دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة باسم الجزائر المترئسة لمجموعة إفريقيا في قمة البيئة بكوبنهاغن إلى تحمل المسؤوليات بالتباين في التدهور البيئي والمناخي وجعل الدول الكبرى والمصنعة على رأس المتسببين في ذلك· وقال بوتفليقة إنه ''لم يعد أمامنا إلا قليل من الوقت ولقد بدأ العد التنازلي بالنسبة للمعمورة المحكوم عليها مع وقف التنفيذ''، معتبرا ندوة كوبنهاغن تاريخية كونها مرحلة جديدة للتصدي الجماعي للتحديات غير المسبوقة التي تفرضها التغيرات المناخية على البشرية ولأن الإنسان لم يسبق له أن هدد بهذا القدر بنشاطه منظوماته البيئية وموارده ومن ثمة بقائه· وعرض الرئيس بوتفليقة في مداخلته المعطيات العلمية الثابتة ثبوتا مطلقا اليوم لصياغة الاستراتيجية المتبعة منذ قمة الأرض المنعقدة بريو دي جانيرو سنة,1992 وقال ''أولها أن ظاهرة التغيرات المناخية سببها الإنسان ثم إن مصدرها هو انبعاث الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري منذ الثورة الصناعية، وأخيرا أن البلدان النامية وهي أقل المتسببين في التغيرات المناخية هي التي ستعاني منها أكثر من غيرها''· وانطلاقا من هذه الخلفية ''يبدو لي أن مبدأ المسؤولية المشتركة بالتباين هو المبدأ الجوهري ذلك أنه يجب على البلدان المصنعة أن تفي بالعهود التي قطعتها على نفسها أخذا بما جاءت به الاتفاقية والبروتوكول من حيث تحويل التكنولوجيا والتمويل وتعزيز القدرات لمساعدة البلدان الأضعف جانبا، مع العلم أن جميع البلدان النامية تدخل في هذا التعداد وتمكينها من تحمل عبء التكيف مع التغيرات المناخية''· ثم أضاف ''لا بد للبلدان المصنعة أن تضطلع بالريادة وتتقدم الركب بحكم مسؤولياتها التاريخية ولكونها هي وحدها القادرة على قيادة عملية واسعة النطاق لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي وصولا إلى بروز اقتصاد أخضر يفتح فرصا جديدة أمام الجميع''· في هذا المنظور شدد الرئيس على أن تكون الرؤية من غير زاوية المدى البعيد المفضي إلى اقتسام مجحف للفضاء الجوي· ولا ينبغي للأهداف العالمية للتقليص من الانبعاثات المرسومة لعام 2050 وتلك المأمولة من البلدان المتقدمة أن تترك للبلدان النامية النزر القليل من ذلك الفضاء الذي لا يكفي لإتاحة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تصبو إليها· كما حمل الدول الإفريقية جانبا من المسؤولية وقال ''يجب على البلدان النامية بدءا بالبلدان الإفريقية أن تتحمل نصيبها من عبء مكافحة الاحتباس الحراري وذلك بالعمد تدريجيا إلى إدراج استخدام الطاقات الجديدة والمتجددة في برامجها التنموية''· بوتفليقة يدافع عن إنجازات الجزائر في إطار مكافحة الاحتباس وعن الجزائر فيما يخص مواجهتها آثار التغيرات المناخية التي تتسبب في تفاقم ما تعاني منه من تصحر· قال الرئيس أنها اعتمدت بعد التنمية المستدامة في مخططاتها التنموية على التقليل من انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري· كما أنها اتخذت الإجراءات المتوخية تحسين النجاعة الطاقوية واعتمدت سياسة لترقية الطاقات المتجددة وجعلت أخيرا من تكنولوجية حبس وجمع ثاني أوكسيد الكاربون عنصرا محوريا في سياستها الوطنية في مجال التغير المناخي·