عرض في ثاني أيام مهرجان الجزائر للسينما المغاربية الفيلم التونسي "باستاردو" للمخرج نجيب بلقاضي، الذي يدور في عالم مهمش مغلق على ناسه بالمجتمع التونسي وتصدّعاتهم الاجتماعية والعاطفية والإنسانية، في ظل الموت والخراب. يجسد مقاربة مثقلة بعلاقات متشابكة ومتداخلة، وازعها الحب والعشق الخفي والصراع حول النفوذ داخل المجتمع، من خلال رصده لمعاناة شخصية اللقيط في المجتمع والعوالم الخفية لحي هامشي في تونس العاصمة. يطرح فيلم "باستاردو" من خلال حكاية "محسن" (عبد المنعم شويات)، وهو الشخصية المحورية التي تدور حولها الأحداث، يعاني التهميش والفقر واحتقار سكان حيه، يطرد من الشركة التركية التي كان يعمل بها بعد إقدام إحدى العاملات على سرقة كمية من الأحذية.. ونرى في الفيلم قضية مفعول تقنيات الاتصال الحديثة ومدى تأثيرها على الفرد والمجموعة. إذ تتغير حياة ويتحول وضع "باستاردو" الاجتماعي من رجل نكرة لا يحمل هوية معروفة ولا أصول اجتماعية معلومة إلى رجل يقصده الناس ليتزودوا بلوازم الهاتف المحمول وكيفية تشغيله.. بعد أن يقوم بتركيب محطة إرسال للهواتف النقالة فوق سطح بيته.. فتتحسن وضعيته المادية والاجتماعية تدريجيا. كما تتغير حياة الحي بأكمله بعد تمكنه من الاستفادة من هذه التكنولوجيا. لكن باستاردو في رحلته هذه للثراء والسلطة تتدهور صحته بفعل ذبذبات الهوائي مقابل تحسن وضعيته الاجتماعية الجديدة، إلا أن صديق طفولته "لرنوبة" (الشاذلي العرفاوي) زعيم الحي، لم يستسغ وضعية باستاردو الجديدة والتغيير الإيجابي في حياته مما أثار غيضه. فبعد أن كان يتحكم في كل الحي ويدّعي زعامة واهية فكان الصراع بينهما، حيث سيبذل كل ما بوسعه من أجل أن يعود الشاب إلى وضعه السابق. «كثيرا ما شغلني التفكير في السلطة خاصة تحت حكم بن علي"، يقول نجيب بالقاضي، وهو أيضا مؤلف الفيلم قبل أن يضيف: "في 2007، عندما شرعت في كتابة هذا السيناريو، لم يكن لي سوى هاجس وحيد: يجب ألا تختار الشخصية الرئيسية السلطة، وإنما السلطة هي التي تختار باستاردو". طرح المشاكل الاجتماعية في علاقتها بالنفوذ خصوصا سلطة المال وعنف السلطة العفن في مكان منفي ويبدو دائرة مغلقة منعزلة عن العالم. البشر فيه مرتعبين أمام وجودهم البشري، خائبي المسعى إزاء وعود لم تتحقق وعالم يزداد عنفا وشراسة، بينهم الطيبون والأشرار وأيضا العاهرات واللصوص.. وأيضا تلك الفتاة التي يرشح جلدها حشرات غريبة. مكان سحري غريب الأطوار، ينتظر الخلاص والانعتاق، صادق أبناؤه الحشرات وجرى أطفالها حفاة الأقدم.. في حالة انتظار.. قبل الوصول إلى نهاية تجعل الضحكة المريرة والقاسية نظرة أيام مقبلة مخيفة منطلقة من راهن مسحوق ومدمّر. لا يوجد في تفسير درامي سهل واضح معتاد، بل تساؤلات مقلقة ومضنية تنطلق من منطلقات أخلاقية لتصل إلى آفاق تتعلق بالوجود الإنساني نفسه ومغزاه، في علاقته بالآخر. مصنوع بمفردات سينمائية تجعل أحد تشكيلات السرد في بناء العمل، وتتلاعب جماليا بالإضاءة لتأتي طريقة التصوير لتلائم موضوع الحكاية ولتكون مكملة لما لم تقله الكلمات، وهدفت إلى وضع المشاهد في أغلال الحكاية والصورة. ويقوم بأدوار البطولة في "باستاردو" (تعني اللقيط باللغة الإيطالية) كل من عبد المنعم شويات وتوفيق البحري ولبنى نعمان والأسعد بن عبد الله والشاذلي العرفاوي وعيسى حراث، وتدور مدة أحداثه في ساعة و46 دقيقة. نجيب بلقاضي (تونس العاصمة 13 ماي 1972) هو واحد من السينمائيين التونسيين المختلفين عن السائد، والساعين لتشكيل ملامح سينمائية خاصة نابعة من خصوصيات بلدانهم. ممثل ومخرج. تابع دراسته في الإدارة والتسويق بمعهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج قبل أن يتحول إلى التمثيل ويشارك في أعمال سينمائية. أول خطواته في الإخراج خطاها في برنامج شمس عليك على قناة الأفق سنة 1998، ثم أصبح معدّا ومخرجا ومشاركا في تقديم البرنامج بين سنتي 1999 و2001. أسس شركة بروبقندا للإنتاج سنة 2002 بالاشتراك مع صديقه عماد مرزوق. أخرج لفائدة قناة 21 برنامجا ساخرا "ديما لاباس". وفي سنة 2005 أخرج الشريط القصير "تصاور" عن سيناريو لسعاد بن سليمان وتلاه بشريطه الطويل "VHS كحلوشة" سنة 2006. وكانت تجربة ناجحة قربته من الجمهور وقد حصد هذا العمل النجاح تلو الآخر وكان من الأفلام الوثائقية التي عرّفت بنجيب بلقاضي المخرج المتمكن من ضوابط الصورة السينمائية المعاصرة والقادرة على التوغل في مناطق جريئة من الحياة. حاز فيلمه "باستاردو" بالجائزة الكبرى الخاصة بالفيلم الروائي الطويل لمهرجان تطوان لسينما بلدان المتوسط. محمد عبيدو هموم اجتماعية في أفلام قصيرة بمهرجان السينما المغاربي بداية متواضعة المستوى في عروض الأفلام القصيرة، في إطار المنافسة الرسمية لمهرجان الجزائر الثاني للسينما المغاربية بالجزائر العاصمة، من حيث المستوى الفني والانشغالات والطروحات الفكرية.عالجت بهية علواش في أول فيلم تخرجه "يوم عادي" في 22 دقيقة انشغالات الشباب الجزائري، حيث أظهرت أنه غير مبالي بالموعد الانتخابي ماي 2012 الذي يصادف في هذا اليوم الذي تصوره.من خلال سرد يوم في حي شعبي مع إطلالة بانورامية من سطوح الحي على المدينة. في الفيلم تدعو سليمة ثلاثة من صديقاتها إلى الشقة العائلية، لتحضير حفلة زفاف ووتبادل أطراف الحديث ،تناول الشاي والحلويات في إطار علاقات نسوية مغلقة وخفية وغير مباشرة. في مقابل عالم آخر رجالي مهتم بكرة القدم وبالهوائيات المقعرة وبعيد عن الواقع ترصده عبر شقيق سليمة وشابان فوق سطح البناية يقومان بإصلاح الهوائيات، كلا العالمان منشغلان بيومهم العادي وبعيدان عن حدث اليوم السياسي وهو الانتخابات التشريعية.وأعطى من جهته المخرج المغربي هشام اللداقي في فيلمه الذي يحمل عنوان "اليد الثالثة" عبر 16 دقيقة نبذة عن الحياة اليومية الريفية في قرى البؤس المغربية، حيث نجد زينب التي تنتمي إلى عائلة مغربية فقيرة تسكن في المناطق الداخلية للبلد يعمل والدها بالزراعة وتصنع والدتها الزرابي التقليدية. تحصلت زينب على شهادة البكالوريا وتأمل كغيرها من بنات المنطقة مواصلة دراستها الجامعية في المدينة. في حين تعاني عائلتها من فقر مدقع منعهم من تسديد فاتورة الكهرباء. سيصطدم حلم الدراسة في الجامعة ومزاولة حياة مختلفة، الذي يبدو بسيطا وشرعيا بالنسبة لزينب بواقع محزن وسيكون تحقيق هذا الحلم مستحيل تقريبا.وبرزت في فيلم " هفهوف" 19 دقيقة، للمخرجة نادية تويجر، مسحة شعرية بصرية تطل على جمال الجنوب التونسي مع بساطة في المفردة السينمائية عبر سيناريو عادي، حيث تنص العادة الدينية على أن توفر للمحتاجين الوسائل من أجل الاحتفال بالأعياد. تحصل شخصان لا يعرف أحدهما الآخر على خروف العيد من طرف السلطات المحلية ويتعلق الأمر بكبش واحد فقط ولكن سينجر عن هذه "الملكية المشتركة" حالة صراع لاقتسامها بين الاثنين.وسيتواصل مهرجان الجزائر الثاني للسينما المغاربية إلى غاية ال 11 جوان بقاعة الموقار ومتحف السينما للجزائر العاصمة بتنافس 38 عملا في ثلاث فئات طويل وتسجيلي وقصير. محمد/ ع أول الأفلام الجزائرية المشاركة في مهرجان السينما المغاربية.. "الدليل"... هاجس العقم في المجتمع دخلت الجزائر المنافسة الرسمية في إطار مهرجان الجزائر للسينما المغاربية، مساء أول أمس، عبر فيلم "الدليل"، الذي أخرجه الجزئري عمور حكار، بينما كتبت نصه الفرنسية فلورانس بوتلو وأدى دور بطولته الممثل الجزائري نبيل عسلي. اليوم الثاني من عمر الطبعة الثانية من مهرجان الجزائر للسينما المغاربية، لم يختلف عن سابقه رغم كونه يوم الجمعة، حيث حافظ المهرجان على جوه الاحتفالي وجموعه الكبيرة التي تنوعت بين فنانين سينمائيين، مسرحيين وعشاق للشاشة الكبيرة. أتوا من مختلف الدول والمناطق الجزائرية لإشباع فضولهم السينمائي أو بهدف ملاقاة شخصياتهم المفضلة. آخر الأفلام المعروضة مساء أول أمس، كان الفيلم الجزائري "الدليل". إنتاج مشترك بين الشركة الجزائرية "HA FILMS" والشركة الفرنسية "SARAH FILMS". العمل السينمائي من بطولة الممثل "نبيل عسلي" ومن إخراج سليل مدينة خنشلة "عمور حكار"، أما السيناريو الذي كتبته "فلورانس بوتلو" يروي قصة "علي" سائق سيارة أجرة بسيط في خنشلة، متزوج ب«حوريا" امرأة لها بنتان، ويحاول جاهدا انجاب ولد يحمل اسم العائلة إلا أنه يكتشف أنه عاقم. تتهمه امرأة "فطيمة" بأنه والد طفلها الذي لم تنجبه بعد، ورغم حيازته للتحاليل التي هي دليل براءته إلا أنه يفضل كتمان سره أمام زوجته والمجتمع، ليفضل تلطيخ سمعته وهجران زوجته له، على أن يعرف بين الناس كونه "رجلا ناقصا".. أجادت الممثلتان "آنيا لوانشي" في دور الزوجة حوريا، و«زينب احميدو" في دور فطيمة، تقمص شخصيتيهما، حيث تفاعلتا مع الممثل الرئيسي "نبيل عسلي"، لتقدم لنا المجموعة علاقة ثلاثية معقدة، نجد أبعادها أحيانا منافية للواقع والمنطق. ورغم أن العرض نوع في طاقم التمثيل بين المحترفين والمبتدئين، إلا أن الأداء لم يكن مقنعا طوال مدة العرض ليتخبط الريتم في صعود وركود، حيث يشعر المشاهد أن الممثل في حالة تقريرية في العديد من مقاطع الفيلم الجزائري "الدليل"، كما أن العديد من المشاهد أو الحركات لم يكن لها أي معنى أو هدف يخدم العرض مما يجعل المشاهد يشعر أنه تم الجز به لملء الفراغ. هذا، وحاولت كاتبة السيناريو إضفاء لمسة من الكوميديا على نصها للتخفيف من حدة الدراما، عبر اللعب على المصادفات، وهو أمر وصل للجمهور الذي تفاعل معه بالضحك أو بالتعليق على بعض الحالات المحرجة التي تقع فيها شخصيات الفيلم. صحيح أن أحداث الفيلم خيالية، ويمكنها أن تتجه إلى أي منحى يرسمه كاتب السيناريو، إلا أن العديد من حضروا بالقاعة أبدوا استياءهم من نهاية الفيلم التي اعتبروها "غير واقعية"، فرغم أن "الدليل" يطرح موضوعا انسانيا مهما، ويصور جانبا اجتماعيا مرا حول العقدة النفسية للعقم في مجتمعنا، ويظهر كيفية معاملة الناس لهم كأشخاص ناقصين أو غير قادرين، إلا أن هذا لا يبرر تضحية البطل بسمعته ومستقبله وعائلته بنوع من الأنانية واللامبالاة، لمجرد إخفاء حقيقة كونه عاقما. وتفاعل الجمهور مع هذه النهاية يبرز مدى تأثرهم برسالة العرض، الذي شدتهم أحداثه حتى النهاية رغم طول مدته. سارة. ع غياب: كرس حياته للمسرح والسينما .. عبد الله أورياشي.. يرحل في صمت يعتبر الممثل والمخرج عبد الله أورياشي، الذي وافته المنية، مؤخرا، بالقليعة، عن عمر يناهز ال 68 عاما، قامة كبيرة في الفن الجزائري، كرس جزءا كبيرا من حياته للمسرح والسينما، ومثّل الراحل - وهو خريج معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان عام 1970 - في العديد من المسرحيات، على غرار "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" للطاهر وطار و«سكة السلامة" للمصري سعد الدين وهبة وغيرهما. كما أخرج الفقيد عددا من المسرحيات أهمها "مير وربي كبير"، "الصمود" و«يا خو راك متسلل" المقتبسة عن المسرحية الهزلية الساخرة "المفتش العام" للأديب الروسي نيكولاي غوغل وأيضا "المقبرة"، "المولد" و«الشاطرين". شارك أورياشي من جهة أخرى في عدد من الأفلام السينمائية من بينها "معركة الجزائر" للإيطالي جيلوبونتيكورفو وفيلم "تشخيص مؤامرة" للجزائري محمد سليم رياض، وترك الراحل - وهو من مواليد 12 جوان 1946 بمدينة بوسماعيل (تيبازة) - إرثا مسرحيا كبيرا وشارك في الجزائر في العديد من المهرجانات الوطنية والجهوية، كما تمّ تكريمه سنة 2005 من طرف وزارة الثقافة وفي عام 2007 من طرف حركة مسرح القليعة (تيبازة). توقف الفقيد عن العطاء الفني بعد تقاعده من المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" سنة 2003، حيث عانى بعدها طويلا من مرض عضال تسبّب في وفاته، وووري جثمان الراحل الثرى بمقبرة ببوسماعيل. وعبرت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي بهذه المناسبة، عن بالغ حزنها لرحيل عبد الله أورياشي، معتبرة أنه واحد "من أبرز وخيرة فنانينا الذين قدّموا الكثير" للمسرح الجزائري، حسبما جاء في بيان تعزية صادر عن وزارة الثقافة. مهرجانات: "الإسماعيلية السينمائي" يكرم المخرج "علي الغزولي" كرمت إدارة مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته ال 17 المخرج الكبير علي الغزولي ضمن فعاليات المهرجان، الذي يقام في الفترة من 3 إلى 8 جوان الحالي وتم عرض فيلم "صيد العصارى" بقصر ثقافة الإسماعيلية. أدار الندوة السينمائي كمال عبد العزيز رئيس المهرجان الذي بدأ كلامه قائلا: "نحن اليوم أمام أروع أعمال المخرج علي الغزولي وهو "صيد العصارى"، وبالنسبة لي كفنان تصويري أرى أنه من الأعمال السينمائية النادرة التي تتميز بالرقي الذي يمتع المشاهد. وقال المخرج الكبير علي الغزولي: إرتباطي بحب البحيرة والصيادين في هذه المنطقة منذ فترة طويلة، حيث صورت فيلم في الملاحات وعشت الطبيعة والشمس والمطر، وظلت الفكرة تراودني حتى زرت بحيرة البرلس والمنزلة واخترت المنزلة، وأفضل شيء قدمته في الفيلم هو توثيق حياة تحدث الآن. نجوم هوليوود في حفل تكريم "جين فوندا" أثبتت النجمة العالمية المُخضرمة "جين فوندا" أنها ما زالت تمتلك من الأناقة والتألق ما يلزم لجعلها نجمة على السجادة الحمراء، ليلة أول أمس، أثناء تسلمها جائزة "إنجاز العمر"، التي يمنحها معهد الفيلم الأمريكي في احتفال كبير على مسرح "دولبي" بهوليوود. وأعربت "فوندا"، في تصريحات لموقع "هوليوود ريبورتر" عن سعادتها الكبيرة فور سماعها بنبأ تكريمها بهذه الجائزة هذا العام والتي تعتبر من الجائزة الأكبر التي يمنحها معهد الفيلم الأمريكي، مضيفة أنها انهالت بالبكاء فور علمها بهذا التكريم. حرص على حضور الحفل المهيب كوكبة كبيرة من نجوم ونجمات هوليوود لتشجيع ومؤازرة "فوندا"، 76 عاما، أثناء تكريمها، ومن أبرز هؤلاء الحضور النجمة العالمية "ميريل ستريب" والنجمة "ساندرا بولوك" التي تألقت في فستان أزرق، والثنائي الشهير "مايكل دوغلاس" وزوجته "كاثرين زيتا جونز"، بالإضافة إلى النجمة "إيفا لانجوريا" والنجمة "سالي فيلد".