تظاهر أمس آلاف الجزائريين في العاصمة مباشرة بعد صلاة الجمعة تنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة، قادمين من مختلف المناطق حيث تجمعوا في ساحة أول ماي. بدأ توافد المحتجين على ساحة أول ماي مباشرة بعد صلاة الجمعة أين دعا معظم الأئمة المواطنين للالتحاق بالمسيرات المساندة لغزة عبر مختلف ولايات الوطن مباشرة بعد انتهاء خطبة الجمعة، ووصل آلاف الجزائريين والجزائريات من مختلف الفئات والأعمار وأفراد الجالية العربية المقيمة بالجزائر، حيث قدر عدد المشاركين حسب مصالح الأمن ب 30 ألف متظاهر بالعاصمة في حين قدرها المنظمون ب 100 ألف مشارك، كما التحق بالمسيرة شخصيات وطنية ورؤساء أحزاب على رأسهم المجاهدة جميلة بوحيرد والمجاهد لخصر بورقعة وعدد من مجاهدي العاصمة، بالإضافة إلى عبد الله جاب الله، عبد الرزاق مقري، أبو جرة سلطاني وسفيان جيلالي وغيرهم، لتلتحق فيما بعد المجاهدة مريم بلميهوب زرداني المحامية المعروفة. وشهدت المظاهرة في بدايتها صعود أحد الأشخاص المشاركين إلى عمود كهربائي وقام بحرق علم الكيان الصهيوني ورفع علم دولة فسلطين. حاولت مصالح الأمن في بداية المسيرة منع المتظاهرين تضامنا مع غزة من السير من ساحة أول ماي باتجاه ساحة الشهداء حيث قامت ذات المصالح بغلق وتطويق كل المنافذ عبر الشاحنات والسيارات، كما تم الاستنجاد بعناصر مكافحة الشعب التي استعملت تقنية الدفع لمنع تحرك المتظاهرين في محاولة لتحويل المسيرة إلى وقفة تضامنية فقط، غير أن توافد آلاف المساندين لغزة من جميع النواحي على غرار ساحة أول ماي، حي بلكور وحي حسيبة بن بوعلي الذين التحق بهم فيما بعد مئات المتظاهرين قادمين من حي "لابروفال" بالقبة، مرددين شعارات ممجدة للغزاويين على غرار "جيش شعب معاك يا غزة" و"بالروح بالدم نفديك يا غزة" و"غزة غزة رمز العزة" وشعارات ممجدة لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس الفسلطينية وسط زغاريد من الشرفات وإنزال صحفي وطني و أجنبي لتغطية الحدث. وتمكن بعد حوالي نصف ساعة من وصول المتظاهرين إلى ساحة أول ماي من كسر الجدار الأمني المفروض والتوجه نحو شارع حسبية بن بوعلي، أين سلك المتظاهرون أزقة الحي المذكور قبل الوصول إلى ساحة حرية الصحافة بشارع حسيب بن بوعلي وتمكنوا من كسر الطوق الأمني الذي كان يفرضه عناصر الشرطة في كل مرة إلى أن وصلوا إلى ساحة البريد المركزي وواصلوا مسيرتهم إلى غاية ساحة الشهداء بقلب العاصمة دون مضايقة من مصالح الأمن التي اكتفت في الأخير بمرافقتهم حيث سهر على العملية عناصر الشرطة والحماية المدنية، وتجمع المتظاهرون بساحة الشهداء أمام الجامع الكبير أين التحقت بهم أعدادا أخرى من الأحياء المجاورة، مرددين شعارات ممجدة لفلسطين وحاملين الرايات الفلسطينية والوطنية، ليعودا أدراجهم من ساحة الشهداء إلى ساحة أول ماي مكان انطلاق المظاهرة.