عشرة أعوام بكاملها تمر على جريدة "الجزائر نيوز" التي وضعت نصب عينيها منذ نشأتها خطا صارما لاتحيد عنه يتعلق أساسا بالمهنية والشجاعة الأخلاقية وفي إبداء الرأي المدافع عن قيم وروح الجمهورية والحداثة بمختلف وجوهها ودلالاتها والحق في الاختلاف الخلاق والبناء والرغبة في الإسهام الحقيقي في بناء صرح تعددي وديمقراطي عاهدنا أنفسنا على بلورته والانتصار لقيمه وفاء لكل أرواح الشهداء الصحفيين والمثقفين والفاعلين الاجتماعيين والسياسيين الذين كانوا سدا في وجوه ألوية الموت والدمار خلال العشرية الحمراء.. ومنذ البداية كان إيماننا عميقا وجذريا أن تكون جريدتنا صوتا حقيقيا ومنتصرا لخط المصالحة الوطنية الأصيل . وفي سبيل هذا الهدف الشريف والسامي تحملنا كل الهجومات النارية والتشكيكات سيئة الغاية، لأننا كنا على إيمان عميق أن الطريق المنتهج من قبل الجريدة عبر خطها الافتتاحي كان الطريق الأصوب والطريق الأشجع في وجوه كل القبائل الايديولوجية والسياسية التي لم تكن تؤمن أن ينهض هذا البلد الجريح، وينفض عن جسده غبار الفتنة والحرب الطاحنة التي أجّج نيرانها الأصدقاء غير الحقيقيين والمزيّفين للشعب الجزائري . منذ البداية حاولنا أن نجعل من جريدة "الجزائر نيوز" ليس فقط منبرا للرأي المختلف وللذكاء والخلق الوطنيين بل المدرسة الحقيقية التي تتحرك بهدوء وصمت للعشرات من الشبان والشابات الجزائريات الحالمين بممارسة هذه المهنة الرائعة والنبيلة المتشبعة بالقيم الإنسانية الجميلة والأخلاقيات السامية وروح إنكار الذات والتضحية.. ووفقنا الله حتى وإن بدا للبعض أننا كنا سذجا ومثاليين أن لا يتحول منبرنا الإعلامي مجرد دكان.. أجل قد ساهمنا في إثراء المشهد الاعلامي بالعديد من الأسماء الإعلامية التي حلقت ليس في سماء "الجزائر نيوز" بل في سموات عناوين زميلة سواء كانت تصدر باللغة الوطنية أو اللغة الفرنسية. وأن المرء ليشعر بالألم أو الحزن عندما يطّلع على تصريحات مسؤول مطبعة الجزائر العاصمة عندما يورد "الجزائر نيوز" ضمن قوائم العناوين الزميلة على أنها مثقلة بالديون ولا تحترم مواعيد الدفع.. لكن كم كنا نتمنى وهذا من باب النزاهة أن يذكر السيد مدير مطبعة الجزائر العاصمة أن يثني على التزامنا بدفع ديوننا واحترامنا الغالب بمواعيد الدفع، بحيث لا يتجاوز دين مؤسستنا الاعلامية مبلغ 39 مليون دينار بمقابل ديون العديد من العناوين التي تفوقنا بأضعاف مضاعفة، وكنا نتمنى من السيد مدير مطبعة الجزائر العاصمة والذي لا يجهل مداخيل إعلانات "الجزائرنيوز" بنسختيها من الأناب.. خلال كل السنوات العشرة استثمرنا في الطاقم المكون للجزائر نيوز، يعني أننا وفرنا العشرات من مناصب الشغل ويكمن كل افتخارنا أننا اشتغلنا بصدق وعزم لأن نكون مثالا لمؤسسة إعلامية قامت على الأخلاق والنزاهة والمهنية ولم تكن في لحظة من اللحظات مجرد دكان بائس لا يهمه سوى الريع والبزنسة والمال القذر وذلك ما يريح ضميرنا المهني والأخلاقي.. وحتى إن لم نكن نفهم هذا الحصار في الإعلان ليس فقط من طرف "الأناب" لكن كذلك من طرف شريك مثل "نجمة" /أوريدو/ ?فإننا نأمل أن تستجيب الإرادة السياسية في البلاد لهذا الأمل وذلك لحماية العشرات من الإعلاميين والموظفين بجريدتي "الجزائري نيوز" وألجيري نيوز" من البطالة، ومن أجل أن تظل الجريدتين ضمن الفاعلين في المشهد الإعلامي التعددي كدليل على توفير إرادة سياسية من صالحها أن تكون الجزائر قلعة حقيقية للحرية والديمقراطية والأمل.