سحرت فرقة "حنا مسلمين"من عين الصفراء والفنان المغربي عزيز سحماوي رفقة فرقته "ذ يونيفرستي أوف غناوة"، محبي موسيقى الديوان من خلال باقة موسيقية مميزة، امتزج فيها الفن القناوي الأصيل بالإيقاعات الإفريقية والجاز والفانك والريغي. حضر الحفل جمهور غفير غص به مسرح الهواء الطلق "سعيد مقبل" برياض الفتح. وقد افتتحت فرقة "حنا مسلمين" البرنامج الذي استمر لحوالي ثلاث ساعات، مقدمة سهرة ديوانية تقليدية خالصة، مزجت فيها بين العديد من الأبراج التي استهلها فنانو الفرقة الثمانية بقيادة المغني وعازف القرقابو، رحماني محمد المدعو "حمو"، بالصلاة والسلام على رسول الله. وبالزي التقليدي الملوَّن والمزيَّن بودعات التبرك وعلى وقع الرقصات وأنغام القمبري والقرقابو، أحسنت الفرقة في أداء مجموعة متنوعة من وصلاتها الغناوية، على غرار "بابا نوا" و"يا رسول الله" و"صيوا" وغيرها من المقطوعات الروحانية التي أحبها الجمهور، ورقص طويلا على نغماتها وألحانها. وكانت فرقة "حنا مسلمين" - التي تأسست في 1987 وتحتوي في رصيدها 256 برجا - قد تحصلت على جائزة لجنة التحكيم في المهرجان الوطني لموسيقى الديوان ببشار، كما مثلت الجزائر في العديد من التظاهرات الدولية. ونشّط الجزء الثاني من الحفل المغني والعازف المغربي عزيز سحماوي، الذي أبهر محبيه، خاصة الشباب، بالعديد من أغانيه المميزة التي مزج فيها وفرقته الفرانكو- مغربية، بين الغناوي القادم من جنوب الأطلس، والشعبي المغربي، والريغي والجاز والفانك والإيقاعات الإفريقية المختلفة. وعلى أنغام القمبري والغيتار، قدّم سحماوي عدة مقطوعات موسيقية بالعربية الدارجة والفصحى، استقاها من أول ألبوم منفرد له صدر في 2011، ويحمل نفس الاسم، ومن عناوينه المختارة "سوداني يما" و"تامتاماكي" و"سيدي حمو" و"ألف هيلات"، التي رددها مع الحضور كثيرا، والأغنية الرائعة "فاطمة فوق الحجر" (مكتوب)، التي ندّد فيها بالحروب الحاصلة في العالم، وأيضا "ياسمين"، وهي من أغاني ألبومه الثاني المتوقَّع صدوره نهاية هذا العام. مزيج رائع يأخذ من كل الطبوع المغاربية والإفريقية والغربية، ويقدم انصهارا متناسقا استحسنه كثيرا الجمهور العاصمي خاصة مع شخصية سحماوي التفاعلية المميزة، وأيضا لمسة عازف الغيتار وزميله العازف على الأورغ الكهربائي؛ ما جعل الشباب الحاضرين يرقصون ويصفّقون إلى آخر السهرة. وعبّر عزيز سحماوي بعد الحفل عن تشرفه بالغناء مرة أخرى بالجزائر العاصمة، وعن سعادته الكبيرة بلقاء جمهورها الذواق جدا، مثنيا، في نفس الوقت، على المهرجان الذي يجذب نجوما من كل البلدان، والذي اعتبر أن صداه تجاوز الجزائر إلى العالم. وأشار الفنان المغربي - الذي سبق له وأن نشّط عدة حفلات بالجزائر - إلى أن حبه الكبير للجزائر وشعبها جعله يقرر التقدم بطلب للحصول على الجنسية الجزائرية. من جهته، اعتبر رحماني محمد رئيس فرقة "حنا مسلمين"، أن "أهم شيء يقدَّم لموسيقى الغناوة، هو إقامة مثل هذه المهرجانات؛ سواء كانت وطنية أو دولية"، مضيفا أن "التشبث بأصالة فن الغناوي الجزائري التقليدي هو الطريق الصحيح للحفاظ عليه والخروج به نحو العالمية". وبذلك اختُتمت فعاليات مهرجان الجزائر الدولي ال 7 لموسيقى الديوان، الذي عرف حضور أسماء فنية معروفة في موسيقى الديوان الجزائري والمغربي والجاز وموسيقى سكا وكذا الموسيقى العالمية.