ركبت المرأة الجزائرية في السنوات الأخيرة موجة الحركات الاحتجاجية، مطالبة بتحسين الظروف المهنية للعمال والمطالبة بالعدالة الاجتماعية ومحاربة كل أشكال ''الحقرة''، وقد بلغ نوع هذا الاحتجاج ذروته باللجوء إلى خيار الإضراب عن الطعام، كوسيلة وحيدة للفت الانتباه إلى مشاكلها في ظل التغيرات الاقتصادية مع غياب قوانين تحميها في الجزائر· ياسمين بوعلي كشفت مغراوي يمينة عضوة في لجنة المرأة، عن أنه تم عزل مريم مهدي في غرفة لوحدها ومنعها من استقبال الأشخاص خوفا من تعرضها للفيروسات، بسبب ضعف جهازها المناعي بعد شهر كامل من الإضراب عن الطعام· أوضحت مغراوي يمينة في اتصال هاتفي ل''الجزائرنيوز''، أن الحالة الصحية لمريم مهدي في خطر، وأن جهازها المناعي أصبح ضعيفا بسبب امتناعها عن الطعام، حيث قرر الأطباء منع استقبال الأشخاص في غرفتها لتفادي أية مضاعفات صحية خطيرة· كما أوضحت ذات المتحدثة في نفس السياق، أنه نظرا لخطورة الوضع الصحي لمريم مهدي، طلب إحضار طبيب نفساني للعمل على إقناعها بالعدول عن الإضراب بعد أن باءت كل محاولات الأطباء بالفشل. كما أكدت مغراوي يمينة أن مريم مهدي رغم كل ما تعانيه من مشاكل صحية مصرة على مواصلة إضرابها المفتوح عن الطعام· وفيما يخص الوعود التي تلقتها مريم مهدي من وزارة العمل بالنظر في ملفها، بعد أن تولت لجنة مساندة قضيتها منذ أسبوع، كشفت نفس المتحدثة، أنه لم تكن هناك أية إجابة شافية، وهذا رغم خطورة الوضع الصحي للمعنية. تدهور الحالة الصحية للمضربتين عن الطعام بسعيدة ... كما نقلت وسائل الإعلام تدهور الحالة الصحية للمضربتين عن الطعام بولاية سعيدة منذ 7 أيام كاملة، بسبب طردهن أيضا من مناصب عملهما، بحيث تم نقلهما من طرف الحماية المدنية على وجه السرعة إلى مصالح استعجالات مستشفى مدغري إثر تدهور حالتهما الصحية، حيث تلقيتا الإسعافات الأولية بعد فحصهما من طرف الطبيب المناوب· وقد تنقل رئيس فرع ولاية سعيدة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى المستشفى، لمعاينة وضع المضربتين ومؤازرتهما، وأعرب عن تذمره الشديد من صمت المنتخبين والمسؤولين وعدم اهتمامهم بمشكل مواطنتين تواصلان إضرابهما عن الطعام لليوم السابع على التوالي· ثلاثة أسئلة إلى: سمية صالحي ما تفسيركم لظاهرة الإضرابات وسط النساء بسبب المشاكل التي يوجهنها في العمل؟ أولا، هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها النساء النقابيات إلى النضال للحفاظ على حقوقهن ومكتسابتهن، فهناك الكثير من النسوة يعملن في مختلف القطاعات قدن حركات احتجاجية في سنوات التسعينيات من بينهن عاملات في قطاع التعليم، بحيث أن المرأة الجزائرية تزايد عددها، إذ تمثل أكثر من 17 بالمائة من اليد العاملة بعد أن عرفت الجزائر تحولات اقتصادية. أما النقطة الثانية لظهور هذه الديناميكية الجديدة التي تعبر عن المرأة، فتتمثل في كونهاأصبحت واعية بأنها الضحية الأولى في عالم الشغل وسلاحها الوحيد للدفاع عن نفسها هو الإضراب، كما أن المرأة ليست شريكا فعالا في مراكز القرار لتحافظ على مكتسباتها، خاصة مع تأخر صدور المرسوم التنفيدي للمادة 31 مكرر، الذي سيفعل مشاركة المرأة في الوصول إلى تقلد مناصب المسؤولية واتخاذ القرارات في الجزائر، خاصة أن المرأة تغيرت حاجياتها ومكانتها في الجزائر لكي تكون ضحية القرارات الاقتصادية في ظل العولمة التي تضرب بالمكتسبات العمال عرض الحائط· ما هي أهم المشاكل التي تواجهها المرأة في عالم الشغل؟ من أهم المشاكل التي تعاني منها المرأة منذ أن خرجت إلى العمل أمام الرجله، التمييز، رغم أن كل القوانين تنص على المساواة والعدل في عالم الشغل في الجزائر، ومشكل التحرش الجنسي في العمل، وهذا نظرا لعلاقات العمل الهشة التي تجعل المرأة عرضة للمضايقات في عملها، كما أن العولمة جعلت المرأة تفكر في النضال للحفاظ على مكتسباتها، خاصة في القطاع الخاص، وأخيرا مشكل عدم وصول المرأة إلى تقلد مناصب صنع القرار أصبح يشكل في الجزائر حاجزا للمرأة للمشاركة في الحفاظ على المكتسبات التي حققتها من خلال نضالها· هل تساندون كنقابة، الإضراب المفتوح لمريم مهدي بعد الطرد التعسفي الذي تعرضت له من طرف الشركة متعددة الجنسيات ''بريتيش غاز''؟ حقيقة، الإضراب تلجأ إليه المرأة كوسيلة وحيدة للدفاع عن حقوقها، خاصة مع المتغيرات الاقتصادية، ونحن نساند قضية مريم مهدي وكل النساء في الجزائر اللائي يحاولن الدفاع عن كرامة وحقوق المرأة في الجزائر. سألتها :