يصل اليوم إلى العاصمة الإسباني مدريد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ليرأس أشغال القمة الثنائية العليا الإسبانية- الجزائرية إلى جانب رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيز ثاباتير· وتعد هذه القمة مؤشرا إيجابيا في عودة المياه إلى مجاريها على مستوى العلاقات الثنائية الجزائرية-الإسبانية التي كانت قد شهدت نوعا من البرودة خلال الثلاثة أعوام الماضية، خاصة عقب أزمة الغاز المعروفة التي واجهت فيها الشركة الجزائرية للمحروقات سوناطراك نزاعا اقتصاديا وماليا مع الشركتين الإسبانيتين للطاقة ريبسول وغاز ناتورال· وتحمل هذه القمة الثنائية العليا بين البلدين خلال أجندتها المقررة لصباح اليوم بقصر الحكومة الإسبانية ''المونكلوا'' ملفات ثقيلة على الأصعدة السياسية، الأمنية والإقتصادية، و ذلك من أجل إعادة تفعيل الحوار والعلاقات بين الجانبين، خاصة وأنها كما لقبها بعض الملاحظين بالقمة الموعودة والتي رغم أنها قد تأخرت عن موعدها المقرر أواخر عام 2007 بسبب أزمة الغاز من جهة والموقف الإسباني تجاه القضية الصحراوية الذي لم يرض الطرف الجزائري من جهة أخرى، إلا أن الحكومة الإسبانية تعلق آمالا كبيرة على نتائج هذه الزيارة، خاصة بحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث كانت آخر قمة ثنائية عليا بين الجانبين قد عقدت بالجزائر العاصمة في 12 ديسمبر 2006 وعقبتها زيارة هامة لملك إسبانيا خوان كارلوس وحرمه الملكة صوفية· ويرتقب التوقيع على بروتوكول جديد للشراكة السياسية والأمنية والإقتصادية بين الجزائروإسبانيا التي ستتولى رسميا غذا الجمعة الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر. وعقب اجتماع اللجان الوزارية واختتام القمة سيعقد الرئيس بوتفليقة إلى جانب ثاباتيرو مؤتمرا صحفيا، كما يرتقب استقبال الرئيس الجزائري من قبل ملك إسبانيا بالقصر الملكي كما جرت العادة· الإرهاب·· الحرافة و الطاقة القمة الثنائية بين الجزائروإسبانيا في طبعتها السادسة من دون شك ستنافش ملفات ساخنة، حسب ما علمته الجزائر نيوز من مصادر دبلوماسية، حيث سيبحث الجانبان مسألة إذابة الجليد عن بعض الملفات التي كانت قد شهدت تقدما خلال فترة قيادة رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسي ماريا أثنار التي ربطته بالرئيس بوتفليقة علاقات متينة، وذات العلاقات حاولت الحكومة الإشتراكية بقادية ثاباتيرو الحفاظ عليها وتوطيدها ورفعها، غير أن بعض العراقيل اصطمدت بالطموحات، خاصة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ومحاولة التوصل إلى نموذج ثابث وواضح فيما يتعلق ببروتوكول تعاول وتنسيق على صعيد تنظيم الهجرة ورفع عدد التأشيرات التي تمنح للجزائريين لدخول التراب الإسباني بطريقة شرعية، رغم أن خلال الأشهر الاخيرة من العام الماضي، سجل ارتفاع خطير لعدد الحرافة الجزائريين الذين تسللوا إلى التراب الإسباني عبر مدن أليكنت ومرسيا وكارتاخينا إلى جانب جزر البالياريس· وعلى جانب آخر، يعد ملف مكافحة الإرهاب من بين أهم نقاط مباحثات الجانبين خلال السنوات الماضية، وقد سجل تقدما واضحا على مستوى تبادل المعلومات الخاصة في ملف مكافحة الإرهاب ومتابعة أفراد الجماعات الجهادية الذين اتخذوا نهاية التسعينيات من التراب الإسباني موقعا لتوميل الإرهاب في الجزائر، في الوقت ذاته تعتبر الحكومة الإسبانية- ولو بشكل غير واضح- أن الجزائر من بين بوابات تسرب الجماعات الإرهابية إلى ترابها، إضافة إلى المملكة المغربية وخاصة بعد اعتداءات مدريد عام 2004، أين بدأت حكومة ثاباتيرو إعادة النظر في تفعيل التعاون الأمني والاستخباري مع الجزائر· كما تعوّل الحكومة الإسبانية على دعم الجزائر في حل أزمة الرهائن الإسبان الذين تم اختطافهم على التراب الموريتاني نهاية شهر نوفمبر من العام الماضي من طرف ما يسمى بتنظيم قاعدة المغرب الإسلامي وتم تحديد موقعهم بشمال المالي· ومن جانب آخر، سيلقي ملف التعاون الاقتصادي بظلاله على القمة، خاصة في مجال الطاقة والاستثمارات· قضية الصحراء لا مفر منها سبق للجانب الجزائري أن أبدى موقفه من التدردد والتحفظ الإسباني الأخير في دعم مخطط السلام الأممي الواضح لتسوية القضية الصحراوية وفق استفتاء حر وعادل، وتعتبر القضية الصحراوية من بين الملفات التي تناولتها كل اللقاءات الرسيمة بين الجانبين بشكل تقليدي باعتبار أن الجزائر تعد عضوا ملاحظا في تسوية هذا النزاع، ومن الجانب الآخر إسبانيا تعتبر مسؤولا تاريخيا و قانونيا في هذا النزاع المغربي- الصحرواي·