أما عن الجديد الذي تضيفه هذه الدورة للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم المتواصلة إلى غاية ال 31 ماي الجاري، فقد أكد مدير المسرح الجهوي لمستغانم ومحافظ المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم رشيد جرورو حيث قال: "وصلنا إلى اتفاق مع الصحفي "عزيز مواتس" فيما يخص طبع كتاب تاريخ المهرجان من 1967 حتى يومنا هذا والكتابات كانت قديمة جدا. وتوصلنا إلى قرار بأنه سيتم تدوينه وإصداره في كتيب شامل، فأشركنا النقاد والاختصاصيين للحفاظ على هذا الإرث وطبع كل ما يتعلق بالدورات السابقة سواء ضمن المنافسة أو خارجها والمواهب الشابة. المهرجان هو خزان المسرح المحترف فهو يجمع اختصاصات عملهم كتقنيين أو ممثلين أو مخرجين. بلادنا مهتمة كثيرا بالثقافة ونفضل الذهاب من الكم إلى النوع. كما نحاول أن نخلق الجو العائلي الأخوي الذي يسود عائلة المهرجان ليبقوا مع بعضهم البعض ويتقاسموا المعرفة والثقافة التي لا حد لها، والإنسان الذي لا يعرف كيف يحب ليس ممكنا أن يكون فنانا. هناك فرصة أن نجمع الفرق العاملة بالمسرح في علاقة محبة مع الناس. ودائما كنت أقول المستقبل للشباب المبدع. والإنسان العربي والجزائري بطبيعته فنان أعطه المساحة ووجّهه واترك له حريته يعمل شيئا يبهر. ونعمل على تقريب المسرح من الجمهور من خلال اختيار نصوص قريبة من الواقع وهمومه. كما أن مناقشة المسرحيات عادت وتنظم بعد عرضها، مشيرا إلى أن هذه المناقشات ينشطها نقاد ومختصون في الكتابة المسرحية والإخراج بحضور مدير المسرح، بهدف دعم الفرق الموهوبة فعلا. وأفكر الآن مع المدير الفني حول كيفية تحضير الدورات القادمة ونشتغل فيها على التخصص بنوع كل واحدة. وعن سر استمرارية المهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم في وقت شهدنا فيه توقف معظم النشاطات في الجزائر بعد طبعات قليلة من إنشائها، قال جرورو: "المهرجان يعد الأعرق في إفريقيا والوطن العربي ولدينا طموحات دائمة بالمحافظة وإصرار في حلم المستغانميين كي يروه يتطور سنة بعد سنة، وهو الذي بدأ بأساس كبير من طرف عمي الجيلالي واستمر بفضل أسماء مسرحية كبيرة. المؤسسون هم أبناء المدينة على غرار الجيلالي بن عبد الحليم وولد عبد الرحمان كاكي ورفاقهم الذين ما زالوا معنا ونتواصل معهم ونمشي على خطاهم من مسيرة إلى مسيرة. وهذا المهرجان هو الوحيد الذي مرّ عليه أناس معروفين على الساحة المسرحية والسينمائية وبفضاءات الثقافة بكل الاختصاصات ولديهم الصوت الذي يتحدث عن مهرجان مستغانم كمحطة في مسيرتهم. وعن المحافظة على هوية المهرجان، قال جرورو: "المهرجان نافذة للهواة بالمسرح الجزائري، وعليه يبقى كذلك ولا يحيد عن طريقه، لا يمكن أن نغلق هذه النافذة في وجه الهاوي، وأن تكون فرصة دعمه موجودة بهذا الفضاء المفتوح. حتى ولو أتينا بفرق من خارج الجزائر فسيكون ذلك في إطار عمل المسرح الهاوي ودعمها، فكل مساحة لديها أهلها وأصحابها. وأضاف جرورو أن: "المسرح هو فن المواطن، صوته، حلمه الذي لا يقدر أن يوصله، خطابه الذي لا يملك قوة لإيصاله. هنا فرصة لنكون قرب الناس وكل شيء متوقف على الصدق". ويضيف رشيد جرورو: "أن الجمهور كما في كل المدن بحجة لأن تصل إلى خياله وجوارحه. كيف تقدر أن تصل له؟ ولكن أن تقدم عملا منسقا كتحفة يقدر أن يلاقي صدى، وأن تحترم الجمهور بجودة ما تقدمه يحترمك بالمقابل فهو جمهور مثقف.