كان، ليلة أول أمس، الجزائريون المغتربون بفرنسا على موعد للاحتفال بالفوز التاريخي لأشبال حليلوزيتش، حيث دوّت الأناشيد الوطنية الجزائرية والأعلام الوطنية سماء فرنسا وتعالت زغاريد النسوة اللائي شاركن بالتأهل التاريخي لمحاربي الصحراء. دقائق قليلة قبل إعلان الحكم عن نهاية المباراة التي جمعت رفقاء حليش والمنتخب الروسي، وتأهل الجزائر إلى الدور ثمن النهائي، كان مناصرو الخضر على استعداد تام للاحتفال بهذا الفوز التاريخي، وما هي إلا لحظات صفارة الحكم تعلن عن نهاية المباراة وبداية العرس الشعبي لمناصري الخضر بشمال الفرنسي، حيث خرج المغتربون بجميع فئاتهم، أطفال تزينوا بالعلم الوطني، النسوة والشباب كلهم كانوا يدا واحدة تردد شعارات تمجد الخضر والجزائر، وصاحب هذه الأهازيج زغاريد النسوة التي ملأت سماء عاصمة الشمال الفرنسي صانعين بذلك أجواء من البهجة والفرح، والتي تناغمت مع أبواق السيارات، مما أعاق حركة المرور بالشوارع الرئيسية للمدن الكبرى لعاصمة الشمال الفرنسي مثلما هو الحال بكامل التراب الفرنسي. وقد عبّر المغتربون عن فرحتهم العارمة من التأهل التاريخي لمحاربي الصحراء الذين أبهروا العالم بأدائهم البطولي وتأهلهم التاريخي، بعدما تبدد حلم التحاق الجزائر بالدور ثمن النهائي بتفوق الروس في الدقيقة السادسة من بداية المبارة إثر تسجيل المهاجم "كوكورين" الهدف الأول في المباراة، حيث أكد لنا العديد أنهم غادروا أماكنهم متابعين المباراة بسماع صيحات الشباب لمعرفة إن كان هناك هدف للخضر من عدمه، مؤكدين أن إصرار رفقاء جابو على الصعود إلى الدور ثمن النهائي واستمرار العرس الجزائري كان ذلك بعد تمكن سليماني من تعديل النتيجة في الدقيقة 60، والذي منح تأهل الجزائر إلى الدور ثمن النهائي. للإشارة، فإن العديد من المحلات التجارية بشمال فرنسا أسدلت ستائرها، فيما خصصت أخرى محلاتها لمتابعة الفريق الوطني ضد الفريق الروسي، وهو ما أظهر تلاحم المغتربين والتفافهم حول الفريق الوطني وحنينهم للوطن الأم، وإبهار المارة بطريقة احتفال الجزائريين بتأهلهم والألعاب النارية التي دوّت السماء لعدة ساعات. اندلعت، ليلة الخميس إلى الجمعة، مشادات عنيفة بين مجموعة من الشباب وقوات مكافحة الشغب الفرنسية بمدينة روبي ونواحي مدينة ليل بعد الاحتفالات بالفوز المستحق للخضر في مونديال البرازيل 2014، فحسب مصادر محلية، فإن المشادات اندلعت في حدود الثانية صباحا، حينما قامت مجموعة من الشباب بمحاولة السطو على وكالة النقل "ترنسبول" المتواجدة بوسط مدينة روبي بمحطة "أورو تيلبور"، ليتدخل أعوان الأمن لتنطلق على إثرها المشادات بالشوارع الرئيسية لمدينة روبي منها الشارع الرئيسي "قوبيطة" و«الاممالمتحدة"، حيث تم تخريب العديد من المحلات التجارية ووكالة العمل، مما اضطر بقوات مكافحة الشغب إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وكذا استعمال المروحية المختصة في أعمال العنف في المناطق الحضرية، وأشارت إحصائيات المقاطعة الإدارية لشمال فرنسا إلى تسجيل عدة خسائر مادية وتخريب مرافق عمومية وحرق أزيد من 15 سيارة، ونفس مشاهد التخريب عرفتها نواحي مدينة ليل على غرار حي "وازام"،"بوت دي بوست"، مشيرة إلى أن المشادات دامت إلى غاية الرابعة من فجر أمس.