الشيخ عبد الله جاب بعد إخفاقه في العودة زعيما إلى بيت النهضة، يؤسس حزبا جديدا، هل سيحدث للحزب الجديد ما حدث ل ''النهضة'' و''الإصلاح''؟ هناك مقولة فرنسية مفادها ''لا اثنين دون ثالثة''، فالتركيبة الفكرية والنفسية للشيخ لها استعداد لتكرر نفس التجربة وبنفس التفاصيل تقريبا، وشخصيته مبنية على النرجسية الفكرية تتفق من هذا المنطق مع ''ولاية الفقيه'' عند الشيعة في كثير من حالاتها، وغالبا ما تصطدم مع الآخر سواء الذي يقاسمه المبادئ نفسها أو يختلف معه فكريا وإيديولوجيا· وبلغ به الأمر إلى حد تطويع النصوص الشرعية لما يتفق مع هواه الفكري أو حتى النفسي، وكمثال على ذلك الآية الكريمة: ''أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُواالرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ'' التي فسّرها وفق هواه، ليجبر أتباعه على الطاعة العمياء له دون أي نقاش، رغم أن جمهور المفسرين يؤكدون أن الأمر جاء بصيغة الجمع مما يلزم الشورى، فهو يفسر تلك النصوص ويطوعها إرضاء حتى لغروره النفسي· ألا تنتظر من هذه الشخصية أن تقوم لاحقا بمراجعات فكرية؟ لا أعتقد ذلك، فالوقت قد فات ولا سبيل مع هذه الشخصية لأي نقد ذاتي، فهو يكرر نفس التجربة بدون أدنى نقد ذاتي· من جانب آخر، هذه الظاهرة التي تتكلم عنها ما كانت لتصبح كذلك لولا وجود مريدين، ماذا عن مريدي الشيخ جاب الله؟ المريدون طبقات ومراتب، فعند ظهوره في بداية السبعينيات كان أتباعه أكثر كفاءة وعددا، ثم بدأ العدد يتقلص مع كل انتكاسة من الانتكاسات التي حدثت في الثمانينيات والتسعينيات وبعد سنة 2000، ومع مرور الزمن تتراجع نوعية المريدين وهو ما يحدث حليا·