أكدت ندوة نابولي الإعلامية حول شبكات التواصل الاجتماعي، أن عدد مستعملي الإنترنت في الجزائر بلغ 5.6 مليون، وعدد مستخدمي الفيسبوك 2.5 مليون، 72.8% منهم لا يستعملون هويتهم الحقيقية، في حين لا يتجاوز عدد مستخدمي التويتر 22 ألف. يرى المختص في تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة بجامعة الجزائر3، الدكتور محمد لعقاب، أن "النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي يلجؤون لاستعمال هوية مجهولة لتعزيز حريتهم عندما يختبئون وراء الحاسوب، ويتحررون من عقدة انتمائهم السياسي والديني والعقائدي والاجتماعي"، وحسبه، هذا ل«يعبرون بكل حرية فيلجؤون لأسماء مستعارة". وأضاف الدكتور محمد لعقاب عن أسباب استعمال الهويات المجهولة أن "الكثير من النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي يعيشون في بلدان دكتاتورية أو تشهد اضطرابات سياسية، لذلك يستعملون هذه الطريقة لتحصين أنفسهم من الأعمال الإرهابية والاعتداءات التي يمكن أن يتعرضوا لها، بالإضافة إلى أن الكثير من الناس عندهم مكبوتات ولا يستطيعون التعامل مع الجنس الآخر مثلا، في ظل القيود والأوضاع الاجتماعية والأعراف، لهذا يجد البعض متنفسا في استعمال الهوية المجهولة للدردشة مع الجنس الآخر". وفي السياق نفسه أشار المختص في تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة إلى دراسات بينت أن الأنظمة المغلقة تعرف استخدام الهويات المجهولة بصورة أكبر لغياب مساحة حرية التعبير. وبخصوص نسبة تعاطي نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي في المسائل السياسية -ندوة نابولي الإعلامية- التي قدرت ب 8% أي حوالي 200 ألف من مجموع 2,5 مليون نسمة، فيرى محمد لعقاب أن تراجع الاهتمام بالعمل السياسي في كل دول العالم وليس الجزائر فقط، لأن المواطن أصبح يهتم بمشاكله اليومية أكثر من أي أمر آخر، وأضاف أن نسبة المشاركة في الانتخابات على المستوى العالمي أصبحت محصورة بين 37 و45%، وهذا ما ينعكس على استعمال الشبكات الاجتماعية وعدم اهتمام المواطن بالحياة السياسية بدرجة كبيرة، وأوضح المتحدث أن هناك دراسة بينت نتائجها أن مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي العرب لا ينتجون المحتوى السياسي، بل يعيدون إنتاج النشطاء الغربيين. للإشارة، فإن معظم المشاهير في الجزائر لا يسجلون حضورا قويا على الفيسبوك، لأن أغلبهم لا يشرفون بأنفسهم على صفحاتهم إن وجدت، فيما يعد متتبعو هذه الصفحات ليس بالملفت مقارنة بالوجوه الإعلامية والفنية وحتى السياسية في الغرب أو دول المشرق، حيث يقدر متتبعو صفحة مقدم الأخبار كريم بوسالم بأكثر من 31500، وسليمان بخليلي أكثر من 43000، أما معلق الجزيرة الرياضية حفيظ دراجي فيقدر عدد متابعي صفحته بحوالي 258000، في حين تجاوز عدد متابعي صفحة مقدمة الأخبار في قناة الجزيرة الإخبارية خديجة بن قنة 3 ملايين و290 ألف، ومن جهة أخرى فإن أغلب وجوه الطبقة السياسية في الجزائر لا تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي، وان استخدموها ليس بإشرافهم المباشر، مثل الوزير الأول عبد المالك سلال الذي يقدر عدد المتابعين لصفحته بأكثر من 267000، والمترشح للرئاسيات الأخيرة علي بن فليس الذي بلغ عدد المتابعين لصفحته أزيد من 256000، في حين يوجد من بين السياسيين الذي يعتبر الأكثر نشاطا هو رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي يشرف شخصيا على صفحته ويضع تعليقات ورسائل سياسية باستمرار، وبلغ عدد المتابعين لصفحته على الفيسبوك أكثر من 185000. وحسب تقارير الإعلام الاجتماعي، الذي يطلقه برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية دوريًا، أكد التقرير على أن اللغة العربية أصبحت اليوم اللغة الأسرع نمواً عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة، كما سجل أن دول مجلس التعاون الخليجي تحتل المراكز الخمس الأولى من حيث نسبة استخدام الفيسبوك من عدد السكان وتصدرت الإمارات المرتبة الأولى في قائمة الدول العربية، تلتها الأردن ولبنان وقطر وتونس، وأشار التقرير إلى أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 عاماً يشكلون نحو 70% من مستخدمي الفيسبوك بالمنطقة العربية. نشرت إدارة الفيسبوك دراسة أنجزها محررون مختصون، في بداية السنة الجارية، كشفت أن مستخدمي الفيسبوك في العالم بلغ 1.26 مليار مستخدم منهم 728 مليون مستخدم نشيط يوميا، في حين وصل عددهم في الصين إلى 87 مليون مستخدم (رغم انه محجوب لديها)! أما عدد المستخدمين عبر الهواتف بلغ 469 مليون يوميا أي بواقع 69% من المستخدمين، بينما بلغ إجمالي البيانات المخزنة لدى فيسبوك حوالي 300 بيتابايت (1000 تيرا بايت)، وعدد المنشورات التي يتم مشاركتها عبر الفيسبوك يوميا وصل إلى 4.75 مليار مرة، وعدد مرات الإعجاب يوميا إلى 6.75 مليار مرة، أما عدد الصور التي تم رفعها على فيسبوك وصل إلى 250 مليار صورة (بمتوسط 217 صورة لكل مستخدم) أي بمتوسط 350 مليون صورة يوميا، أما عدد الصداقات في الفيسبوك بلغ حوالي 150 مليار صداقة بمتوسط 150 صديق لكل مستخدم، في حين بلغ عدد الرسائل التي يتم إرسالها إلي 10 مليار رسالة يوميا، كما يبلغ مجموع الوقت الذي تم فيه زيارة الفيسبوك يوميا إلي 22 مليار دقيقة أي بمتوسط 20 دقيقة لكل مستخدم، وبلغت نسبة الوقت المستغرق على الفيسبوك بالنسبة لاستخدام الانترنت في العالم 15.8%.