة استطلاعية في أرجاء الصالون الدولي للإنتاج الزراعي والصناعي الغذائي في طبعته ال 14 المنعقد بقصر المعارض، الصنوبر البحري، بالعاصمة، حيث يشهد المعرض إقبال العديد من المهنيين من بياطرة، طلبة أقسام العلوم البيطرية، فلاحين وتجار الآلات الزراعية والفلاحية... للتعرف عن قرب على آخر المعلومات حول المنتجات البيطرية والتكنولوجية الخاصة بالقطاع. يعد الصالون الدولي للإنتاج الزراعي والصناعي الغذائي، في طبعته الرابعة عشر، التي تختتم مجرياتها، اليوم، فرصة مواتية للمهنيين وأصحاب الاختصاص للتعرف عن قرب على آخر المنتجات في الميدان الزراعي والغذائي والاحتكاك بأبرز المؤسسات الوطنية والأجنبية، خاصة مع مشاركة 540 عارضا من 27 دولة على مساحة إجمالية قدرها 9800 متر مربع، ومن خلال تواصلنا مع بعض زوار الصالون، اعتبره الكثير يمثل "فرصة كبيرة للتعرف على أحدث التقنيات المستعملة في المجال الزراعي"، كما كان الأمر مع مفتش بيطري على مستوى العاصمة التقيناه يتفحص إحدى أنواع الحقن الخاصة بالأبقار، حيث أشار قائلا "قدمت إلى الصالون باعتباري مفتشا بيطريا مختصا بمراقبة اللحوم المستوردة من الخارج، ومن جهة أخرى لأقوم بمقارنة بين وسائل العمل المتوفرة لدينا، وما هو معروض من آخر المنتجات البيطرية على المستوى العالمي"، وأضاف "من خلال زيارتي للمعرض اكتشفت أن بالجزائر العديد من المتعاملين والمستثمرين في مجال الفلاحة والبيطرة وهما مجالان متكاملان للنهوض بالقطاع الاقتصادي الوطني". وفي الإطار نفسه، يعرف الصالون حضورا مكثفا لطلبة كليات البيطرة، ويقول "كمال" طالب سنة ثالثة بالمدرسة الوطنية العليا للبيطرة، "قدمت إلى المعرض كطالب بقسم العلوم البيطرية حتى أتعرف على أنواع الأدوية المبتكرة حديثا ولمباشرة اتصالات مع أصحاب الشركات المختصة بتوزيع الأدوية، خاصة الأجنبية منها بما أنني أطمح إلى فتح عيادة بيطرية مباشرة بعد التخرج من الجامعة". ويشهد الصالون الدولي للإنتاج الزراعي والصناعي الغذائي، حضور العديد من الفلاحين للتعرف على آخر التكنولوجيات والآلات الزراعية الخاصة بالسقي والتحويل الغذائي وعرض أنواع الأسمدة الخاصة بالتربة، مثلما اختصت به إحدى المؤسسات التركية "أغروميك فييد أديتيف ليمايتد" التي قدمت نوعا جديدا من الأسمدة "أورغانيك" والمتكونة من المواد العضوية كالكربون، وفي الشأن ذاته، أفاد أحد الفلاحين بعد تجوله بين مختلف المؤسسات العارضة لمختلف الآلات الزراعية، أن الصالون يقدم صورة بارزة لما "يعيشه الإنتاج الزراعي والصناعي الغذائي من تحولات في العالم بأسره"، كاشفا في سياق ذلك بأن النقطة السلبية التي سجلها تتمثل في "نقص المؤسسات الزراعية الخاصة بإنتاج البذور الفلاحية"، من جهة ثانية يستقطب المعرض مربي المواشي الذين يقدمون من مختلف ولايات الوطن، مثلما كان الحال مع "الحاج عمر" القادم من ولاية غرداية، حيث عبر عن "سعادته بأجواء المعرض الذي فتح أمامه مجالا لمعرفة أنواع جديدة من الآلات المحصلة لأغذية الأبقار من علف وشعير وذرة"، وفي خارج المبنى المخصص للعرض تتواجد مختلف أنواع الجرارات المتعلقة بمجال الفلاحة، خاصة من نوعية "أغرو كليمبار" التي يصل سعرها إلى غاية 481 مليون سنتيم وهو سعر خاص بالعرض فقط. تجدر الإشارة في الأخير، إلى أن الطبعة الرابعة عشر للصالون الدولي للإنتاج الزراعي والصناعي الغذائي، (15 ماي إلى 18 ماي تختتم مجرياتها اليوم) يعرف مشاركة 150 مؤسسة جزائرية إلى جانب مؤسسات أجنبية لكل من دول الصين وتركيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا. إسلام كعبش مؤسستنا تهتم باستيراد الأدوية البيطرية البيولوجية، خصوصا ما يتعلق بالأمراض البكتيرية، نهدف لإنتاج أدوية بمكونات طبيعية 100% كالزعيترة، زيت الزيتون، إكليل الجبل... وأعشاب أخرى، من أجل تعويض الأدوية الكيميائية التي تؤثر على صحة الحيوان وعبرها على صحة الإنسان، لأن الأمراض البكتيرية المنتقلة من الحيوان إلى الإنسان أصبحت تقاوم المضادات البكتيرية، لذا يجب التفكير في هذا الجانب جيدا، واكتشف الطب الحديث نظرية "تسيير القلق المتعلق بالأكسدة" التي تشكل 80 بالمائة من الأمراض، بهدف إعطاء مناعة أكبر للحيوان لوقايته من الأمراض المنتشرة. وبخصوص المعرض نشارك للمرة الأولى بمنتوج "فولاروم"، وهو علاج ضد الأمراض المعوية عند الدجاج، وفي السنة القادمة سنعمل على توفير أدوية للأبقار، الأغنام وحتى للنباتات، وذلك بفتح فرع لمخبر بيوديفاس "biodevas" الفرنسي المختص في إنتاج الأدوية للحيوانات والنباتات الطبيعية بالجزائر. في مجال اختصاصنا نهتم بتوفير اللقاحات الخاصة بالدجاج وبدرجة أقل الأبقار والأغنام، والجديد الذي نشارك به في هذه الطبعة من الصالون الدولي للإنتاج والعتاد الفلاحي والصناعات الغذائية هو لقاح "ترانس مون"، وهو عبارة عن لقاح يحقن به الدجاج في أول يوم ويستعمل من أجل وقاية الصوص وتحصينه من كل الأمراض، وهذا الدواء لا يؤثر بأي شكل على صحة الإنسان. هذا وقد عملنا خلال الصالون على التوعية والتحسيس بالنسبة لاستعمال المضادات البكتيرية، حيث يجب على الفلاح احترام المدة التي يحددها البياطرة بهذا الخصوص وذلك من أجل استغلال الحليب أو اللحموم بشكل لا يؤذي صحة المواطن. هذه أول مرة نشارك فيها في المعرض الدولي للإنتاج والعتاد الفلاحي والصناعات الغذائية، ونحن سعداء بالعدد الكبير من الزوار الفلاحين والتجار الذين يستفسرون طوال الوقت حول المعلومات العلمية، وهذا مثلا لم نلاحظه في العديد من المعارض الدولية التي شاركتنا فيها مثل ايطاليا وألمانيا. من جهة أخرى، نقدم في هذا المعرض أسمدة "أورقانيك" وهي مواد مستخرجة من المناجم لذلك هي مكونة من مواد عضوية مثل الكربون الذي يقلل من درجة الملوحة في التربة وهو منتج ثبتت إمكانية بقائه لمدة 70 مليون سنة فيها، كما يزيد في نوعية الإنتاج، ولا يؤثر على صحة الإنسان سلبا. مقارنة بالعام الماضي يعد إقبال الزوار على المعرض هذه السنة منخفض، وهذا ربما راجع لعدة عوامل منها الجفاف الذي تشهده الجزائر، بالإضافة لانخفاض سعر الدجاج في الأسواق. وبخصوص مؤسستنا فنحن نعمل مع أربع مخابر دولية، وجديدنا في هذه الطبعة هو مشاركة مخبر "ويكي جروب" المختص في التغذية الحيوانية والمواد الأولية للتغذية الحيوانية، ونركز في شرحنا للزوار أن المشكل بالنسبة للمضادات الحيوية ليس في المواد الكيمائية وإنما في احترام المدة المحددة لخروجها من جسم الحيوان، لذا نطلب من الفلاحين والمربين دائما احترام المدة الزمنية التي يحددها البياطرة للعلاج وذلك من أجل سلامة الإنسان الذي يستهلك المنتج.