أكد، عميد كلية الهندسة المدنية، بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، فريد كاوة، في هذا الحوار، ل ''الجزائر نيوز'' أن الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة إعادة السنة بجامعة باب الزوار، تكمن في الطالب ومستواه اللغوي، مفندا في ذلك كل الاتهامات التي وجهها الطلبة لإدارة الجامعة، بارتكابها أخطاء في حقهم، كما تطرق العميد إلى السبل التي تنتهجها الجامعة للتحسين المستوى اللغوي للطالب·· تشهد جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا ارتفاعا كبيرا في نسب إعادة الطلبة، ما تعليقكم على هذا الأمر؟ أود أن ألفت انتباهكم إلى أمر مهم، بالنسبة للإعادة، حقيقة، كانت الجامعة، من قبل، تعاني من هذا المشكل، خاصة عندما كانت تطبق النظام القديم ليسانس، لكن بعد تبنيها نظام ''أل · أم · دي''، تقلصت نسب الإعادة، فرغم وجود طلبة معيدين، إلا أن عددهم قليل وتظهر جلية في السنوات الأولى والثانية بصفة أكثر· في رأيكم، ما هي الأسباب الحقيقية المؤدية إلى ارتفاع نسبة الإعادة بجامعة باب الزوار؟ لا يمكننا حصر الأسباب الحقيقية لإعادة الطلبة في أمر واحد، بل هناك أسباب عديدة، من بينها الطالب، فعند دخوله الجامعة يصطدم بروتين وإجراءات جديدة غير تلك التي تعود القيام بها بالثانوية، والتي ألفها منذ أن كان في الابتدائية، فقد كان يتلقى دروسا من طرف الأساتذة دون عناء، لكن بعد دخوله الجامعة، يجد نفسه مضطرا لأن يدرس وحده، وهذا العامل ينقص من قدراته في البداية، لكن، بعد ذلك، يتعود عليه، وهو ما ذكرته سابقا، حول نسبة الإعادة التي تكون أكثر في السنة الأولى والثانية، أما السبب الثاني، فيكمن في عامل اللغة، وما أقصده هنا، هو أن معظم الطلبة الذين يلتحقون بالجامعة، مستواهم ضعيف في اللغة الأجنبية ''الفرنسية'' حيث يصعب على الطالب التأقلم مع هذه اللغة ودراستها، خاصة وأن العلوم الدقيقة تتطلب منه أن يكون على دراية بالرموز والأرقام، ولا يمكننا أن ندرسه باللغة العربية، ولهذا السبب، نعمل بجامعة هواري بومدين، خلال السنة الأولى على برمجة مادة تسمى ''تقنية الاتصال والتعبير'' والهدف منها تحسين مستوى الطالب، فمن خلالها نمرنه ونلقنه المفردات والرموز العلمية التي لا يمكن أن يفهمها مباشرة دون تلك المادة· هل يعني ذلك أن التوجيه الإلكتروني للطالب يساهم في ارتفاع نسبة الإعادة؟ أبدا، لا يمكن أن يكون التوجيه الإلكتروني للطالب الجديد الحائز على شهادة الباكالوريا، سببا في إعادة الطالب، ذلك أن هذا التوجيه، رغم أننا في بعض الأحيان نصادف طلبة تحصلوا في مادة الفيزياء على علامة 15 في الباكالوريا، لكن في مواد أخرى كالرياضيات والفرنسية نجدهم تحصلوا على علامات تحت المعدل، وهذا ما يؤدي إلى ضعف النتائج في السنوات الأولى، لكن لا يمكننا أن نجزم بأن هذا التوجيه الإلكتروني أثر على نتائج الطالب· هناك العديد من الطلبة يتهمون إدارة الجامعة بارتكابها أخطاء في حساب معدلاتهم وعدم تسويتها، ما ردكم على ذلك؟ ما يجب أن يعلمه الجميع، هو أنه بعد إعلان النتائج النهائية مباشرة، يحق لكل طالب الطعن في نتائجه في مدة 84 ساعة، والإدارة تدرس الطعن وتعيد تصحيح الأخطاء إن وجدت، لهذا، لا يمكن أن تكون الأخطاء السبب الرئيسي في ارتفاع نسب الإعادة، نظرا لأن كل طلبات الطلبة تؤخذ بعين الاعتبار· جامعة باب الزوار معروفة بكثرة طلبتها، ألا ترون أنه إذا انتهجت الجامعة أسلوب المسابقات لاستقبال الطلبة وانتقاء طلبة مستواهم عال، أحسن من أن تستقبل كل الطلبة، وبعد ذلك تعاني من مشكل ارتفاع نسب الإعادة؟ تعلمون أن كل طالب له الحق في مقعد بيداغوجي، لذلك من غير الممكن أن ننظم مسابقة بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، فهذه المسابقة تنقص من حظوظ الكثير من الطلبة الذين يرغبون في الإلتحاق بباب الزوار، فلو انتهجنا هذا الأسلوب لحرمنا عدة طلبة من الإلتحاق بالتخصصات التي يرغبون فيها، فجامعة باب الزوار ليست مدرسة أو معهدا لفتح مثل هذه المسابقات، فهي تستقبل كل الطلبة الناجحين في شهادة الباكالوريا· بعد اختتام السنة الجامعية 2008 ,2009 كيف تقيمون مستوى الطلبة بجامعة باب الزوار عامة، وكلية الهندسة المدنية على وجه الخصوص؟ في الحقيقة، أهم ما لاحظناه، فيما يتعلق بمستوى طلبة جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، بعد المداولات وإعلان النتائج خلال هذه السنة، هو أن نسبة النجاح في هذا العام مرتفعة أكثر من السنة الماضية والسنوات التي سبقتها، وهو ما يفسر المستوى العلمي المرتفع والراقي الذي وصله الطلبة، خاصة الطلبة الذين يدرسون في إطار النظام الجديد ''أل ، أم · دي''، وهو نفس الشيء الملاحظ بكلية الهندسة المدنية· كم هو عدد الطلبة المتخرجين هذه السنة في كلية الهندسة المدنية؟ عدد الطلبة المتخرجين، هذا العام، من كلية الهندسة المدنية، بالنسبة للنظام القديم ،94 طالبا من أصل 124 طالبا، أي بنسبة 75.80 بالمائة، وبالنسبة للنظام الجديد ''أل · أم · دي''، 218 طالبا من مجموع 273 طالبا، أي بمعدل 79.85 بالمائة، وفيما يتعلق بالطلبة الراسبين والمعيدين، فقد بلغ في النظام الجديد، 55 طالبا بمعدل 20.14 بالمائة، و30 طالبا في النظام القديم، أي بنسبة 23.80 بالمائة·