اكتسحت، ليلة أول أمس، العائلات الجزائرية المقيمة بشمال فرنسا الشوارع للتعبير عن فرحتهم العارمة إثر الأداء البطولي للخضر بمونديال البرازيل 2014 والذي فاز بأربعة أهداف أمام نظيره الكوري الجنوبي . لم تتوان العائلات الجزائرية التي أثبتت ارتباطها الوثيق بالوطن للخروج إلى الشوارع والتعبيرعن مساندتهم المطلقة للافناك الذين أدوا مباراة في القمة على شاكلة الكبار، وأثبتوا أن لا شيء مستحيل أمام محاربي الصحراء، وراحت أبواق السيارات وألوان الاعلام الوطنية ترفرف في سماء عاصمة الشمال الفرنسي ليل تجوب الشوارع وسط أنظار المارة الذين انبهروا بتعلق الجالية الجزائرية بمنتخب وطنهم، حيث أكد لنا العديد من المارة من جنسيات مختلفة ، أن الشعب الجزائري يعتبر الوحيد الذي له طريقة خاصة للاحتفال بفوز منتخبه الوطني، مضيفين أن المنتخب الجزائري يسانده شعب بأكماله عكس بعض الفرق الأخرى، فيما تساءل بعض الفرنسيين لماذا لا يحتفل الجزائريون بهذه الطريقة أثناء فوز زملاء بن زيمة" المنتخب الفرنسي" ، لم يتردد المغتربون في ترديد شعارات المنتخب الوطني وتحية اللاعبين الذين أبهروا العالم بأدائهم البطولي وإمكانية تكرار سيناريو 1982، فكانت كل الانظار متجهة نحو السيارات التي دوت سماء "ليل" بأغاني تشجيعية والنشيد الوطني الجزائري، حيث لم يقتصر الاحتفال على عنصر الشباب من فئة الذكور لتشاركهم الإناث والنساء اللائي لم يترددن في الخروج والتجول بالاعلام الوطنية في الشوارع الرئيسية لمدينة ليل، التي كانت تحت تطويق أمني، لتفادي أي تجاوزات، خاصة بمدينة"روبي" التي تنتشر بها الجالية الوطنية بصورة كبيرة، أين اتخذ رئيس البلدية المحسوب على اليمين إجراءات أمنية وحظر تجول قبل بدء المباراة وكانت بداية هذه الإجراءات الأمنية مع مباراة الجزائر وبلجيكا، الأمر الذي أثار استياء الجالية الجزائرية التي اعتبرت الأمر عنصري وطالبت بنفس الإجراءات أثناء مباريات الفريق الفرنسي، والتي استجاب لها رئيس البلدية الذي قال في بيان له نشرته الصحف الفرنسية، أنه الإجراء المتخذ يطبق على مناصري الفريق الفرنسي والجزائري على حد سواء وقد انتشرت سيارات الشرطة والدرك بالشوارع الرئيسية لمدينة "روبي"، التي كانت تهيئ نفسها للعرس الذي يمكن اقامته في حال فوز المنتخب الوطني الجزائري، واسدلت المحلات التجارية ستائرها، فيما خصصت أخرى أماكن لمتابعة المباراة، التي استقطبت المغتربين الذين تراوحت أرائهم بين متفائل ومتشائم من فوز محاربي الصحراء، ليكون الهدف الاول لاسلام سليماني في الدقيقة 26 كافي لاستعادة الأمل في نفوس المناصرين الذين صفقوا طويلا لسليماني، وما هي إلا 3 دقائق حتى يعزز المدافع حليش رفيق رصيد الجزائر بهدف ثان في الدقيقة 28 ، والذي منح نوع من الطمأنينة في نفوس مناصري الخضر، الذين يتجاوبون مع كل حركة صغيرة يقوم بها رفاق مجيد بوقرة، ليأتي الهدف الثالث من إمضاء عبد المومن جابو في الدقيقة 37، حيث علق أنصار الخضر على الأهداف الأولى للفريق الوطني بفريق الكبار، مؤكدين أنه نادرا ما يتمكن فريق من تسجيل ثلاثة أهداف في ظرف 12 دقيقة، ليكون الهدف الرابع في الدقيقة 62 كاف لتحضير أنصار الخضر أنفسهم للاحتفال بالفوز الباهر للخضر وأن الجزائر قادرة على احداث المفاجأة وتكرار سيناريو 82، ولمَ لا يقول أنصار الخضر بفرنسا. المصالح الادارية لشمال فرنسا تحصي حرق 25 سيارة خلال احتفالات فوز الخضر احصت المصالح الإدارية لمقاطعة الشمال الفرنسي عدة خسائر مادية، ليلة الأحد إلى الاثنين، خلال احتفالات بفوز المنتخب الجزائري على نظيره الكوري الجنوبي، أضافت في بيان لها موزع على الصحافة المحلية، أنه تم تسجيل حرق 25 سيارة بشمال فرنسا، منها 15 سيارة بمدينة روبي، 4 بليل، 3 بفالنسيان، 2 بموباج، وسيارة بمدينة دووي، كما تم تسجيل حرق 12 مفرغة منها 8 بمدينة فالنسيان، 2 بمدينة دووي ونفس العدد بمدينة موباج .