ليلة مجنونة تلك التي عاشها سكان العاصمة بمناسبة الاحتفالات بالسنة الميلادية الجديدة، حيث لا تمر احتفالات السنة الجديدة إلا ويسجل الجزائريون بصمتهم بضبط عقارب الساعة على الساعة الصفر، حركة غير عادية شهدتها الشوارع الرئيسية للعاصمة، خاصة شارع ديدوش مراد الذي عج بحركة صاخبة تناغمت معها أبواق السيارات التي دقت لثلاث ثواني الأخيرة من سنة 2009 بحلوها ومرها، هللت بحلول سنة 2010 التي يتمنى من خلالها الجزائريون أن يكون هذا العام عام خير ورخاء· طوابير لا منتهية من المواطنين أمام محلات الحلويات و''لابيش'' لمن استطاع الحركة غير العادية كانت جد واضحة المعالم، خاصة إذا كنت تبحث عن محل لبيع الحلويات، فيكفيك أن ترفع مد بصرك حتى تشدك الحشود المكدسة أمام محلات الحلويات التي شهدت حركة غير عادية، اقتربنا من إحداها، ووجدنا أن المواطنين قد قاموا، إن صح التعبير، ب ''حجوزاتهم'' قبل الحدث بثلاثة أيام، رغم الأسعار الملتهبة التي فرضها الطلب المتزايد، حيث تراوحت بين 600 دج في الأسواق الشعبية وبلغت 2000 دج في المحلات الراقية حسب الحجم والذوق و''التاويل''، ولم تهدأ الحركة حتى نفذت آخرها من المحلات التي غيرت نشاطها بالكامل من صناعة مختلف الحلويات إلى الاكتفاء ب ''لابيش''· ··· المكسرات بالكيلوغرام شهدت أسواق أخرى على غرار سوق ''ميسونيي'' رواجا للمكسرات، حيث امتلأت بها محلات بيع الخضر والفواكه التي غيرت نشاطها، وتوافدت العائلات العاصمية بقوة على اقتنائها بمختلف أنواعها حتى الشكولاتة كانت تباع بالكلغ، وقد تراوحت أسعارها حسب بلد المنشأ من 300 دج إلى 800 دج، ولم تعرف هي الأخرى الهدوء المعهود إلا بعد أن تجاوزت الساعة الصفر من ليلة أول أمس· العائلات تختار تناول عشاء رأس السنة خارج البيت فضّلت بعض العائلات العاصمية الاحتفال على طريقتها برأس السنة الميلادية بالخروج إلى بعض المطاعم التي هي الأخرى أعدّت عدتها وقامت بالاستعدادات اللازمة لذلك، وقد كانت الفرصة مواتية خاصة أنها صادفت عطلة نهاية الأسبوع، كما أن العائلات اغتنمت وجود تغطية أمنية عبر الشوارع للتنزه على غير العادة ليلا، ما أعطى العاصمة شكلا مغايرا عن الأيام العادية· تعزيزات أمنية مشددة في قلب العاصمة على بعد ساعتين فقط من الساعة الصفر، عرفت شوارع العاصمة تزامنا مع السنة الميلادية الجديدة تعزيزات أمنية قوية، حيث انتشرت قوات الأمن بشكل ملحوظ وملفت للانتباه، وقد صرح أحد أعوان الأمن التابعين للشرطة القضائية، أن استدعاءهم جاء -حسبه- للسهر على تطبيق القانون وحماية الأشخاص من أي اعتداءات قد تحصل أو انزلاق لبعض السكارى عبر الشوارع، خاصة في المناطق التي تعرف انتشارا كبيرا للحانات، كما أن تواجدنا، يضيف أحد أعوان الأمن، للتحكم وتطبيق قوانين المرور في هذا التوقيت، الذي يعرف ازدحاما هائلا للسيارات، مما قد يخلق بعض التشنج بين السائقين ويفقدهم تركيزهم· ··· إنها الساعة الصفر العد بدأ قبل عشر ثوانٍ من تاريخ 01 -01 - 2010 ··· 0,1,2,3 انطلقت بذلك الألعاب النارية وارتفعت الأهازيج وأبواق السيارات معلنة عن سنة جديدة يأمل فيها كل الشعب الجزائري في غد أفضل، ولعل الأماني اجتمعت لدى الكل في تحسن الظروف المعيشية من توفر لسقف يضمن حياة كريمة وعمل يبعد شبح البطالة ويقي من التفكير في الحرفة، إلى جانب استتباب الأمن عبر ربوع هذا الوطن· الجزائريون والأجانب يغزون مناطق الجنوب لقضاء احتفالات رأس السنة: هياكل الإستقبال عرفت نسبة امتلاء قدرت ب100 بالمائة فضل، المئات من الجزائريين، منطقة الجنوب الجزائريكغرداية وتيميمون وتاغيت، وجهة لقضاء لقضاء حفلة رأس السنة الميلادية، حيث بلغت نسبة إقبال السواح على هذه المناطق 45 بالمائة، حسب ما أكده أمس رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية محمد جيريبي، والذي أضاف أن الجزائريين قرروا هذا العام تغيير وجهتهم نحول الجنوب· وقد عرفت هياكل الإستقبال بمختلف الولايات المعنية بالنشاطات السياحية نسبة امتلاء بلغت 5 بالمائة، ساهم فيها حتى المواطنون الذين قاموا بكراء منازلهم عبر مناطق مختلفة من غرداية وتيميمون وتاغيت وجنات وتمنراست· وعرفت، هذه المناطق، إقبالا كبيرا للأجانب الذين فضلوا دفء الصحراء لقضاء احتفالات رأس السنة الميلادية، إذ قدر عددهم بحوالي ثلاثة آلاف سائح ومن المحتمل أن تستمر مدة إقامة العشرات منهم لأيام أخرى، حسب ما أكده محمد جيريبي· وقد تميزت الإحتفالات بتعزيز وحدات الجيش والأمن الوطنيين لتواجدها عبر مختلف المناطق الجنوبية بداية من ولاية غرداية وصولا إلى أقصى الجنوب، على غرار منطقة تيميمون التي احتضنت أكبر عدد من السواح هذا العام، وقد تكفلت الوكالات السياحية، بتحضير كل الإجراءات الخاصة باستقبال السواح الأجناب بمنطقة الجنوب، ووصفت هذه الإجراءات بالإستثنائية· احتفالات تحت حراسة امنية مكثفة أجلت، المديرية العامة للأمن الوطني، جميع العطل بالنسبة لأفرادها إلى غاية يوم 4 جانفي الجاري، وأمرت بتأجيل قبول الشهادات الطبية المتعلقة بالعطل المرضية لجميع أفراد الأمن الوطني قصد تسخيرهم للعمل عبر مختلف الولايات تحسبا للإحتفال برأس السنة الميلادية· وأعدت، المديرية العامة للأمن الوطني، مخططا أمنيا خاصا بالإحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، وهو مخطط أمني إستثنائي وقائي من أية اعتداءات إجرامية وإرهابية، وقد تم تجنيد جميع وحدات ومصالح الأمن من أمن عمومي وشرطة قضائية واستعلامات عامة، وتم رفع درجة اليقظة، كما تم تجنيد العديد من أفراد الشرطة بالزي المدني في الأحياء الشعبية والمشبوهة، لرصد التحركات مقابل تكثيف الدوريات والحواجز الأمنية المفاجئة في العديد من المواقع، خاصة بمداخل العاصمة، إضافة إلى تكثيف عمليات تفتيش الأفراد والمركبات، بهدف ''تأمين الإحتفالات''· وقد شمل المخطط الأمني؛ تأمين الفنادق الكبرى التي يرتادها الأجانب والأماكن التي تشهد الإحتفالات من ملاهي ليلية وساحات عمومية ومرافق الترفيه والتسلية· من جهة أخرى، إعتمدت مصالح مجموعة للدرك الوطني لولاية الجزائر، مخططا أمنيا خاصا، يمتد من منتصف ديسمبر إلى غاية 3 جانفي الجاري، حيث تم رفع عدد نقاط المراقبة والدوريات بالمداخل الرئيسية للعاصمة، مدعمة بفصائل الأمن والتدخل، إضافة إلى تكثيف حملات التفتيش وتفعيل سرايا أمن الطرقات ''لمكافحة السياقة في حالات السكر، التي تتصدر المخالفات في احتفالات رأس السنة''·